أعلن الوزير والنائب السابق في كتلة الوفاء للمقاومة محمد فنيش أن “ما أظهرته المقاومة من مشاهد للمنشأة عماد 4 يهدف بجزء منه إلى طمأنة أهلها ومجتمعها وعوائل شهدائها بأن تضحيات أبنائهم هي التي أوصلتها إلى هذا المستوى من القدرة، ومن أجل مزيد من الثقة بقدراتها وصدقية قيادتها ومشروعها والوفاء لدماء الذين ضحّوا من اجل عزة وطنهم وأمتهم”.
وفي الاحتفال التكريمي لـ “الشهيدين السعيدين على طريق القدس” المجاهد ابراهيم جميل العشي “وسيم” والمجاهد فادي محمد شهاب “تيسير” في النادي الحسينيّ لبلدة برعشيت الجنوبية، رأى فنيش أن “ما نُشر أثبت أيضاً لمجتمع المقاومة وللصديق وللعدو، أن المقاومة ليست غافلة ولا تضيّع وقتها ولا تأبه لثرثرات بعض المشككين أو المتخاذلين أو المثبطين، بل تصل ليلها بنهارها من اجل اعداد القوة، وأنها استفادت من الطبيعة اللبنانية وتعاملت معها بما يتلاءم مع خوض الصراع مع العدو، واستفادت لتحول هذه الجبال كما هي مظهر جمالي للبنان وجاذب سياحي له، إلى ثقلٍ قويٍ في معادلة الصراع مع العدو”.
وتابع “هي أيضاً رسالة ردع للعدو، ليفهم أن كلامه وتصريحات مسؤوليه وتهديده بالتصعيد لا يخيف قيادة المقاومة ولا يحول دون رد المقاومة على التجاوزات اطلاقاً، وهي رسالة أيضاً للذين حشدوا أساطيلهم بان المقاومة لا تهاب ولا تخشى تهديداً، وعليهم أن يتذكروا أننا في العام 1982 لم نكن نمتلك هذه القدرة، ومع ذلك خرجوا من لبنان يجرون أذيال الخيبة، وقد تحرر البلد بتضحيات المقاومة وإرادتها وسيبقى منيعاً عزيزاً بفعل هذه المقاومة”.
وإذ أشار إلى محاولات العدو الاسرائيلي التفلت من قواعد الاشتباك التي رسمتها المقاومة انطلاقاً من تقديرها لمصلحة لبنان ومجتمعه وأمنه وألزمته بها”، أكد فنيش أن “التجاوزات التي قام بها سيتم الردّ عليها لينال العقاب الذي يستحقه”، قائلاً إن “المقاومة لا تنطلق من حسابات عشائرية أو ثأرية او غرائزية، إنما قيادة المقاومة كما أثبتت كفاءتها في العديد من المجالات، تدير صراعاً وتشخّص الاهداف وتتابع التطورات، وتقوم بالإجراء الذي يتناسب مع مصلحة المشروع والاهداف، وهذا الامر مرتبط بالتطورات الميدانية كما ذكر سماحة الامين العام السيد حسن نصر الله”.
وأضاف “بعد حصول تطورات في المواجهة بيننا وبين العدو، وبعد تجاوزه في اغتيال الشهيد القائد فؤاد شكر واستهداف الضاحية الجنوبية، وكذلك اغتيال الشهيد اسماعيل هنية في طهران، وبعد قرار المقاومة في لبنان والجمهورية الاسلامية في ايران الرد على ذلك، جاءت الاساطيل الأمريكية واحتشدت من اجل الدفاع عن أمن هذا الكيان بعد أن كان هو في خدمة الامن الامريكي في السابق، ولكن هذا الحشد لا يرهب المقاومة ولا يثنيها عن مواجهة التجاوزات الصهيونية، وعن الرد على كل تجاوز بما يتلاءم معه”.
ورأى أن “المسعى الأميركي -الهادف حسب تعبيرهم إلى ضبط حالة التوتر ومنع تدهور الامور باتجاه صراع حرب أبعد من مواجهة في جنوب لبنان وفي غزة- لا يعبر إطلاقاً عن حرصهم على عدم التصعيد، إنما هو من اجل انقاذ الكيان الصهيوني من شرور نفسه، وهو مسعى لن يخرجه عن انحيازه لمصلحة العدو الصهيوني، فمن يحرص على ايقاف التصعيد او منع تطور المواجهة، عليه أن ينهي هذه الحرب الاجرامية، ويوقف دعمه للكيان الصهيوني الذي يرتكب المجازر يومياً”.
وتوجه في ختام كلمته لـ “بعض الذين أزعجهم أن تعلن المقاومة وتظهر بعض قدراتها”، معتبراً أن “هؤلاء لم يغادروا بعد ما كانوا عليه من مدرسة لم تجر على لبنان إلا الضرر، فما نعانيه في لبنان اليوم وما كان سبباً في بروز هذه المقاومة هي ثقافتهم ومدرستهم التي استنجدت بالعدو الاسرائيلي ليأتِي إلى لبنان، وأنهم لن يكونوا مسرورين من ابراز المقاومة لقوتها بل وإن البعض منهم ربما يكون حزيناً وقلقاً أكثر من العدو نفسه، لأن رهاناتهم في هذه الحرب كانت ان يتمكن العدو من تحقيق اوهامهم”.