فرحات: لبنان أصغر من أن يُقرِّر مصيره

الدستور لا يُعطي الحلول دائماً... لذا علينا العودة الى الميثاق

فرحات: لبنان أصغر من أن يُقرِّر مصيره

كتب فادي عيد في “الديار”:

وسط حال الترقّب لما يمكن أن تسفر عنه المشاورات، التي يجريها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في باريس مع المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، يبقى لبنان تحت تأثير الحرب التي يشنّها العدو الاسرائيلي، في ظل حالة الجمود المسيطرة على الملف الرئاسي، رغم الحديث عن عودة “اللجنة الخماسية” لعقد لقاءاتها ومشاوراتها من جديد وفي أكثر من اتجاه.

وفي هذا السياق، قال النائب والوزير السابق عبدالله فرحات لـ “الديار” عن الملف الرئاسي: “مما لا شك فيه أن انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، كان دائماً نتيجة تلاقٍ ما بين اتفاق دولي ـ إقليمي وتوافق لبناني، وفي كل الأحوال فإن الرئاسات الثلاث اليوم هي نتيجة تلاقي الأطراف السياسية اللبنانية من الطوائف المتعددة على إسم معين. وبالتالي، لا تستأثر الطائفة المعنية باختيار رئيس الجمهورية مع أن رأيها أساسي، والمشكلة اليوم أن لا اتفاق دولياً ولا إقليمياً ولا لبنانياً متعدّد الطوائف والإنتماءات السياسية حول إسم معين”.

وكيف تقرأ كمحامي اعتبار قوى “الممانعة” أن التوافق أهم من الدستور، يرى أن “المشكلة في الدستور اللبناني أنه حاول دائماً مراعاة الميثاق العام للبنانيين بتعدّد طوائفهم، والمشكلة أيضاً أن مواد الدستور اللبناني تتأثّر مباشرة بالميثاق الأساسي الذي قام عليه لبنان، والذي بجزء منه اتفق عليه في العام 1920، أي في مرحلة إعلان دولة لبنان الكبير، والجزء الآخر في العام 1943 بعد الإستقلال، حيث اتُفق يومها على مقولة لا للشرق ولا للغرب، ويتخلّله أيضاً المراسلات الشهيرة بعنوان 6 و 6 مكرّر”.

ويشير إلى مشكلة في تركيبة الدستور اللبناني، وهي “أنه يتأثّر بهذا الميثاق، أي أن التعابير في الدستور متأثّرة جداً وتفسَّر على ضوء هذا الميثاق، وبالتالي، فإن الدستور اللبناني لا يعطي دائماً الحلول، وبالتالي، علينا دائماً أن نعود إلى الميثاق ومؤخراً لاتفاق الطائف، فالنصوص في بعض الأوقات لا تعطي الحلول، وهذه مشكلة، والوصول إلى الحلول يمرّ لا محالة بالميثاق الأساسي”.

وحول ما تنتظره الرئاسة، يقول إن “الرئاسة تنتظر أولاً إتفاقا دوليا ـ إقليميا، وثانياً أن يتلاقى مع اتفاق لبناني ـ لبناني، وإلا لن نتمكن من الوصول إلى حلّ، فلبنان أصغر من أن يقرِّر مصيره للأسف الشديد”.

وهل هذا يعني أننا ننتظر الصفقات الحاصلة في الخارج لتنعكس علينا، لنعمل على أساسها؟ يشدّد على أنه “علينا أن نشارك، وهذه تنبع من حسن تصرف وشطارة الزعماء في لبنان، وفي أن يشاركوا في الإتفاق الإقليمي ـ الدولي الذي يجري العمل عليه، وهذه مسؤوليتهم بأن يكونوا مشاركين أساسيين وممثلين للبنانيين بشكل حقيقي، في كل اتفاق إقليمي ـ دولي قد يحصل”.

وحول إمكانية حصول حرب موسّعة، يؤكد “أننا في حرب اليوم، ومما لا شك فيه أن المقاومة اللبنانية أو الأطراف الممانِعة لا تسعى إلى حرب. وبالتالي، فإن العدوان على غزة وعلى الأراضي المحتلة لا بد أن يتوقف، لأنه ليس من الممكن استمراره، وهو محكوم بالتوقف عاجلاً أم آجلاً، ولذا لا أرى في الأفق أي حرب قد تشمل كل لبنان، علماً أننا في حالة حرب، وللأسف جزء كبير من الجنوب قد دُمِّر”.

وما إذا كان لبنان يحتمل خوض حرب جديدة، يعتبر فرحات أن “لبنان لا يحتمل أي حرب، لا سيما وأنه لا يحتمل الوضع الحاصل اليوم، فالحرب واقعة في الجنوب، وهو جزء أساسي من البلد”.

 

Exit mobile version