كتب علي رباح:
ليس الامر بالعادي عندما نرى شخصيات دينية وسياسية رفيعة، تركب موجة الاتجاه الاميركي والاسر..ائيلي لملاقاة العدوان العسكري الاسر..ائيلي بفتنة داخلية، تربك المقاwمة وبيئتها. وهذا إن دلّ على شيءٍ، فعلى الفشل في تحقيق المراد بالادوات الصغيرة او المتوسطة، يُضاف الى دلالة هذا الفشل، العمل على استجلاب العنصر السوري المتطرف، علماً أن الاجهزة الامنية وصلتها تقارير حول سعي جهات استخباراتية لتهريب شباب سوريين، دون الاربعين سنة الى لبنان، لمهام محددة، وهذا الامر عولج وفق اطرٍ خاصة.
هذا الفشل مرده الى عدم تجاوب اللبنانيين مع هذا المشروع التدميري لسببين رئيسين:
١. ايمان جزءٌ كبير من اللبنانيين بأحقية قضية المقاwمة.
٢. ما زالت صورة الحرب الاهلية ترتسم في وجدان معظم اللبنانيين، وفي عقولهم.
ومن هنا سأحاول تصنيف تشكلات اللبنانيين، في الحالة الراهنة، مع الاشارة الى ان هذا التصنيف ينطلق من قراءة واقعية للمجتمع اللبناني، بعيداً عن الافتراضات، وإن كانت تنقصه النسب الرقمية، ولكن يُمكن الحكم على بعض الظواهر السياسية من خلال مفاعيلها على الارض، ودراسة السلوك العام وسلوك عينات محددة:
١. مجموعة قليلة جداً، قد لا تتعدى بضع مئات من احزاب معروفة، جاهزة للنزول الى الشارع، لافتعال الفتنة، ولكنها تصطدم بمجموعات من ابناء بيئتها تعارض توجهها، وستكون جاهزة لإحباط اي مخطط، ومشكلة هذه المجموعة ان صوتها عالٍ جداً على بعض القنوات التلفزيونية ووسائل التواصل، ولكن فعاليتها على الارض ضعيفة، وتراهم يفتعلون بعض المشاكل التي سرعان ما ترتد عليهم.
٢. جزء ليس بالكثير، يُعارض سردية المقاwمة، ولكنه لا يريد القيام بأي مهمة، وينتظر غيره للقيام بها، وهو يتعرض بشكلٍ دائم للانتقاد من قبل الاميركي، وجمعيات ال ngo’s، هم من يديرون معظم هذا الجزء.
٣. جزءٌ يُعتد به هو من الفئة الصامتة، التي لا تريد الدخول في اي نزاع، لاسباب تتعلق بنمط حياتها، ولأنها تخاف الحرب الاهلية.
٤. تكتل مهم من اللبنانيين ومن الطوائف الكريمة، ومن غير الشيعة، هم مؤيدين لسردية المقاwمة، ولكنهم يبطنون الامر، تحاشياً لمشاكل مختلفة، والمفيد في الامر انهم يرفضون الانخراط في اي صراع ضد المقاwمة، ويساعدون حيث يستطيعون.
٥. جزء كبير ومهم، من الطوائف الكريمة من غير الشيعة، يدعم المقاwمة ويعلنها صراحة ويساند حيث يستطيع، ويتعرض لتهجم وبعض المخاطر ولكنها مضبوطة.
٥. جل الشيعة وبعض الطوائف الكريمة، منخرطون في المعركة ضد العدو، وإن كان الاسرائيلي يعمل على التركيز على البيئة الشيعية، ليس محبةً بالطوائف الباقية، فمشكلته مع كل الجميع، ولكن ليعزف على وتر الاختلافات، التي تكاد تذوب بفعل تحول الطوائف الى طائفتين .. طائفة المقاwمة والانسان وطائفة الشيطان الاميركي وحلفاؤه.
ومن نافل القول، أن صحيفة وورلد ستريت جورنال الاميركية، اجرت، سابقاً، دراسة على شعبية المقاwمة في الشارعين السني والمسيحي بعد حرب غزة، لتتفاجأ بارتفاع الشعبية بشكلٍ ملفت، وإن كان متفاوتاً بين الشارعين، حتى انها اوردت حالات فردية ايضاً، وبالاسماء، كانت تعارض المقاwمة سابقاً، وهي الآن من اشد الداعمين.
في ظل هذا الواقع، يجد الاميركي والاسرا..ئيلي صعوبة في اشعال الساحة الداخلية، والمطلوب .. الكثير من الوعي لتفويت الفرصة الاخيرة حيث يستخدم هؤلاء اكبر بيادقهم.