كتبت منال زعيتر في “اللواء”:
بينما ينشغل العالم بكيفية وتوقيت رد محور المقاومة على استهداف العدو الاسرائيلي للقائد الجهادي الكبير فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية ولرئيس مكتب حركة حماس اسماعيل هنية في طهران ،تنشط في الكواليس مفاوضات جدية جدا تقودها واشنطن قوامها «عدم رد حزب الله وايران على العدوان الاسرائيلي ولو بشكل رمزي مقابل اعلان توقف النار في غزة ولبنان واتمام صفقة التبادل».
قيادي كبير في محور المقاومة كشف في حديث خاص لـ«اللواء» عن صحة هذه المعلومات ، ولكنه اكد في المقابل على رفض المحور هذه المقايضة، وهو ما اكده الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير، وإن كان كلامه في معرض التاكيد على حتمية الرد، وليس في معرض الرد على المفاوضات حول عدم رد المحور على العدوان الاسرائيلي مقابل انهاء الحرب على غزة ولبنان.
واضاف القيادي ان المحور ذاهب للرد للنهاية ،وعلى كل الوسطاء والقوى الاقليمية ترتيب اوراقهم على هذا الاساس ،دون ان يعني ذلك المساس بجوهر معركة الاسناد وهو وقف العدوان الاسرائيلي على غزة هذا من جهة ،ومن جهة اخرى،التاكيد للوسطاء ان اي مفاوضات تبدأ بعد الرد وليس قبله.
واعتبر القيادي ان محور المقاومة غير ملزم بتوقيت للرد وليس بالضرورة ان ياتي سريعا،وتكفي اشارة السيد نصرالله الى عبارة «الذبح بالقطنة» الذي يطلق على التعامل الايراني مع اي ملف للاستدلال الى ان التأني والروية مطلوبان لعدم السماح بانفلات الامور من عقالها والانجرار الى ما يريده العدو الاسرائيلي ،اضف ، ان هذا التباطؤ في الرد هو مكلف جدا اقتصاديا وسياسيا للكيان الغاصب وهو جزء من المعركة.
وبخلاف ما يقال، اشار القيادي الى ان اهداف حرب الاسناد وقواعد الاشتباك على الجبهة الجنوبية لم يتغيرا حتى الآن، والحزب ما زال ملتزما بالقواعد ذاتها، باستثناء الرد على العدوان الاسرائيلي على الضاحية واستهداف القائد شكر على قاعدة الضربة بالضربة ، مؤكدا بأن رد العدو الغاصب على رد حزب الله ومحور المقاومة سيكون هو الفيصل لتحديد مسار الحرب.
وفي السياق ذاته، لفت القيادي الى ان اعلان السيد بأن هدف المعركة ليس ازالة اسرائيل بل منعها من الانتصار على المقاومة يعني بشكل حتمي ان المواجهة المفتوحة هي في ملعب العدو وواشنطن ،ونحن اي محور المقاومة على جهوزية تامة للتعامل مع اي عدوان او حرب مفتوحة رغم ان العدو ذاته وتشاركه اميركا متيقنان بأن الحرب ليست نزهة ولا قدرة للكيان الغاصب على شنها رغم كل التهويل، ولو اراد ذلك لفعل منذ بداية معركة طوفان الاقصى في اكتوبر/تشرين الاول الماضي.