فيلم أميركي جديد.. من التالي بعد أوكرانيا؟
كتب محمد جابر:
كل العالم في الأمس، كان على موعد جديد مع مشهد من مشاهد السياسة الأميركية في العالم، في اطار الفيلم الأميركي الطويل، فكان النقاش الحاد بين ترامب وزيلينسكي في داخل البيت الأبيض، والذي انتهى كما قيل بطرد الضيف الأوكراني.
لم يترك ترامب بزيلينسكي “ستر مغطى”، ولم يترك له مجالا حتى للدفاع عن نفسه وعن بلده، قائلا له بحزم “انتم لا تستطيعون أن تشترطوا ونحن لنا الفضل عليكم، والتزم الضيف الأوكراني في معظم الأوقات الصوت، ووصل اعتراض ترامب إلى انتقاد لباس زيلينسكي الذي وكما قال لم يراعي احترام التقاليد الدبلوماسية.
زيلينسكي رفض الاعتذار، معتبرا أنه لم يخطئ بحق الضيف الأميركي، اكتفى بإنهاء الزيارة، مع شبه رهان أميركي، على أنه سيعود مجددا لآن كل الخيارات أمامه ستكون مؤلمة.
ترامب نفسه الذي ترك بنيامين نتنياهو يسرح ويمرح في غزة وجنوب لبنان من دون أن يقول له “يا محلا الكحل بعيونك”، كان يقول دوما لزيلينسكي نريد أن نحقق السلام بينكم وبين الروس، وكأن السلام مطلوب في مكان والقتل في مكان آخر.
ولعلى الرسالة الأهم لما حصل مع الرئيس الأوكراني، والذي قد يحصل مع اي رئيس آخر في أي لحظة، هي أن يتعلم الجميع من السياسة الأميركية، والتي لا يهمها الا مصلحة أميركا أولا ومن ثم اسرائيل، ومع وصول دونالد ترامب للمرة الثانية، فإن أميركا أصبحت أشبه بمكتب عقاري لا يهمه سوى الصفقات المربحة حتى ولو على حساب القيم والمبادئ.
والسؤال اليوم، من سيكون الضحية بعد زيلينسكي، ونحن اللبنانيون والذين عانينا تجارب مرة في السابق مع السياسة الأميركية، هل سننجح بالتعلم من “التجربة الأوكرانية” ونوفر على لبنان المزيد من الأزمات، ترامب ليس كأي رئيس أميركي سابق، و”الترامبية” التي نعيشها اليوم ستنقل العالم من مكان إلى مكان، أوكرانيا البداية والكرة تتدحرج .