كتب د قاسم قصير:
خاص: “مركز بيروت للأخبار”
تمحورت التطورات هذا الاسبوع بين اتجاهين: الاتجاه الأول هو الاتجاه السياسي والذي تمحور حول المفاوضات التي كان يمكن أن تنهي العدوان الإسرائيلي على لبنان من خلال المبادرة التي كان يحملها المبعوث الأميركي آموس هوكشتين بالتنسيق مع الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس نبيه بري.
والاتجاه الثاني هوالاتجاه الميداني من خلال المواجهات التي كان يخوضها المقاومون على الحدود اللبنانية في مواجهة العدو الاسرائيلي وخصوصاً في محور الخيام.
وما بين الاتجاهين كان العدو الاسرائيلي يرتكب المجازر بحق المدنيين اللبنانيين والمدن والقرى اللبنانية، حيث يمكن القول أن هذا الاسبوع شهد أوسع استهدافات للمدنيين وخصوصاً في البقاع، إضافة لاستهداف مدينتي بعلبك وصور والضاحية الجنوبية والنبطية وبقية القرى الجنوبية.
والهدف الأساسي من التصعيد الاسرائيلي لمواجهة الداخل للبناني كان الضغط على قوى المقاومة والقيادات السياسية للقبول بالشروط الاسرائيلية المذلة التي كان يتحدث عنها المسؤولون الاسرائيليون عبر إضافة بعض البنود إلى القرار 1701 وأخطرها السماح للجيش الاسرائيلي بالدخول الى لبنان في أي وقت لمراقبة انتشار المقاومة أو وصول السلاح اليها. كذلك السماح للطيران الاسرائيلي بمراقبة الاجواء اللبنانية متى شاء.
وفي خلاصة كل هذه التطورات وبعد زيارة الوفد الاميركي الى الكيان الصهيوني واللقاء مع المسؤولين الصهاينةتبيّن أن خيار المفاوضات قد فشلت في ظل استمرار القرار الاسرائيلي بشن الحرب على لبنان وما أعلنه الرئيس نبيه بري أن هدف العدو تحويل لبنان إلى غزة.
وأما على الصعيد الميداني فقد نجحت المقاومة في صد كل المحاولات الاسرائيلية لتحقيق إنجازات غير تقليدية وخصوصاً في الخيام التي شهدت المناطق المحيطة بها معارك قاسية بين المقاومة والجيش الصهيوني.
وبموازاة ذلك كانت المقاومة مستمرة في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه الكيان الصهيوني والتي أدت إلى نزول مئات آلاف الصهاينة الى الملاجئ وصدور العديد من المواقف الاسرائيلية ومقالات من المحللين الاسرائيليين التي تؤكد فشل الجيش الاسرائيلي في القضاء على حزب الله والحاجة للذهاب إلى المفاوضات السياسية.
لكن العدو الاسرائيلي وفي إطار الضغط على المقاومة وعلى لبنان عمد إلى إصدار بيانات التحذير للبنانيين للخروج من المدن والقرى بهدف زيادة عدد النازحين والذي وصل عددها إلى مليون وخمسمائة ألف مواطن حسب بعض التقديرات وكل ذلك يجعل هذا الملف من أخطر الملفات التي ينبغي الالتفات اليها بهدف قطع الطريق على كل المحاولات لإحداث فتنة داخلية أو العودة الى الحرب الأهلية، وهذا ما تسعى إليه العديد من المرجعيات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية.
وفي الخلاصة المعركة ستبقى مستمرة لحين معرفة أفق الانتخابات الأميركية وانعكاسها على الداخل الاسرائيلي وعلى المنطقة ويبقى الرهان على دور المقاومة في مواجهة الجيش الاسرائيلي والعمل لتحصين الجبهة الداخلية وتعزيز الوعي الداخلي في ظل المحاولات المستمرة لإثارة فتنة أو للادعاء بهزيمة المقاومة وانتصار العدو.
ويبقى الفصل للميدان أولاً وأخيراً كما قال سماحة الأمين العام الشهيد السيد حسن نصر الله والأمين العام الحالي الشيخ نعيم قاسم حفظه الله.