غضب مصري متصاعد على إسرائيل.. أميركا تعود إلى الخداع: فلْتقبل «حماس» الصفقة
كتبت جريدة “الأخبار”:
أصبح واضحاً أن الولايات المتحدة أجّلت طرح مقترحها الجديد لصفقة التبادل ووقف إطلاق النار بين العدو الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، لسبب واحد، هو تيقّنها من أن المقترح لن يلقى قبولاً، ليس فقط لدى حركة «حماس»، بل أيضاً لدى تل أبيب. ويأتي ذلك على رغم أن واشنطن تبنّت، عملياً، المطالب والشروط الإسرائيلية التي طرحها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في تموز الماضي، وعدّلت المقترح الذي كان أعلنه الرئيس الأميركي، جو بايدن، في أيار الفائت، وخصوصاً ما يتعلّق بمسائل جوهرية، من مثل إنهاء الحرب، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وتفاصيل تبادل الأسرى، وما يرتبط بـ«الفيتو» الإسرائيلي على أسماء عدد من الأسرى من أصحاب المحكومات العالية، و«لائحة الإبعاد» التي لوّح بها المفاوضون الإسرائيليون. ولمّا رفضت حركة «حماس» هذا «الانقلاب» في الموقف الأميركي، من دون أن تصل إلى مرحلة إعلان انتهاء المفاوضات، على أمل التوصّل إلى مقترحات تسوية، جاء الأميركيون وأعلنوا عن تحضيرهم مقترحاً جديداً، بالتعاون مع مصر وقطر، على أن يجري طرحه على الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، على طريقة «خذه أو اتركه».
وبحسب ما علمته «الأخبار»، لم يتمكّن الأميركيون من تحصيل أي تنازلات حقيقية من الجانب الإسرائيلي، بل «لجأوا إلى تبنّي الشروط الإسرائيلية، وإن بطريقة مخفّفة شكلياً، عبر الحديث عن الانسحاب من المناطق المكتظّة في محور فيلادلفيا، وكذلك بالنسبة إلى مفاتيح تبادل الأسرى، حيث تبنّوا مسألتَي «الفيتو» والإبعاد». وبناءً عليه، قرّر الأميركيون تأجيل طرح مقترحهم، وخرجوا في حملة جديدة تتّهم المقاومة الفلسطينية بعرقلة التوصّل إلى اتفاق، وتحمّلها مسؤولية فشل المفاوضات. وهو ما أعلنه بوضوح أمس، مسؤول الاتصالات في مجلس الأمن القومي في «البيت الأبيض»، جون كيربي، عندما قال إن «حماس هي العقبة الرئيسية أمام التوصّل إلى وقف إطلاق النار في غزة»، مشيراً إلى أن «حماس غيّرت بعض شروطها بشأن وقف إطلاق النار في غزة». وترافقت هذه الاتهامات مع حملة ضغوط جديدة على المقاومة، من خلال الوسيطين المصري والقطري؛ إذ كشف موقع «أكسيوس» الأميركي أن «الرئيس جو بايدن سيعقد اليوم اجتماعاً مع فريقه للأمن القومي لمناقشة الطريق المسدود الذي وصلت إليه مفاوضات الرهائن»، مضيفاً أن «مستشاري بايدن طلبوا من مصر وقطر زيادة الضغط على حماس للتراجع عن مطالبها الجديدة»، ووصفوا مطالب «حماس» الجديدة المزعومة، بأنها «مُبالغ فيها».
قرّر الأميركيون تأجيل طرح مقترحهم، وخرجوا في حملة جديدة تتّهم المقاومة الفلسطينية بعرقلة التوصّل إلى اتفاق
وفي هذا الوقت، كشفت «القناة 13» الإسرائيلية أن «إسرائيل والولايات المتحدة حاولتا عقد قمة أخرى للمفاوضات، لكنّ مصر رفضت». وقال مسؤولون إسرائيليون كبار، للقناة، إن «مصر غاضبة من تصرّفات نتنياهو، كما أن قطر أيضاً لم يعجبها الأمر». وبحسب أحد المسؤولين الإسرائيليين، فإن «المصريين شعروا بأن نتنياهو جعل منهم جمهورية موز، وكانت الرسائل التي نقلوها فظيعة». وتجلّت ذروة الغضب المصري، عقب المؤتمر الصحافي الذي عقده نتنياهو الأسبوع الماضي، حيث رفضت مصر، بحسب المصادر، عقد اجتماعات جديدة، باعتبار أنها «اجتماعات فنّية تستهدف مناقشة بعض النقاط التي سبق أن طُرحت». كما عبّر المسؤولون المصريون، لنظرائهم الأميركيين، عن اعتقادهم بأن «استمرار مطالبة إسرائيل بمعرفة أسماء وأحوال الأسرى الذين سيُفرج عنهم في المرحلة الأولى من صفقة التبادل، أمر شبه مستحيل في ظلّ الظروف الميدانية الحالية». وفي المقابل، قال «ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية»، إن «نتنياهو لم يمنع عقد أي قمة، وسياسته هي مواصلة المفاوضات رغم الصعوبات». وأضاف أن «نتنياهو يقدّر السلام مع مصر، ويعتقد أن السيطرة على فيلادلفيا أمر حيوي لأمن إسرائيل (…) ولا يوجد أي تعارض بين السلام مع مصر والسيطرة الإسرائيلية على المحور الحدودي».
نتنياهو يمنّي نفسه بترامب
على وقع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، والمنافسة المحمومة بين المرشّحة الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، كشفت «القناة 13» الإسرائيلية، عن أنه في نقاش أمني حساس، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن «ترامب يفهم التحديات التي تواجهها إسرائيل بشكل أفضل». ومن دون أن يشير إلى هاريس مباشرة، أضاف: «ستكون لدينا مشكلة مع الطرف الآخر». وردّ مكتب نتنياهو على ذلك بالقول إن «التقرير غير صحيح والكلام لم يُقل». وفي سياق متصل، كشف تقرير في صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، أن «إحدى أولى المكالمات الهاتفية التي سيجريها ترامب، في حال انتخابه، ستكون مع نتنياهو»، حسبما أفاد مصدر متصل بحملة المرشح الجمهوري. وأضاف المصدر، بحسب الصحيفة الفرنسية، أنه «من المتوقّع أن يُبلغ ترامب نتنياهو بأنه يمهله حتى الأول من كانون الثاني/ يناير لوقف الحرب في غزة».