كتب جهاد نافع في “الديار”:
ليست المشكلة مع كهرباء لبنان نظام التقنين غير العادل وحسب، وهي مشكلة مزمنة منذ زمن يعاني منها ابناء عكار وطرابلس، وليست المشكلة ايضا غياب البيان اليومي الذي يوضح برنامج التقنين، المشكلة الاكثر اهمية والتي تضغط على المواطنين، هي تلك الفواتير الصادرة عن مؤسسة كهرباء لبنان والتي لم تقنع احدا، بل ولم يتمكن اي مواطن من الحصول على جواب حول الفواتير المرتفعة، التي تضاهي نصف الرواتب لبعض الموظفين، وتتجاوز حدود رواتب البعض الآخر..
في طرابلس، فواتير بلغت قيمتها ما يعادل 140 دولارا عن شهري السابع والثامن من العام 2023، وفي عكار فواتير بلغت قيمتها 166 دولارا عن شهري الثامن والتاسع من العام 2023، فكيف ستكون فواتير العام الحالي 2024 ؟
معظم الموظفين والمتقاعدين تتراوح رواتبهم بين 250 دولارا و 280 دولارا، فاذا كانت هذه الفواتير على هذا المنوال، ماذا سيبقى للمواطن من راتبه؟ خاصة وان سعر ربطة الخبز سيرتفع منتصف هذا الشهر الى دولار واحد، مما يطيح بالراتب ثمنا لربطة خبز ولفاتورة كهرباء، اما فاتورة الاشتراك فلا تقل في احسن التحوال عن ثمانين دولارا، ومعظمها تصل الى مئة وعشرين دولارا؟
بات لسان حال المواطن، ان الحكومة الحالية مصممة على اتخاذ التدابير والاجراءات التي تزيد من ارهاق العائلات، وانها لم تتخذ قرارا واحدا يصب في مصلحة الناس، بل جل ما اتخذته من قرارات ادت الى تفقير وتجويع المواطنين، الذين في الاساس بلغوا مرحلة الجوع ومزيدا من الانهيار والتدحرج امام عيون السلطة السياسية، والنواب الذين يقفون بصمت ومكتوفي الايدي حيال مواطنيهم ..
وما يطالبه الناس اجوبة مقنعة من وزير الطاقة، ومن مؤسسة كهرباء حول الفواتير المرتفعة، رغم تأكيد معظم العائلات استحالة صرف عداداتهم هذا الرقم من الكهرباء، مما يعني ان امرا ما يجري ولا اجوبة صريحة او مقنعة، بل ان دولة ترعى مواطنيها ومن غير المقنع ان تزيد الحمل على كواهل رعاياها، الا اذا كانت تسعى لموارد خزينتها من الفقراء والموظفين بدلا من جني الاموال من رؤوس الاموال والمستثمرين للاملاك العامة ولشواطيء البلاد ..
كثيرون في عكار وطرابلس رفعوا اصواتهم ونداءاتهم الى حكومة تصريف الاعمال اولا، والى وزير الطاقة ثانيا، والى النواب ثالثا: اين انتم من هذا الظلم والقهر اللاحق بابناء طرابلس وعكار والشمال؟ كيف تستطيعون النوم ومواطنون باتوا على هاوية الفقر والجوع وانتم غياب مستقيلون من مسؤولياتكم ؟..
القضية خطيرة جدا، وفواتير الكهرباء قد تكون الفتيل الذي يشعل انتفاضة شعبية وعصيانا مدنيا في كل المناطق، بدءا من الشمال المقهور والمظلوم خاصة عكار وطرابلس والضنية والمنية ..