فحص سهل وبسيط يمكن أن يحدّد الأشخاص المعرّضين للإصابة بالسرطانات الهضميّة

تواصل الأبحاث والتجارب مسارها التقدّمي في عالم الأورام السرطانية، وآخر هذه الانجازات يتمثل في فحص سهل وبسيط بإمكانه أن يحدّد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة ب#السرطانات الهضمية. أهمية هذه التقنية أنّها تساعد على تعزيز الكشف المبكر  للسرطانات التي يصعب اكتشافها في المراحل المبكرة بسبب غياب العوارض.

تتحدّث الدكتورة في البيولوجيا الجزيئية والعلوم السرطانية  أصالة لمع “عن إنجاز مهمّ هو نتاج عشرات السنوات من الأبحاث، ونعرف تماماً أنّه في معركتنا مع السرطان نحتاج إلى الكشف المبكر لزيادة الخيارات العلاجيّة التي يمكن تقديمها للمرضى”.

“وكان فريق بريطانيّ قد استخدم جهازاً لتحليل التنفّس كوسيلة لاكتشاف بعض أنواع السرطانات، في حين أنّنا كنّا سابقاً نلجأ إلى أخذ عيّنات من المرضى خلال عمليّة التنظير الداخليّة، وهي عملية معقدة، تستدعي الدخول إلى المستشفى”.

وتشرح لمع أنّ “الباحثين قاموا بمقارنة النتائج التي تصدر خلال الفحص التقليديّ للتنظير مع الفحوصات التنفّسية ، وأظهرت أنّ 90 في المئة من الأشخاص الذين أظهرت المناظير إصابتهم بالسرطان كانت مطابقة لنتائج الفحوصات التنفّسية.

فحص سهل وبسيط يمكن أن يحدّد الأشخاص المعرّضين للإصابة بالسرطانات الهضميّة

ولكنّ السؤال المطروح، هل يمكن إجراء هذه الفحوصات التنفّسية وحدها بهدف تحديد بعض أنواع السرطانات؟ تؤكّد لمع “أنّ هذا الفحص يمكن أن يحدّد مجموعات من المرضى المعرّضين أكثر من غيرهم للإصابة بالسرطانات الهضميّة، وبالتالي سيقلّ عدد الأشخاص الذين سيُطلّب منهم إجراء فحوصات التنظير الداخليّة”.

وعليه، تشدّد لمع على “أنّ الهدف ليس الاستغناء عن فحوص التنظير الداخلية بشكل كامل، بل تخفيف الضغط على النظام الصحّي لأنّه لا يمكن إجراء المناظير الداخلية لكلّ الأشخاص بغضّ النظر عن نسبة احتمال إصابتهم بالسرطان. لذلك يسمح هذا الفحص بتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة من غيرهم ببعض أنواع السرطانات، والأهمّ الاكتشاف المبكر الذي يعتبر عاملاً أساسيّاً لتوفير خيارات علاجية أكثر وزيادة معدلات الشفاء، خصوصاً في الأنواع السرطانية التي لا تظهر عوارضها إلّا في المراحل المتقدّمة”.

وتوضح أنّ “كلّ الخلايا تُنتج غازات كي تقوم بوظائفها في الجسم، ولكن في حال السرطان تختلف هذه الغازات. وبعد مقارنتها ومراقبتها عند الأشخاص المصابين بالسرطان، أصبح لدينا نمط نظن أنه قادر أن يدلّنا على السرطان. لذلك نعمل على إجراء هذه الفحوص على 250 ألف مريض والتي ستمكّننا من معرفة ما إذا كان النمط الذي حدده الباحثون قادر على اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة”.

بعد 15 عاماً من الأبحاث، ترى لمع أنّنا “دخلنا في المرحلة النهائيّة للتجارب السريرية، وبعد اجتياز هذه المرحلة التي يمكن أن تتطلّب بين سنة أو سنتين ، ومن ثمّ قد ننتظر نحو خمس سنوات للحصول على الموافقة. وعليه، لن تكون هذه التقنية متوفرة قبل خمس أو سبع سنوات”.

وفي حال أظهرت هذه التقنية فعاليّتها في اكتشاف السرطانات الهضميّة، يمكن عندها توسيعها وتطويرها لتطال سرطانات أخرى. علماً أنّ التجارب بدأت على السرطانات الهضميّة لأنّها في معظمها لا يمكن اكتشافها في مراحلها المبكرة. وعلى سبيل المثال لا توجد خيارات عديدة لسرطان البنكرياس لأنّ اكتشافه يكون غالباً في مراحل متقدّمة من المرض. إذاً، الهدف من هذه التقنية تعزيز الكشف المبكر لسرطانات تُكتشف عادة في مراحل متقدّمة”.

Exit mobile version