الاخبار الرئيسيةالصحافة اليوممقالات

قرار جديد للمقاومة بمواجهة الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة

قرار جديد للمقاومة بمواجهة الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة

كتب محمد علوش في “الديار”:

في مراحل الحرب وفي وقت سابق كان هناك رسائل مسيرة من المحور باتجاه حقول الغاز الاسرائيلية، إذ لم يكن الهدف ضرب تلك المواقع وإلا لكانت استمرت المحاولات عملاً بكلام أمين عام حزب الله عندما قال ان المسيرات “ستصل الى أهدافها بالنهاية” وهو ما حصل في تل أبيب مؤخراً، وبالتالي كانت الرسائل بهدف رفع السقف بوجه الاسرائيليين ومن خلفهم الأميركيين والأوروبيين.

اليوم يبدو أن هناك رسالة مسيرة جديدة باتجاه حقول الغاز، إذ بعد تحييد المناطق الاقتصادية الخالصة عن الصراع بين حزب الله و “اسرائيل”، يقول الجيش الاسرائيلي أن سفينة صواريخ تابعة للبحرية الإسرائيلية اعترضت مسيّرة دخلت من الأراضي اللبنانية إلى المياه الاقتصادية الإسرائيلية، وهذا تطور، بحال كان صحيحاً يجب التوقف عنده.

لا شكّ ان محور المقاومة قرأ زيارة رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو الى أميركا بأنها رفعاً لسقف التهديد بتوسيع الحرب في المنطقة، رغم أن التقديرات بحسب مصادر سياسية متابعة تقول أن نتانياهو لم يحصل على ضوء أخضر أميركي لحرب واسعة في المنطقة، ولكن كان واضحاً انه يحاول ربط الصراع مع ايران مباشرة، وبالتالي فإن حزب الله لن يكون بعيداً عن دائرة أهداف نتانياهو.

من هنا واستكمالاً لما بدأه المحور الأسبوع الماضي من خلال ضربة تل أبيب واستهداف مستوطنات جديدة من لبنان، ترى المصادر أنه يمكن قراءة حادثة إرسال طائرة مسيرة الى المياه الاقتصادية لفلسطين المحتلة بحال كانت الحادثة صحيحة، لأنه بحسب كل التأكيدات فإن الحرب الواسعة والشاملة لن تُبقي حقول الغاز خارج دائرة النار، ولو أن المقاومة قد لا تلجأ لاستهدافها في اليوم الاول للحرب، إنما بحسب مصلحتها وتوقيتها المناسب.

لذلك ترى المصادر أنه من المفيد الإضاءة على مسألة الغاز في البحر بعد بيان الجيش الاسرائيلي، ويجب تذكير الاسرائيليين بما نقلته المقاومة في الأشهر الاولى للحرب عندما أبلغت السائلين عن مصير حقول الغاز، بأنها تعمل وفق مبدأ العين بالعين والسن بالسن، وأنها لن تكون هي المبادرة للتصعيد، ولكن في الحرب المفتوحة فإن قتالها سيكون دون سقوف، وعندما يكون كذلك فهذا يعني أن حقول الغاز ستسقط، وهذه الرسالة لمن هم أبعد من فلسطين المحتلة.

كذلك تكشف المصادر أن المقاومة في لبنان مستمرة، رغم كل ما يُشاع عن أجواء إيجابية بخصوص الوصول الى هدنة قريباً، بتصعيد نبرة الرسائل العسكرية والأمنية، وهي في هذا السياق ستكثف عملية استهداف الطائرات الحربية الاسرائيلية بصواريخ الدفاع الجوي، ولو أنها ستستمر في استعمال ما هو معروف سابقاً من أسلحة، مشيرة الى أن حديث أحد ضباط القوة الجوية للإعلام لا يأتي سوى في هذا السياق من تصعيد الرسائل.

بعد حديث المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين عن ضرورة الضغط لوقف الحرب في غزة ووقف المواجهات في جنوب لبنان، يأتي خبر المسيرة المتوجهة الى حقول الغاز، بما يُعيدنا بالذاكرة الى مرحلة التفاوض على الحدود البحرية، فهل اقتربنا من التسوية وبالتالي يسعى الجميع لرفع السقف، أم اقتربنا من الصدام الكبير الذي يخشاه الجميع ويستعد له الجميع في الوقت نفسه؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى