الاخبار الرئيسيةمقالات

في اول نيسان

كتب البير خوري:
بين الحقيقة والخيال،والجد والشك،حدث أمس الأول من نيسان،ما لم يتوقع اللبنانيون حدوثه يوماً.
تداعت القيادات الزمنية والروحية الى مؤتمر وطني جامع بدأ صباح أمس،ناقش فيه المجتمعون،ولمدة ساعتين،وبدون صريخ وضجيج،ولا اتهامات متبادلة،الوضع السياسي المتأزم سياسيا واقتصاديا وماليا وأمنيا،وأحوال اللبنانيين المتدهورة معيشيا واجتماعيا،وخرجوا بتوصيات ملزمة لجميع القوى بضرورة توحيد الجهود وتوفير كل السبل المتوفرة حاليا،وتلك المتوقع استحداثها في خلال فترة قريبة،ليعود لبنان”وطن النجوم”،بعاصمته بيروت”ام الشرائع”،وطرابلس حاضنة العلماء والتسامح،وجبيل رائدة الأبجدية،وبعلبك شمس المدائن،وصيدا وصور،نموذجا المقاومة في وجه الأسكندر،والبقاع اهراءات الشرق…
كل لبنان التقى في مؤتمر الأول من نيسان ٢٠٢٣،بمسلميه ومسيحييه،السلطة والشعب جنبا الى جنب،تمثلوا فيه ليكونوا وحدة متراصة تقاوم الأزمات وتفعّل والخروج من إشكاليات المزايدات الوطنية والشعبوية والسلطوية والفئوية،ومن كل ما يقسم لبنان بين شرق وغرب،او بين عواصم القرار من الرياض الى واشنطن،مرورا بطهران وباريس وموسكو…وبالتالي الشروع بانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة واحدة..رئيس قادر وصابر،حكيم وفهيم،عادل وفاضل،جاد،حاد ومحايد في اتخاذ القرارات المصيرية،لا يهادن في حدود برية وبحرية وجوية،محاور محنّك وخبير في علوم الاقتصاد والمال

وبناء على هذه المبادئ وانتخاب الرئيس العتيد العنيد العادل،وخصوصا صناعة لبنانية،خرجت توصيات يعمل المؤتمرون على تنفيذها بسرعة وبعيدا عن التسرع أهمها:
-التزام القادة والشعب المجتمعين،الزمنية والروحية،وفي مقدمتهم أصحاب الثروات الطائلة المنقولة وغير المنقولة،في الداخل والخارج،إلزامهم بإعادة ما نسبته ٥٠% من اموال المودعين مباشرة،على ان تتولى السلطة والبنك المركزي بإعادة ال٥٠% المتبقية على دفعات في مهلة لا تتعدى الخمس سنوات.
-٢ الالتزام الكامل بتنفيذ بنود الطائف نصا وروحا،وشرح بنوده بحيث لا تبقى عرضة للتأويل والاجتهاد ليكون فعلا دستور لبنان وكتابه الأول والأهم في ادارة شؤون البلاد.
-٣اعتماد نظام مصرفي صارم ونافذ يمنع مضاربات المافيات وحيتان المال،يتمتع بمرونة تتلاءم مع التحولات الدولية ولا تضع اللبنانيين اسرى جنون الدولار والمفسدين،وبما يمكّ المواطنين من استرداد أموالهم المنهوبة في خلال السنوات الثلاثين الأخيرة.
-٤تأمين الضمان الصحي لعموم المواطنين واعتماد اللامركزية الإدارية،فلا يموت مريض على ابواب المستشفيات أو نقص في الأدوية،ولا يبقى طالب على ابواب المدارس والجامعات.
-٥اعتماد قانون انتخاب عصري يؤمن وصول ممثلين حقيقيين للشعب بلا سمسار وهو برات وجعجعة،وبالتالي تشكيل برلمان حقيقي يصم موالين ومعارضة ويؤمن ديمقراطية حقيقية للبلاد.
-٦السماح بالزواج المدني بحيث لا يبقى الارتباط المقدس رهن تقاليد بالية وعلى المواطن ان يختار رفيق حياته والطريقة التي تلائم مزاجه وسعادته.
-٧وضع خطة زمنية لا تتعدى مدتها ثلاث سنوات لعودة النازحين السوريين الى بلادهم بلا إكراه وبما يتوافق مع شرعة حقوق الانسان.
-٨ التوافق العلمي والموضوعي على اعتماد سياسة دفاعية لا تعيد البلاد الى نغمة”قوة لبنان في ضعفه”،كما ولا تحرمه من مقاومة اخرجت اسرائيل وفصائل الارهاب من كل الأجناس اخترقت الساحة اللبنانية وكادت ان تحولها الى مرتع للفوضى ومصدّراساسي لإرهاب دولي يضع المنطقة في وسط حروب أهلية تقسيمية تعيدها إلى زمن الاستعمار والانتداب.
-٩واخيرا،اعتبار الرابع والعشرين من نيسان موعدا يتحدد كل سنة حتى لا يكون المؤتمر كذبة اول نيسان!؟
اما لماذا الرابع والعشرين من نيسان،لا قبله ولا بعده؟..نكشف التفاصيل في حينه.

زر الذهاب إلى الأعلى