كتب وائل عصام
انقضى شهر على اشتباكات عين الحلوة بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني ” فتح” والمجموعات المتطرفة، وبقي التوتر والاستنفارات المتبادلة، هي الطاغية ، ومعظم سكان احياء الطوارئ” معقل المجموعات المتطرفة ” وحطين ” حيث تتحصن في القسم الداخلي منه مجموعة متطرفة” لم يعودوا الى منازلهم خشية تجدد الاشتباكات وتعرضهم للمضايقات المستمرة من المجموعات المتطرفة التي احتلت العديد بيوتهم واتخذت منها كمائن امنية وعسكرية، فضلا عن استحداث متاريس وتحصيناتبداخلها ، وعمدت المجموعات الارهابية الى اقتلاع بلاط ارضية المنازل وحولتها الى متاريس في الوقت الذي هدمت جدرانها وحولتها الى ممرات داخلية لسهولة التنقل .
ورغم كل الضغوط من اجل تحييد المدارس والمرافق العامة الا ان المجموعات المتطرفة مازالت تتواجد داخل مدارس وكالة ” الاونروا” ، صفد ، وبيسان والناقورة مستحدثةكمائن عسكرودشم وتحصينات عسكرية بداخلها ، بعد ان عمدت الى القيام بتخريب البلاط الارضي في الطابق العلوي واستخدمت الرمال المستخرجة من تحته في التحصينات والدشم.
فشل المساعي لتنفيذ الاتفاق الذي تم وقف اطلاق النار على اساسه ورغم المحاولات المتكررة لمنع الامور من الانزلاق والتي بقيت تراوح مكانها ستؤدي في النهاية الى الانفجار وعودة الحوار بالنار وستعلو لغة المدافع والرشاشات الحربية.
حركة فتح المكلومة ب” ١٢” شهيدا وعلى رأسهم قائدها العسكري والامني في منطقة صيدا اللواء ابو اشرف العرموشي لن تسكت، ولن تنتظر طويلا حسب تصريحات قادتها المتكررة ، ومازالت تكرر اصرارها على تسليم قتلة اللواء العرموشي والتي حددت اسمائهم والجهة التي ينتمون اليها لجنة التحقيق المكلفة من هيئة العمل الشعبي الفلسطيني .
واكدت مصادر قيادية في حركة فتح ان الحركة مازالت تنتظر الوعود التي قطعت من اجل تسليم المتطرفين القتلة الذين اغتالوا اللواء العرموشي ورفاقه في كمين محكم فيما كان يقوم بمساعي تسليم محمد زبيدات الى السلطات الامنية اللبنانية على اثر اقدامه باطلاق النار على مجموعة من المتطرفين واصابة اثنين بجروح ومقتل ثالث ويدعى عبد فرهود.
واضافت المصادر: اذا كان يعتقد الارهابيون ان هذه العملية الجبانة ستمر مرور الكرام ، ويلعبون على عامل مرور الزمن فنؤكد لهم ولمن يقف خلفهم ان القصاص والعقاب لابد وان يتحقق وسيتم تسليمهم الى الدولة اللبنانية، ولا يفهم اي كان ان اعطائنا فرصة من اجل ايجاد مخرج وطريقة للتسليم ،لا يعني اننا متساهلون فعيننا ترصد كل ما يجري ويدور في صفوف هؤلاء القتلة وقرار التسليم لا رجعة عنه .
وعقد قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية اجتماعا يوم الجمعة 1/9/2023،في مكتب الاتحادات والمنظمات الشعبية الفلسطينية في صيداحيث تم بحث الاوضاع
الامنية في مخيم عين الحلوة ،لاسيما التوتر العسكري والامني الذي يشهده منذ عملية الاغتيال الإجرامية التي استهدفت قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا ابو اشرف العرموشي ورفاقه، ووضع أمين سر المنظمة فتحي ابو العردات اعضاء قيادة فصائل المنظمة بصورة الإتصالات واللقاءات التي تمت خلال الفترة الممتدة ما بين اجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك الذي عقد في سفارة دولة فلسطين في 22 آب الى يومنا هذا،وخاصة اللقاءات التي تمت بين قيادة حركة فتح وحماس، وبين قيادة حركة فتح والامن الوطني الفلسطيني وقيادة عصبة الانصار والحركة الاسلامية المجاهدة.
