الاخبار الرئيسيةمقالات

قطر و”الخماسيّة” وجهان لعملة واحدة… والتفويض أميركي

الديار- فاطمة شكر

تتحرك قطر بشكل سريع في لبنان، في ظل تراجع المبادرة الفرنسية التي انهكتها قرارات الولايات المتحدة التي سعت الى إفشالها، فيما يستمر التدخل داخلياً وخارجياً من أجل انتخاب رئيس للبلاد من “الخماسية” الى سائر القوى الداخلية.

مشهدُ المنطقة والعالم يؤكدُ أن هناك ارتياحاً عاماً ستشهده المنطقة بدءاً بالممر الهندي الذي يتكوّن من ممرين منفصلين، الممر الشرقي الذي يربط الهند بالإمارات وهو ممر بحري، والممر الشمالي وهو ممر بري، يبدأ من الإمارات مروراً بالسعودية والأردن وحتى ميناء حيفا “الاسرائيلي”، وبعدها يتجه إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. هذا الممر الاقتصادي، الذي يربط الهند بأوروبا عبر 3 دول عربية، سيفرض التطبيع مع العدو الاسرائيلي بقوة المصالح الاقتصادية. الممر الهندي في الجزء الرابط بين آخر نقطة في آسيا وصولاً لأوروبا، الأردن-حيفا وصولاً إلى اليونان، هو نفسه مشروع “تل أبيب” الرابط بين الإمارات وأوروبا عبر الأردن بما سمّي قناة بن غوريون.

كل هذا يدلُ على أن خرائط المنطقة بدأت ترتسم في المنطقة والعالم، بحسب مصادر سياسية متابعة، في الوقت الذي ينتظرُ لبنان فيه على قارعة الطريق، ما يعني أن هناك قراراً قد اتخذ حيال لبنان في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، اضافة الى عدم قيام مَن في السلطة بمجموعةٍ من الاصلاحات الداخلية، ما زاد الطين بلة وهو ما أكد أنه ما على لبنان سوى الانتظار.

لبنان الذي دخل مرحلة سياسية واقتصادية منذ تحركات تشرين عام 2019، وأدى الى انتهائه على صعيد المصرف – الجامعة – الطبابة – السياحة والاقتصاد، بالتزامن مع التدمير الممنهج للمؤسسات الواحدة تلو الأخرى، خسر بشكلٍ فعليٍ أن يكون ضمن هذا التقدم الدولي والاقليمي، وهذا ما بدا واضحاً في اجتماع “الخماسية” التي عوّل الكثيرون عليها .

ويشير مصدر مطلع الى ان اميركا فوّضت الفرنسيين بالاستمرار في المبادرة، رغم اختلاف وجهات النظر بين الطرفين، لكن المعلومات تقول أيضاً ان انعطافًا حصل في قرارات الفرنسيين الذين انتقلوا من اسم سليمان فرنجية الى مقلبٍ آخر بعد زيارة لودريان الأخيرة، وعليه فإن الفرنسيين مستمرون في الحوار مع اعادة النظر في ما سيحمله لودريان الى بيروت في زيارته المقبلة في تشرين الأول . ويتابع المصدر أن هناك طلباً بانتخاب رئيس للجمهورية، والذي سيذهب الى طاولة الحوار والتي دعا اليها ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري.

ويقول المصدر ان المباركة الاميركية لقطر لم تعد مخفية، فيما تدخل السعودية على الخط أيضاً من أجل حل الأزمة ولو بطريقة خجولة، ومع وضعها شرطين أساسيين:

1- دعم لبنان ولو بشكل بسيط في المرحلة الأخيرة، بعد تركه فترة طويلة من خلال تأكيد وزير خارجية المملكة على ذلك.

2- ترسل المملكة رسائل بأنها ستدعم لبنان وستقف الى جانبه و”ستعطيه ما سيدهش العالم، في حال آمنتم بلبنان دولةً وقانوناً، واتخذتم كل القرارات في بيروت من دون تدخل قوى اقليمية”.

ويكمل المصدر أن قطر تقوم بهذا الدور ليس من باب الحرص على لبنان، إنما لقطر هدفٌ أساسي وهو استثمار النفط في البلوك رقم 9 في الجنوب اللبناني، وتستحوذ “قطر للطاقة” على حصة تبلغ 30 % في منطقتي الاستكشاف 4 و9، بينما تبلغ حصة “توتال إنرجيز” (المشغل) و”إيني” 35 % لكل منهما، كما ان هناك اتجاها قطريا أيضاً بأخذ حصة شركة “إيني” الايطالية في المرحلة المقبلة، حيث تقول التقديرات ان حقول 4 و 9 واعدةٌ جداً، وبهذا تكون قطر قد سيطرت على الغاز في الشرق المتوسط، في حال استقر لبنان اقتصادياً وسياسياً وتشريعياً، وهذا ما يؤكد اصرار قطر على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية من أجل توفير أجواء استثمارية هادئة، والا لن تضع قطر فلساً واحداً اذا استمر الوضع على ما عليه في لبنان.

يكمل المصدر ان الموفد القطري الذي يزور لبنان يحمل اقتراحات وأسماء مرشحين لرئاسة الجمهورية اللبنانية، وهو ينقل إلى الأطراف اللبنانية مسألة إسقاط ترشيح سليمان فرنجية وجهاد أزعور، ويحمل معه 4 أسماء بديلة، وعليه ونظراً لاتساع الهوة بين القوى السياسية في لبنان، يبدو أن الوفد القطري يحمل جديداً في ملف اسماء للترشح، وهذا الموقف يعبر أيضاً عن وجهة نظر الفريق الأميركي الذي تدعمه السعودية.

تبقى النقطة الأهم هي مسألة تخلي حزب الله عن ترشيح سليمان فرنجية أم لا، رغم زيارة سفير دولة قطر لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني الى رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، لكن المصدر أشار الى ان الحزب ليس بصدد التراجع عن موقفه من ترشيح سليمان فرنجية، ما يعني فشل المبادرة القطرية، أما اذا نجحت قطر في بحث تخلي الحزب عن ترشيح فرنجية، فسينتخب الرئيس في تشرين الأول إلا إذا…

زر الذهاب إلى الأعلى