الاخبار الرئيسيةمقالات

كفى رمزية… غزة تستحق غضبًا في المكان الصحيح

كفى رمزية... غزة تستحق غضبًا في المكان الصحيح

كتب رمزي عوض

في ظل الإبادة الجماعية المتواصلة التي يتعرض لها الناس في غزة، لا يزال العالم يتفرج بصمت مخزٍ، بينما تكتفي الشعوب بتظاهرات رمزية وشعارات وحملات على وسائل التواصل الاجتماعي، لا تردع العدو ولا تزعزع داعميه.
إنّ التظاهرات التقليدية، التي ترفع فيها الأعلام المختلطة والشعارات المتفرقة في أماكن لاتشكل ضغطا سياسيا، لا تُعدّ سوى وسيلة لتنفيس الغضب الشعبي، وتفريغ الطاقة الثورية في ساحات لا تُقلق الاحتلال ولا تزعج داعميه، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
أمريكا، التي تموّل الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح والدعم السياسي والمالي بالإضافة إلى الغطاء الدولي، تتحمل المسؤولية الكبرى عمّا يحدث في غزة، هي الشريك الفعلي في المجازر والدمار والقتل الذي يتعرض له الناس في غزة، ولذا فإنّ التظاهر أمام سفاراتها حول العالم هو الفعل السياسي الحقيقي، والموقف الأخلاقي الواجب على كل حرّ في هذا العالم أن يقوم به.
لكننا اليوم نشهد تقاعسًا مؤلمًا، فالدعوات العالمية للتظاهر أمام السفارات الأمريكية في الثامن عشر من أبريل/نيسان، لم تلقَ الزخم المطلوب، لماذا؟ أهو الخوف؟ أم هو التواطؤ الصامت؟ أم هي حالة التخدير الجماعي التي تروّج لها الأنظمة من خلال السماح باعتصامات شكلية لتخفيف الاحتقان دون المساس بجوهر الدعم الأمريكي للاحتلال؟ لحفاظ الأنظمة على حكمها وكراسيها بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية أيضا.
إنّ ما نحتاجه اليوم ليس مهرجانات غنائية تحت عنوان “نصرة غزة”، ولا مسيرات فولكلورية تحت أعلام متعددة، بل تحرّك جماعي موحّد تحت راية العلم الفلسطيني فقط، في المكان الذي يوجع الاحتلال فعلًا: أمام سفارات أمريكا، حيث تُصنع السياسات وتحاك المؤامرات ضد شعوب العالم.
لذلك شارك بالوسم العالمي الداعم للتظاهر أمام السفارات الأمريكية حول العالم:
#أمام_السفارة_الأمريكية_18_4
#Front_US_Embassy_18_4
غزة تُباد، أطفالها يُذبحون، بيوتها تُقصف فوق رؤوس ساكنيها، ومن العار أن نواصل المشاهدة، أو نكتفي بتغريدة أو صورة على وسائل التواصل، أو أن ندعو إلى إغلاق مدارسنا ومؤسساتنا، وإيقاف حياتنا الانسانية، آن الأوان أن نحمل الغضب إلى الشوارع، إلى أبواب السفارات الأمريكية، وأن نقول كفى، آن الأوان أن نستفيق من سباتنا، ونعيد توجيه بوصلتنا نحو التأثير الحقيقي لا التنفيس الزائف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى