كتب رمزي عوض:
في زمن الأزمات والصراعات، يصبح نقل الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي سلاحاً ذو حدين؛ فهو قادر على توحيد الصفوف ورفع المعنويات أو إحداث انقسام وإحباط، لذا، عليك أن تدرك أن نشر الخبر هو مسؤولية عظيمة، ويتطلب قدراً كبيراً من الحرص والمصداقية.
ليس كل خبر يتوافق مع وجهة نظرك وأفكارك السياسية هو بالضرورة صحيح، فقد يكون مجرد محاولة لاستدراجك لنشر معلومة غير دقيقة، مما يؤثر سلباً على الجبهة التي تتمنى دعمها.
إن التأكد من مصدر الخبر وصحته يُعد واجباً أساسياً على كل من يحمل مسؤولية نشر الأخبار، فالأخبار المفبركة عن خسائر العدو مثلاً قد تبدو جذابة، ولكن عندما يُكشف زيفها لاحقاً، سيكون وقعها أشد على معنويات المتابعين، إذ يُسهم الكشف عن عدم صحتها في فقدان الثقة بك وبما تنقله من أخبار، وفي هذه الحالة، تصبح كل المعلومات التي تقدمها محل شكٍّ حتى وإن كانت صحيحة، مما يجعل دورك أقل فعالية في التأثير على معنويات جمهورك.
يجب أن ندرك أن رفع الروح المعنوية للبيئة الحاضنة (الجبهة الداخلية) هو مجال يُعنى به إعلاميون وعسكريون وسياسيون متخصصون يعرفون كيفية صياغة الأخبار بأسلوب يضمن تأثيراً إيجابياً مستمراً.
الإعلام علم، وله أدواته وأساليبه التي تُستخدم بحرفية عالية لتحقيق الهدف المطلوب دون المساس بالثقة والمصداقية، بينما صحافة المواطن وإن كانت تلعب دوراً مهماً في التوعية ونقل الأحداث، إلا أنها تفتقر إلى التدريب الكافي لرفع معنويات البيئة الحاضنة بشكل مستدام.
كيف يمكن للمواطن أن يرفع المعنويات على وسائل التواصل الاجتماعي دون اللجوء للأخبار الكاذبة؟
يمكنك رفع المعنويات من خلال مشاركات تحفيزية تعزز الأمل، أو من خلال تحليلاتك المنطقية للأحداث، مما يبعث الطمأنينة في نفوس متابعيك دون الحاجة للوقوع في فخ الأخبار الكاذبة، تذكر دائماً أن تحيزاتك الشخصية لا يجب أن تؤثر على حكمك، فربما هناك من يتابعونك ويثقون بما تنشره ويبنون قراراتهم وحياتهم بناءً على ما يقرأونه منك.
مسؤوليتك في نقل الأخبار مسؤولية كبيرة تتطلب أن تزن كل خبر قبل نشره، وأن تتحرى المصداقية حتى لو تكرر الخبر وانتشر بكثرة، فقد يكون مصدره في الأصل عدواً يسعى لتدمير معنويات الجبهة التي تدعمها، وباتباع هذا النهج، تصبح صوت الحقيقة، وتحقق هدفك في التأثير الإيجابي دون المساس بالمصداقية التي بُنيت بعناية.
ختاماً: كن واعياً بقوة الكلمات، واحرص على أن تكون مشاركاتك دوماً رافعةً للمعنويات وقائمةً على الحقيقة والمصداقية.