فوائد مذهلة لـ الكوسا!
تُعتبر الكوسا من أبرز الخضراوات الصيفية، بفضل طعمها اللذيذ وسهولة تحضيرها، مما جعلها تنتشر على نطاق واسع في المطبخ العالمي. ويُعتقد أن أصلها يعود إلى أميركا الوسطى، حيث كانت تُغرس هناك منذ آلاف السنين.
بمرور الزمن، انتقلت زراعتها إلى أوروبا عبر المستكشفين الإسبان، الذين جلبوها معهم بعد اكتشافهم للعالم الجديد. ونالت رواجا كبيرا في أوروبا، خاصة في إيطاليا وفرنسا، حيث أصبحت جزءا أساسيا من العديد من الأطباق التقليدية، نتيجة لتنوع فوائدها الغذائية. وامتدت الى مختلف أنحاء العالم وباتت عنصرا رئيسيا لا غنى عنه في مطابخ عديدة، خاصة في الشرق الأوسط حيث تُستخدم في إعداد أطباق تقليدية مثل المحشي.
ويبدأ موسم الكوسا الطبيعي عادة خلال فصلي الربيع والصيف، حيث تكون الظروف المناخية مثالية لنموها. وتحتاج إلى درجات حرارة دافئة وشمس كافية لتزدهر بشكل جيد. وتزرع عادة في أواخر الربيع، ويستمر الحصاد حتى نهاية الصيف او أوائل الخريف. في المناطق ذات المناخ المعتدل أو الحار، قد يستمر قطافها لفترة أطول، حيث يمكن غرسها على دفعات لضمان استمرارية الإنتاج طوال الفصل الدافئ.
الكوسا “كنز”!
أكدت اختصاصية التغذية والمشرفة على السلامة الغذائية لين الياس سبانخ لـ “الديار” ان الكوسا “غنية بالفيتامينات والمعادن التي تعزز الصحة العامة. فهي تحتوي على:
– فيتامين (C) الذي يقوي الجهاز المناعي، ويحمي الخلايا من الأضرار الناجمة عن الجذور الحرة.
– فيتامين A (المشتق من البيتا كاروتين) الضروري لصحة العينين والبشرة، والذي يحسن الرؤية.
– فيتامين (K) الذي يلعب دورا مهما في تخثر الدم ويساهم في صحة العظام”.
واضافت “ان الكوسا مهمة أيضا للحفاظ على صحة الغدة الدرقية، وضمان توازن مستويات هرموناتها بفضل اشتمالها على المنغنيز. كما تحمي العيون وتحفز نمو الدماغ، وتساعد في التخلص من الإمساك نظرا لامتلاكها المركبات المضادة للأكسدة”.
المنافع في الوجبات بالمستشفيات!
من جهته، قال اختصاصي التغذية طه مريود لـ “الديار” تُعد الكوسا “خيارا شائعا في وجبات المستشفيات، نظرا لاحتوائها على العناصر المفيدة مثل البوتاسيوم، الذي يضبط ضغط الدم ويدعم وظيفة العضلات والأعصاب، والمغنيسيوم الذي يعزز صحة العظام وينظم مستويات السكر في الدم. ويسهم قوامها الناعم في سهولة الهضم، مما يجعلها مناسبة للمرضى الذين يبحثون عن وجبات خفيفة على المعدة. علاوة على ذلك، هي منخفضة السعرات الحرارية، مما يساعد في تقديم اطعمة مغذية دون زيادة السعرات، وهو أمر مهم خاصة لأولئك الذين يحتاجون إلى التحكم في أوزانهم”.
وأردف “يمكن طهي الكوسا بطرق متعددة مثل السلق أو البخار، دون الحاجة إلى زيادة دهون أو توابل قد تكون ضارة لبعض الافراد الذين يعانون من مشكلات صحية، او إضافتها إلى مجموعة متنوعة من الأطباق، سواء كانت في الحساء أو المأكولات الخفيفة أو كجزء من الوجبات الرئيسية، مما يسهل على المستشفيات تلبية احتياجات المرضى الغذائية المتنوعة”.
وأوضح ان “هذه الخصائص تجعل الكوسا جزءا أساسيا من الاطباق المقدمة في مراكز الرعاية الصحية، مما يضمن توفير غذاء صحي ومتوازن يسهم في التعافي السريع”.
دراسات وادلة علمية
من جانبها، قالت دكتورة متخصصة في علاج الهرمونات والسموم بالجسم من الجامعة اللبنانية – الأميركية لـ “الديار” تحتوي الكوسا على “عدة عناصر غذائية تسهم في تعزيز صحة البشرة، وجعلها تبدو أكثر نضارة وحيوية. كما تتميز بمحتواها العالي من الماء، الذي يصل إلى حوالي 95% من وزنها، مما يجعلها مفيدة لترطيب الجسم وتسهيل عملية الهضم، حيث تساعد الألياف الموجودة فيها على تحسين حركة الأمعاء والوقاية من الاحتباس”.
وتابعت “يحوي فيتامين (C) في الكوسا مضادات الأكسدة التي تحمي البشرة من أضرار الجذور الحرة، مما يساهم في تقليل ظهور التجاعيد وعلامات الشيخوخة المبكرة. كذلك ينمّي إنتاج الكولاجين، وهو بروتين يحافظ على مرونة البشرة ويجعلها تبدو أكثر شبابا. فضلا عن ذلك، فان الكوسا مفعمة بمضادات الأكسدة التي تسهم في تهدئة الجلد وتخفيف الالتهابات والاحمرار، مما يكون مفيدا للأشخاص الذين يعانون من حب الشباب. وهي ميسورة بفيتامين A (البيتا كاروتين) الذي يوحّد لون البشرة ويصلح مظهرها العام، مما يخفّض من التصبغات والبقع الداكنة”.
وأشارت الى “إحدى الدراسات البارزة التي تناولت فوائد الكوسا ونشرت في مجلة “Journal of Medicinal Food” عام 2017 بعنوان “Nutritional and medicinal properties of zucchini (Cucurbita pepo L.)”، حيث تلخص الدراسة فوائد الكوسا في عدة جوانب رئيسية، مع التركيز على مضمونها الغذائي العالي وقدرتها على تحسين الصحة العامة. وبينت الدراسة ان الكوسا تكتنز معدلات كبيرة من الفيتامينات والمعادن، التي تسهم في دعم الصحة العامة وتقوية الجهاز المناعي، كما تعمل مضادات الأكسدة مثل اللوتين والزيكسانثين على حماية البشرة من أضرار أشعة الشمس فوق البنفسجية، التي يمكن أن تسبب تلف الجلد، وتعمل على تجديد الخلايا وتصونها من الأضرار الناتجة من الجذور الحرة، مما يساهم في تقليص مخاطر الأمراض المزمنة”.
ندى عبد الرازق-الديار