فشل التطبيع عند الشعوب العربية

كتبت سوسن بركة

بعد حلاوة التطبيع التي تتمتع بها بعض الدول العربية كأنظمة – ما زالت الشعوب تكره طعمه بكل تفاصيله حتى وصل الأمر الى مرارة يتذوقها الكيان الصهيوني من شهادات من على أرض عربية والتي باتت وسائله الاعلامية تحت المجهر، وباتت الحنكة لديهم كيف الهروب من مواجهة باتت تخجلهم من انتماءاتهم و لأي وسيلة اعلامية يتبعون وباتت السخرية منهم وعليهم محط أنظار مونديال 2022 لعالم بأسره.
كما ان التظاهرات وبيانات الرفض، ومن خلال الندوات وتدشين حسابات إلكترونية في الدول العربية التي زادت وتيرتها في الشهور الأخيرة، أنها ضد التطبيع، لأنّ القضية الفلسطينية بالنسبة لها هي قضية مركزية وعربية وإسلامية وتاريخية، وأنّ إسرائيل هي العدو.
وفي هذا السياق، فإن الأنظمة العربية التي وقعت اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل لدمجها مع المجتمعات العربية فشلت في مهمتها إذ إن سلوك هذه الحكومات هو سلوك منفرد ولا يعبر عن نبض شعوبها وتطلعاتهم التي ترفض التطبيع، وذلك يعكس فجوة كبيرة بين الانظمة المطبعة وشعبها.
وما يلفت النظر هو أنّ الإسرائيلي يعلم حقيقة الرفض الشعبي العربي لأيِّ تقارب معه، ويتابعُ ردود الفعل عبر منصات التواصل والإعلام البديل البعيد عن الإعلام الرسمي، وعلى ضوء ذلك يحاول أن يضع الخطط البديلة للوصول إلى القبول الشعبي، الذي يبدو أنه صعب المنال.
إذن فشلت إسرائيل فشلا ذريعاً بإقناع الشعوب العربية للتطبيع وظهر ذلك من خلال مونديال قطر 2022 حيث رفض الكثير من العرب الظهور في مقابلات متلفزة مع إعلام العدو.
تجلى ذلك ايضاً من خلال انتشار الأعلام الفلسطينية والكوفية التي تخطت العالمية وأصبحت الرمز لفلسطين وأظهرت تمسك الشعوب العربية وتعاطفهم مع دولة فلسطين واعترافهم بها ولو شفهياً من خلال المشاهدين الذين يرفضون ذكر إسرائيل وعلى لسانهم فلسطين وشعارات فلسطين.
إسرائيل التي فرضت نفسها من خلال اتفاقها مع الفيفا في مونديال قطر 2022 إلا أن الشعوب العربية والأجنبية المتعاطفة مع فلسطين وشعبها رفضت ظهورها في المونديال وبقيت فلسطين في وجدان كل عربي وفلسطيني حتى حق العودة الذي لا يموت.
مع العلم بأن فلسطين و “إسرائيل” غير مشاركتان في كأس العالم 2022، إلا أن القضية الفلسطينية، فرضت حضورها بشكل بارز في الفعاليات وفي مدرجات ملاعب المونديال الذي يُنظم للمرة الأولى في دولة عربية، فيما لم يحظى الصحفيين الإسرائيليين بأي قبول، سواء عبر إجراء المقابلات الصحفية معهم، أو استقبالهم من قبل أصحاب المطاعم. وتفاعل عدد لا يستهان به من المشاهدين الذين رفضوا التحدث الى الإعلام الإسرائيلي في اشارة الى الرفض وعدم التطبيع.
الإسرائيليين في مونديال قطر وجدوا أنفسهم امام حقيقة وواقع أليم، وجدوا أنفسهم منبوذين داخل المجتمعات العربية واعترفوا قائلين: العرب لا يحبوننا ولا يريدوننا أيضاً” فأيقنوا الرفض والتجاهل والكراهية وعدم قبولهم في بلاد العرب.
بالمختصر المفيد إن الدول العربية التي أجرت التطبيع مع إسرائيل المغتصبة لن تجد اي من شعوبها يقبل او يتفاعل مع الشعب الإسرائيلي حتى بالكلام، فأي تطبيع تفعلونه يا أصحاب الأنظمة العربية الفاشلة مع الدولة المغتصبة لأرض وشعب لا يزال يطالب بدولته ففلسطين موجودة في وجدانه منذ الأزل والعربي الفلسطيني لا يزال يبرح ويطالب بأرضه وحق العودة .
في النهاية في الوقت الذي يلهث به الحكام العرب للتطبيع مع العدو تسطّر شعوبنا العظيمة أضخم مشاهد من العزّة والكرامة الكبرياء من خلال مظاهر رفض التطبيع وقبول العدو بينهم في المونديال.

Exit mobile version