قرعت “اسرائيل ” طبول الحرب! ماذا عن انتخابات الكنيست
نبيه عواضة
خلص النهار ” الامني الاسرائيلي” الى تأكيد المؤكد من ان ما سرب من مداولات الساعات الطويلة التي وصلت النهار بالمساء في الغرفة السرية في مبنى الكارياه وسط تل ابيب حيث تقع وزارة الحرب والمجمع الامني الاستخباراتي العسكري.خلص الى تسريب اعلامي مفاده ان مجلس الوزراء المصغر رفض التعديلات اللبنانية على مسودة الوسيط الاميركي هوكشتين، ترافق ذلك مع تسريب خبر بيان وزير حرب العدو بني غانتس يعلن ايعازه للجيش بالتجهز للتصعيد على الجبهة الشمالية “كما حدث قبل عملية “وحدة الساحات” التي استمرت ٥٠ ساعة ضد قطاع غزة قبل عدة اشهر خرجت منها ” اسرائيل ” بصفر انجاز . المداولات السرية انتهت بحديث الصحافي ” الاسرائيلي باراك رافيد الذي نقل عن مسؤول “إسرائيلي” قوله ان “إسرائيل” لا تزال مهتمة بالتوصل لاتفاق مع لبنان حول الحدود البحرية، وتقدر عمل الوسيط الأمريكي عاموس هكوستين، وهي واثقة من قدرته على إدارة المفاوضات حول الخلافات المتبقية”.
ما بين التسريبين اشتعلت الجبهات وكأن الحرب قد وقعت فعلا وصارت امرا لا مفر منه. صحيفة معاريف قالت “اننا امام اسبوع متوتر”.في حين ذكرت قناة كان العبرية نقلا عن مسؤول عبري ان الاتفاق مع لبنان يحتضر، يجب أن نستعد للمواجهة. بدورها تولت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلا المخاوف في الشمال بعد تعليمات غانتس بالاستعداد للتصعيد: “ليس لدى نصر الله ما يخسره”، في اشارة ضمنية ان لدى الكيان الصهيوني ما يخسره. وهو منطق بدأ تسلل سريعا الى اصحاب العقول الحامية على طاولة القرار الصهيوني اثناء المداولات الامر الذي دفع باتجاه عدم اقفال الباب امام الاتفاق. دخلت على خط نقل المخاوف القناة 14 العبرية حيث تحدثت عن “حالة من الخوف والهستريا تسود بين اوساط المستوطنين في الشمال بعد بيان غانتس الإيعاز للجيش بالاستعداد لاحتمال اندلاع تصعيد مع لبنان، وان رؤساء المجالس الاستيطانية غاضبون من عدم تنسيق غانتس معهم قبل إصدار البيان. بدورها قالت صحيفة يسرائيل هيوم ( اسرائيل اليوم) بأن الاستعدادات لبدء تشغيل منصة الغاز كاريش قد تجري في الأيام المقبلة، وربما يوم الأحد – وان في المنظومة الأمنية يستعدون لاحتمال اندلاع مواجهة محدودة مع حزب الله، رغم التقديرات بأن احتمالية وقوعها ليست عالية” هذا الامر يشي بان النقاش لم ينتهي بعد على الرغم من تغيب رئيس الأركان بشكل غير عادي عن إحياء ذكرى قتلي حرب يوم الغفران لصالح المشاركة في نقاشات حول التطورات في الشمال كما قالت يديعوت احرونوت. لكن هناك امر يجب التوقف عنده وقد جاء في غير سياقه اذ اعلنت قناة كان العبرية عن اكتشاف كمية كبيرة من الغاز الطبيعي في حقل بحري يقع ضمن المياه الاقتصادية “الإسرائيلية”، يحتوي ما بين 7 إلى 15 مليار متر مكعب من الغاز”. توقيت الاعلان في ساعات الاحتدام غلب على النقاش” من ان في اسرائيل ما يستدعي الخوف من الخسائر في حال ذهبت الامور نحو المواجهة وهو ما اشار اليه الصحافي حيزي سيمانتوف حيث نقل عن مقربون من حزب الله في لبنان يؤكدون أن تعليمات غانتس للجيش الإسرائيلي بالاستعداد للتصعيد جاءت “لأغراض انتخابية” وأن “نصر الله سيفي بكلمته بحسب تصريحاته في خطاباته”.
اذن، الهم الانتخابي عاد وطغى فوق حقل “كاريش” وهو ما بدا واضحا من استخفاف بالتهويل الاسرائيلي على وقع قرب البدء بالحملات الانتخابية في وقت تتوالى استطلاعات الرأي وكان ابرزها ما اعلنته القناة 14 العبرية وقبل 26 يومًا من بدء الاقتراع بأن الكتلة اليمينية ستفوز مرة أخرى بـ 62 مقعدا. وقد جاءت النتائج الكاملة على الشكل التالي:
الليكود – 35
هناك مستقبل – 23
معسكر الدولة – 11
الصهيونية الدينية – 11
شاس – 9
يهودية التوراة – 7
إسرائيل بيتينو – 6
العمل – 5
ميرتس – 5
المشتركة .4
راعام – 4
هل يفعلها لابيد وغانتس ويختارا الانتحار بالذهاب الى معركة يدركان انها لن تكون نزهة.
لا شيء يمكن الاشارة اليها على انه جديد من الناحية الميدانية، لكن يمكن القول ان الترسيم مع لبنان صار مادة انتخابية قوية جدا تعيدنا بالاذهان الى منتصف التسعينيات حين خاض الليكود معركة شرسة ضد اتفاقية اوسلو لاسقاط حكومة شمعون بيريس بعد مقتل اسحاق رابين في تل ابيب.فاز يومها نتنياهو وبدا مسيرة التربع على عرش القرار “الاسرائيلي”..لكن انذاك، وفي جلسة الكنيست لنيل حكومة اليمين الليكودي العنصري الاستيطاني ثقة الكنيست .. ردد زعيم اليمين عبارة” عل بي هيسكيم اوسلو”(حسب اتفاقية اوسلو) اكثر ما ردد سلفه…تلك هي ” اسرائيل”.