غداً لن يكون منير البقاعي بيننا.
ناضر كسبار
نقيب المحامين السابق في بيروت.
منذ عدة أيام ، اتصلت بي الزميلة العزيزة أمال الحاج البقاعي ، مندوبة النقابة في زحلة ، لدعوتي لحضور اللقاء السنوي الذي يقيمه محامو زحلة والبقاع في مركز النقابة. فرحت كثيراً لأنها تكمل المسيرة والتقليد السنوي الذي درج عليه محامو زحلة والبقاع ، خصوصاً يوم كان مفوض النقابة المحامي المرحوم منير البقاعي على قيد الحياة ، والذي توفى السنة الماضية.
غداً ، سوف نزور زحلة الحبيبة ، عروس البقاع ، وسوف نزور مركز النقابة في المحكمة ، ونلتقي الزملاء الأحباء بفرح.
ولكن ،
ألفرحة غير مكتملة هذه السنة . المفوض منير البقاعي لن يكون موجوداً بيننا .
هذه السنة ، لن نسمع صوت منير يصدح في أرجاء قصر العدل والنقابة مرحباً بحرارة : اهلا اهلا يا سندي .
هذه السنة لن نسمع صوت منير يلقي كلمته بعنفوان ممزوج بمرارة على حالة البلد وما وصل إليه من انهيار على كافة الأصعدة.
هذه السنة ، سوف نحس بالرهبة لدى دخولنا قصر العدل ومركز النقابة ، لأن منير سوف يواكبنا في كل خطوة ، وفي كل نظرة ، وفي كل التفاتة . وسوف نحس بوجوده معنا وقربنا . فهو كان ولا يزال السند والاب والأخ والصديق والزميل العزيز.
غداً ، سوف نقف دقيقة صمت إحياء لذكرى الحبيب منير ونقول له : أنت السند ، وأنت الحبيب الدائم .
رحمه الله.