أكد النائب هاني قبيسي ” أنّ العلاقة بين المقاومة والجيش اللبناني هي مصدر عزّ وكرامة للبنان، وبها يزداد وطننا قوّة وصمودًا في وجه العدو الصهيوني”.
وقال في احتفال تأبيني في بلدة كفرتبنيت – النبطية: “مع الأسف ما نسمعه هذه الأيام، يترجم البعض المقاومة واقعًا سياسيًّا بمفهومهم لا علاقة له بسيادة الوطن، أو بحماية حدوده وسيادته، بل يعدّونه مشروعًا سياسيًا للوصول إلى بعض الأهداف الداخلية. نقول لهؤلاء: المقاومة ليست مشروعًا سياسيًّا لاغتنام بعض المكاسب الداخلية. المقاومة هي تضحية وفداء، هي شهادة، وتقديم، وعطاء على مساحة الوطن لنتمكّن من حماية بلدنا. وللأسف، بعض الساسة في لبنان ذهبوا بعيدًا ليصنّفوا المقاومة في مواقع أخرى، يتعاملون معها كأنّ لا علاقة لها بلبنان، لا بواقعه، ولا بسيادته، أو بكينونته ودولته. هذا الأمر خاطئ بالكامل”.
أضاف: “نحن لم ننتظر أجرًا من أحد، فشهداؤنا لا ينتظرون أجرًا من الدولة، ولا من بعض الساسة، ولا من رؤساء حكومات، وغيرهم. بل هم قدموا أنفسهم شهداء على مذبح هذا الوطن ليبقى بلدنا حرًّا. ومن يريد ترجمة هذا الأمر بطرائق ملتوية لتحقيق مكاسب سياسية بمعاداته للمقاومة وأهلها، فهذا لا ينطبق أبدا لا مع السيادة، ولا مع العيش المشترك، ولا مع الحفاظ على الدولة. فلا يمكن أن يُمارس عمل سياسيّ، وتتشكّل دولة على قاعدة الحقد والكراهية. السياسات الأخرى لديها أهداف ومآرب أخرى هدفها تشويه صورة المقاومة، وتصويرها كأنّها تسعى إلى موقع هنا، أو هناك. فما نراه هذه الأيام من تناغم سياسي داخلي مع مواقف عدائيّة خارجيّة، تعطّل قيامة الدولة من جديد، وتاليًا، لا نشعر بحرصهم الحقيقي، كما يدّعون، بأنّهم يسعون لإنقاذ لبنان. ما نراه هو تعامل سياسي بنكد خالص مع أغلب التيارات السياسيّة والأحزاب، فلا يمكن أن نبني بلدنا بسياسة النكد، والكراهية، والحقد، ورفْض الشهداء وتضحياتهم، ورفْض المقاومة وما قدّمتْه. نقول للجميع: إنّ العلاقة بين المقاومة والجيش اللبناني هي مصدر عز وكرامة للبنان، ليزداد وطننا قوة وصمودا في وجه العدو الصهيوني. وعلى الرغم مم كل التضحيات، وعلى الرغم من كلّ ما قدمه أبناء الجنوب في مواجهة العدو الإسرائيلي، غير أنّنا لا نزال نسمع بعض المواقف الانتقامية تعبّر عن سياسة انتقام من الذين ضحّوا، وجاهدوا، واستشهدوا في سبيل لبنان. نسمع أصواتًا في الداخل تعادي هذا الفريق، وهذا النهج، وتاليًا يقولون إنّهم لا يؤمنون بسياسة المقاومة وثقافتها. البعض يصوّر الثنائي الوطني وكأنّه يريد السيطرة على الدولة ومؤسساتها. ونحن نقول إننا نريد أن يكون لبنان وطنًا عزيزًا كريمًا يدافع عن حريته وسيادته ضدّ العدو الصهيوني الذي يعتدي يوميًّا على بلداتنا. وللأسف، البعض في لبنان لا يرى ما يفعله الصهاينة من تفجيرات للقرى، وحرق للمنازل. للأسف، لا نسمع أصواتًا تنتقد أو تستنكر ما تقوم به “إسرائيل”، أو تصرّح أنّها كيان معتدٍ محتل. هذه السياسات التي ينتهجها البعض تزرع الفرقة والانقسام في بلدنا الذي نتمنّى له الخير كلّه. فهذا العهد الذي يتمثّل بفخامة رئيس الجمهورية سنكون إلى جانبه، لكنّنا سنعارض سياسات النكد التي تتمثل بمواقف البعض سنعارضها، وسنتصدى لها، لأنّ لبنان هو بلد العيش المشترك، لبنان المحبة والتواصل”.
وختم قبيسي: “نحن نعدّ الشعب اللبناني بكل طوائفه واحد، والدولة اللبنانية واحدة. لا نريد للانقسام أن يسيطر عل عقول البعض. فإسرائيل هي العدو الأساس، ونحن في الداخل، مهما اختلفنا، يجب علينا أن نتلاقى، وأن نعمل لبناء دولة ينعم أهلها بالاستقرار إذا تمكّنا من صدّ العدو الصهيوني، لا إذا سيطروا على بعض الوزارات، وبعض المؤسسات. يستقرّ لبنان ببناء دولة قوية تراعي حقوق الجميع، وتحافظ على حقوق الجميع، فلا يمكن لطائفة حماية نفسها بنفسها، بل الدولة هي التي تحمي جميع الطوائف، وتمنع التفرقة بين اللبنانيين”.