كنعان يُحاول “حشر” باسيل… مبادرة مليئة بالتعقيدات
كتب محمد علوش في “الديار”:
بعد طرد الياس بو صعب وآلان عون واستقالة سيمون أبي رميا، كانت كل العيون تتجه الى النائب ابراهيم كنعان، عرّاب تفاهم «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» الذي ساهم بوصول ميشال عون الى الرئاسة، ولكن قبل اتخاذ كنعان أي خطوة جاءت الضربة الاولى من قيادة التيار عبر اسقاط عضوية عدد من اعضاء المجلس السياسي، بموجب النظام الداخلي للتيار ، لا سيما الذين تغيّبوا عن حضور الاجتماعات لأكثر من ثلاث مرات من دون عذر، ومن بين هؤلاء النائب كنعان، الأمر الذي فُسّر على أنه الخطوة الأولى في مشوار الطرد.
على الرغم من أن بعض المتحمسين كانوا يتوقعون أن يعلن كنعان في مؤتمره الصحافي يوم أمس خروجه من «التيار الوطني الحر»، إلا أنه قرر، على ما يبدو بحسب مصادر مطلعة، رمي الكرة في ملعب رئيس التيار النائب جبران باسيل، عبر طرح مبادرة ترى بعض الأوساط أنها يمكن ان تحرج الأخير، خصوصاً أنها أظهرت ان القيادة هي من تتسرع في إجراءات قد تقود إلى المزيد من الشرذمة.
قبل المؤتمر الصحافي لكنعان، كانت الهيئة السياسية في التيار قد أكدت أن الإلتزام الحزبي بنظام التيار هو اساس الانتماء، وبالتالي لا حاجة لوساطات أو مبادرات من خارج الانتظام العام، وأن المقبول فقط هو الالتزام بسياسة التيار وبالنظام الداخلي وأصول العمل من ضمنه، وهو ما عمد كنعان إلى طرح علامات إستفهام حوله، بحسب المصادر، من دون أن يذهب إلى مواقف واضحة ومباشرة ضد أحد، لكن الأساس هو ضربه ما تروج له أوساط التيار، لناحية الحديث عن مؤامرة لضرب التيار من الداخل.
من حيث المبدأ، لم يقدم كنعان على الطعن بالزملاء المفصولين أو المستقيلين، بل على العكس قدم لائحة دفاع عنهم، ستجعل رئيس التيار يفكر في الإجراءات التي سيتخذها بعد ذلك.
في مطلق الأحوال، خطوة كنعان تنتظر رد باسيل عليه، لكن الأساس أن الأخير لديه مجموعة واسعة من التحديات في الوقت الراهن، بالرغم من أنها ترتبط بإستحقاقات بعيدة نسبياً، تبدأ من التحالفات في الإنتخابات النيابية، في ظل العلاقة المتوترة مع حزب الله، ولا تنتهي بإمكانية أن يصطف هؤلاء النواب إلى جانب القوى التي تؤيد ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، أو تلك التي تؤيد وصول قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية.
بالنسبة إلى الإنتخابات النيابية، سيكون على باسيل البحث عن كيفية الحفاظ على أصوات التيار، بدل السعي إلى إستقطاب ناخبين آخرين، وبالتالي سيكون التحدي بالحفاظ على الحجم الحالي، بدل التفكير في تكبيره أو توسيعه.
كثيرة هي التفاصيل التي تحكم كيفية تعاطي باسيل مع مبادرة كنعان، كذلك هناك أسئلة إضافية بانتظار إيجاد أجوبة لها، على سبيل المثال هل مبادرة كنعان منسقة مع المطرودين والمستقيلين؟ وهل هؤلاء أصلا يُريدون العودة الى التيار بعد طردهم بهذه الطريقة؟.