الاخبار الرئيسيةمقالات

فراغات قاتلة!؟

كتب البير خوري:

ليس حسن نية ولا زلّة لسان،جاء كلام بربارا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركية للشرق الأدنى الى مرمز ويلسون،كشفت فيه ان انقاذ لبنان من ازماته الضاغطة والتلاحقة تستوجب فرض فوضى شاملة في البلاد لاِعادة بنائها من جديد.
تصريخ ليف قبل ٣ شهور تقريبا يعيدنا بالذاكرة الى خطط وسينا يوهات اميركية في سبعينات القرن الماضي حين كانت مخابراتها تذرع الفوضى في عدد من دول اميركا اللاتينية المعادية لها وتؤدي حكما الى انقلابات عسكرية يسقط ضحيتها مئات ألاف الأبرياء من الشعب الفقير.
يكاد السيناريو الأسود يتكرر اليوم في لبنان:
— لا رئيس جديد لجمهورية فاشلة في المدى المنظور جراء صراع حاد ومستمر بين عناد الثنائي الشيعي ومعارضة الثلاثي المسيحي وتحديدا الموارنة.
–اوضاع امنية مهزوزة اِذ لا يكاد يمر يوم دون وقوع جريمة او اكثر الى اصطدامات دموية بين عصابات ومافيات اجرامية تصنع المخدرات وتبيعها في داخل لبنان وخارح حدوده.
— نزوح سوري غير شرعي في غالبيته يزيد بلاوي لبنان وتهدد كثافته من خلال الولادات التوازن الدموغرافي الهش في اابلاد..
— ازمة تعيين خلف لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة في اواخر تموز الحالي،
وخصوصا بعد البيان المريب والواضح لنواب الحاكم الأربعة فيه اكدوا رفضهم لتولي مسؤولية يعرفون مسبقا خطورتها في الظروف الراهنة ولبنان مهدد باٍفلاس تام سياسيا وماليا واقتصاديا..
أخذا بالاِعتبار هذه التحديات الضاغطة على كل صعيد،يتأكد يوما تلو أخر ان لبنان يسير بخطىً حثيثة نحو فوضي شاملة وشلل كلي في كل المؤسسات والمرافئ العامة،ولم يبق حتى يكتمل المسلسل الأميركي الأسود سوى فراغ موقع قائد الجيش الذي تنتهي ولايته هو الأخر في غضون اقل من سنة.
ملفت بشكل يدعو لسؤال كبير:هل هي مصادفة ان تفرغ المناصب المارونية الكبرى من ناسها،ام انها جراء مايهدف المسلسل الأميركي؟وأن فشل القيادات في انتخاب رئيس جديد للبلاد،وربما حاكم جديد لمصرف لبنان،والله اعلم حول ما سوف يرافق من تهديدات ومفاجأت في تعيين قائد جديد للجيش..
في كل ذلك ما يضع البلاد امام احتمال
“كان يا ما كان في قديم الزمان جمهورية اسمها لبنان”!
حتى الأن استطاع اللبنانيون،ولو على مضض ةمتصاص التحديات والضغوطات السياسية من خلال برلمان يرأسه نبيه بري الخبير المحنك في تدوير الزوايا واعتماد المقولة الشهيرة” الكحل احلى من العمى”،
و”الضرورات تبيح المحظورات”..
وحتى الأن استطاعة خكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي العمل على محاصرة الفوضى قبل استفحالها،وأخرها مبادرته الحكيمة بترك اىبضاء ؤأخذ مجراه في جريمة اغتيال هيثم طوق ومالك طوق..جريمة ولٍّدت احتقأنا طا فيا بين بشري والضنية يغذيها طابور خامس اعتاد الصيد في المياه العكرة.
صحيح ان القيةدات السياسية الأمنية نجحت في تمرير التحديات ب”التي هي احسن” محتفظة بالحق الأدنى من سلطة الشرعية،لكن الواقع النقدي والمالي والمعيشي المهزوز اصلأ بفعل التدخل السياسي المشبوه.
هذا التدخل يضع لبنان على موعد مع انتحار جماعي وانقلاب لا سأبق له في الفساد والتخبط النقدي اللذين يجتاحا لبنان منذ سنوات طويلة.
حتى اسابيع قليلة مضت كانت القيادات السياسية تجزم بأن حاكمية مصرف لبنان ستنتقل بسلاسة ألى نائب الحاكم الأول الشيعي وسيم منصوري في حال لم يتم تعيين بديل اصيل لرياض سلامة،لكن بيان الرفض من نواب الحاكم الأربعة بالتعاضد والتكافل جاء لينسف تلك الفرضية عن بكرة ابيها،خصوصا وأن موقفا اميركيا اكد ان ما بين اختيا حاكم جديد حليف لفرنسا،فاِن واشنطن تفضل التمديد لحليفها رياض سلامة.
في الاٍطار نفسه،برز الى واجهة الأحداث المربكة صراع خفي بين حزب الله وحليفه نبيه بري،ففي حيت يرى الحزب أن الخروج من هذا القطوع وفي ظل استحالة تعيين حاكم اصيل،يرى رئيس حركة امل ان تولي نائب الحاكم الأول مسؤولية وطنية بالدرجة الأولى ولا تتعارض مع القانون.
امام هذه اارهانات والتحولات،الواضحة في بعضها،وملغومة في بعضها الأخر،
يجوز السؤال:هل لبنان مقبل عل سيناريو واشنطن الأسوأ،وما هي الوسائل التي يملكها لبنان لتجاوز اخطر مرحلة في تاريخه المالي والنقدي والاِقتصادي؟حتى الأن لا بممن التكهن بما سوف يحصل في الأسابيع الثلاثة المتبقية على ولاية رياض سلامة لكن الأكيد ان تداعيات فراغ الحاكمية سوف تنعكس اخطارا جسيمة في عدة قطاعات نقدية:رواتب القطاع العام منصة صيرفة،سعر صرف الدولار،العلاقة بين مصرف لبنان والمصارف والمراسلين..انتحار نقدي يأخذ البلاد وفق السيناريو الأميركي المخطط سلفا الى فوضى كاملة الأوصاف والمعايير.

زر الذهاب إلى الأعلى