كتب نادر حجاز في موقع الـ “ام تي في”:
تعيش الطائفة العلوية في لبنان مرحلة قلقة في تاريخها، لا سيما منذ سقوط النظام السوري، وفي ظل إجحاف تمثيلي لبناني يحرمها حتى من وزير في الحكومة على مدى عقود.
جاءت الأحداث الأخيرة في الساحل السوري لتعزّز هذا القلق. فالتوتر الأمني شبه يومي في طرابلس، ما استدعى إجراءات سريعة للجيش اللبناني عند مداخل منطقة جبل محسن، بينما وصلت مئات العائلات النازحة إلى القرى اللبنانية العلوية عند الحدود.
“العلويون في لبنان تربطهم علاقات لصيقة عائلية واجتماعية مع الطائفة العلوية في سوريا وتركيا، وألمنا كبير”، هكذا يعلّق النائب عن الطائفة العلوية حيدر ناصر، عبر موقع mtv، مؤكداً أن “خيارنا الوحيد في لبنان هو الدولة والجيش اللبناني والقوى الأمنية. وأما ما حصل مع الطائفة العلوية في سوريا فهو يقلق كل إنسان، ومجازر يندى لها جبين الإنسانية جمعاء”.
“الوضع في طرابلس مقلق جداً”، يقول ناصر محذّراً، كاشفاً أنه “منذ شهرين ومدينة طرابلس تشهد تفلّتاً أمنياً، وهذا الواقع يسبق المجازر الأخيرة في الساحل السوري، وكل يوم تُسجَّل إصابات”.
ويضيف “نتخوّف من استثمار بعض الطوابير الخامسة لهذا التفلّت، فطرابلس كانت دائماً صندوق بريد للأسف. لكننا وضعنا القوى الأمنية بصورة ما يحصل، وتواصلت مع جميع نواب المدينة وتحديداً اللواء أشرف ريفي وموقفه إيجابي جداً وهو ضد أي فتنة”، مشدداً على “أننا في طرابلس عائلة واحدة ومن أنصار العيش الواحد، فهذه مدينتنا، لكن نخاف من الطابور الخامس”.
بالإضافة إلى جبل محسن، تقطن الطائفة العلوية في بلدات المسعودية والسماقية وحكر الظاهري والحوشة وتل حميرة في سهل عكار، والتي وصل إليها وفق آخر التقارير الأمنية أكثر من 1200 نازح علوي من مناطق الساحل السوري.
ويفتقد هؤلاء النازحين الجدد لأي رعاية واهتمام، حيث يشير ناصر إلى أن “لا تجاوب من المنظمات الأممية لإغاثة النازحين من الساحل السوري الى القرى اللبنانية. إنما أهل القرى يقومون بحملات فردية لمساعدتهم”.
وبينما يلفت إلى وجود حوالى ٤٠ عائلة لبنانية سورية من بين النازحين، “لطشة” من حيدر لبعض السياسيين الذين كانوا يستثمرون بهذه العائلات اللبنانية خلال الإنتخابات قائلاً: “فليتفضلوا ويقوموا بواجباتهم تجاهها وليس فقط في الإنتخابات”.
ولا يخفي ناصر القلق الأمني في القرى الحدودية، لكنه يؤكد أن هذه الخشية هي على امتداد الحدود وليس فقط في البلدات العلوية، مستطرداً بالقول: “كلنا خلف الجيش اللبناني وهو الضمانة الوحيدة ولا نطلب أي ضمانة أخرى”.
يتمثّل العلويون في لبنان، وهم إحدى الطوائف اللبنانية الرسمية الثماني عشرة، بنائبين في مجلس النواب، ويُقدّر عددهم بحوالى 150 ألفًا، ويعود تاريخ تواجدهم فيه إلى القرن السادس عشر على الأقل. أما الحضور الأكبر للعلويين في المنطقة فهو في تركيا.