اكدت قيادة فصائل المنظمة حرصها على الامن والاستقرار في كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان،والجوار اللبناني الشقيق ،وخاصة مخيم عين الحلوة.
وثمنت كل الجهود المخلصة التي تبذل من قبل الدولة اللبنانية ومؤسساتها العسكرية والامنية، ومن قبل كافة القوى والاحزاب والهيئات والشخصيات الدينية والوطنية والاجتماعية والاعتبارية اللبنانية والفلسطينية لمعالجة الوضع في مخيم عين الحلوة الذي نتج عن عملية الاغتيال الجبانة التي استهدفت قائد قوات الامن الوطني في صيدا.
وشددت قيادة المنظمة على تأكيدها على تضمنه بيان هيئة العمل الفلسطيني المشترك،الذي صدر عن اجتماعها الذي عقد في سفارة دولة فلسطين بتـ 22 آب الماضي، والذي اكد على ضرورة تسليم المشتبه بهم في قضية الاغتيال الاجرامية التي استهدفت قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في صيدا ابو اشرف العرموشي واخوانه إلى القضاء اللبناني.
ورحبت المنظمة في بيانها بأي خطوة ميدانية يتم الاتفاق عليها بين الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية وقيادة الامن الوطني الفلسطيني ،لترييح الاجواء والتخفيف من حدة التوتر في كافة ارجاء مخيم عين الحلوة.
و التقت السبت ٢ ايلول / سبتمبر ٢٠٢٣ مديرة شؤون الأونروا في لبنان، دوروثي كلاوس بأهالي طلاب المدارس المتأثرين بالوضع في مخيم عين الحلوة لمناقشة ترتيبات استيعاب 5,900 طفل ابتداء من يوم 2 تشرين أول/أكتوبر، تاريخ انطلاق العام الدراسي المقبل، حيث ما يزال المجمعين المدرسيين الذين يشملان ثماني مدارس محتلين من قبل المسلحين. وحضر الاجتماع مع الاهالي إدارة الأونروا في منطقة صيدا وإدارة التعليم في مكتب لبنان الإقليمي.
وأكدت المديرة مجددا على أن ضمان حصول أطفال مخيم عين الحلوة على التعليم بداية العام الدراسي يجب أن يكون أولوية قصوى للأونروا ولجميع المعنيين.
وقد طرحت عدة خيارات منها النقل بشكل مؤقت لجميع الأطفال ال 5,900 إلى ثلاث مدارس تابعة للأونروا موجودة على مشارف مخيم عين الحلوة.
وأشارت كلاوس الى أن: “الأونروا ستواصل مناقشاتها ومشاوراتها مع مختلف المعنيين للتوصل إلى اتفاق حول الخيار الأنسب، وهو الخيار الذي يضمن سلامة هؤلاء الطلاب ويحمي حقهم في التعليم”. وشددت المديرة مرة أخرى على أنه “يجب على المسلحين إخلاء المدارس في عين الحلوة على الفور. فاستمرار استيلائهم على هذه المدارس لا يؤثر فقط على تعليم الطلاب، بل يخلق أيضا جوا من انعدام اليقين والأمن.
وأكدت المديرة على أن “توفير التعليم للأطفال في عين الحلوة هو مسؤولية جماعية يشترك فيها الجميع: إدارة الأونروا والمعلمين ومدراء المدارس وأهالي الطلاب والطلاب والمجتمع المحلي بأكمله. ونحن نعول على دعم الجميع لضمان انطلاق العام الدراسي في موعده
لجميع طلاب عين الحلوة .