قالت وسائل إعلام العدو إن الوزير بيني غانتس سيجري اليوم الأحد مشاورات سياسية بشأن موعد استقالته من الحكومة، في حين قال أعضاء بحزبه رداً على دعوة نتنياهو له للبقاء بالحكومة إن “الوحدة ليست كلمات وغانتس ذهب للوحدة منذ 7 أكتوبر”.
وفي التفاصيل، فقد دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، رئيس كتلة “المعسكر الوطني”، الوزير في كابينيت الحرب، بيني غانتس، وطالبه بالتراجع عن قرار الانسحاب من حكومة الطوارئ الإسرائيلية التي تشكلت في أعقاب الحرب على غزة، ودعاه إلى “عدم التنازل عن الوحدة”.
جاء ذلك في بيان مقتضب شاركه نتنياهو على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيه أن “هذا زمن الوحدة وليس زمن الانقسام. ويجب أن نبقى متحدين من الداخل في مواجهة المهام الكبرى التي تنتظرنا. أدعو بيني غانتس: لا تترك حكومة الطوارئ، لا تتخلى عن الوحدة”.
وبعد أن دعاه نتنياهو إلى عدم الانسحاب من الحكومة، رحب غانتس بعملية “إعادة الرهائن الأربعة”، لكنه أكد أنه “إلى جانب الفرحة المبررة بالإنجاز، يجب أن نتذكر أن جميع التحديات التي تواجهها إسرائيل لا تزال قائمة. لذلك، أقول لرئيس الحكومة والقيادة بأكملها: حتى اليوم يجب علينا أن ننظر بمسؤولية إلى ما هو صحيح وممكن للمضي قدما”.
وفي وقت سابق اليوم، قرر غانتس إرجاء مؤتمر صحافي كان من المقرر أن يعقده في مساء السبت، وكان يُتوقع على نطاق واسع أن يعلن فيه استقالته من حكومة الطوارئ التي يقودها نتنياهو، بعد أن كان قد منح نتنياهو مهلة حتى الثامن من حزيران/ يونيو للتوصل إلى إستراتيجية واضحة للوضع في قطاع غزة عقب الحرب.
ولكن بعد ورود أنباء عن إعادة القوات الإسرائيلية أربعة رهائن أحياء من غزة، قال متحدثون باسم غانتس إنه تقرر تأجيل المؤتمر الصحافي. ولم يحدد المتحدثون موعدا جديدا للمؤتمر الذي كان من المتوقع أن يعلن فيه استقالته، علما بأن رحيله لا يشكل تهديدا فوريا لائتلاف نتنياهو المكون من 64 مقعدا من إجمالي 120 في الكنيست.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، في وقت سابق، السبت، أن رئيس الشاباك، رونين بار، أخطر الوزير في كابينيت الحرب، غانتس، يوم الإثنين الماضي، عن عملية إعادة الأسرى الأربعة من النصيرات.
وبحسب التقرير، فإن غانتس “قرر منذ ذلك الحين تأجيل المؤتمر الصحافي الذي كان قد أعلن عنه مساء السبت، والذي كان من المقرر أن يعلن فيه عن استقالته، ولم يعلن عن ذلك في محاولة لتضليل حركة حماس وعدم التأثير على العملية في مخيم النصيرات”، حسب التقرير.
يُذكر أنه وفي وقت سابق، السبت، أعلن جيش العدو أنه تمكن من “تحرير” أربعة رهائن كانوا محتجزين في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة، فيما أكد مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة أن الاحتلال نفذ مجزرة على هامش العملية أسفرت عن سقوط أكثر من 210 شهيد فلسطينيين وإصابة مئات آخرين بالقصف الاسرائيلي الوحشي الذي استهدف المنطقة.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”)، مساء السبت، بأن غانتس يعتزم إجراء مشاورات سياسية مع مقربيه ومسؤولين في كتلة “المعسكر الوطني” التي يقودها، لتحديد موعد استقالته من الحكومة، في ظل الخلافات مع نتنياهو على عدة قضايا تتعلق بإدارة الحرب على غزة وقانون التجنيد.
ومن شأن رحيل غانتس أن يفقد نتنياهو دعم كتلة الوسط التي ساعدت في توسيع الدعم للحكومة في إسرائيل والخارج، وسط تزايد الضغوط الدبلوماسية والمحلية بعد ثمانية أشهر من اندلاع العدوان الاسرائيلي المتواصل على غزة، وسيتعين على نتنياهو أن يعتمد بصورة أكبر على الدعم السياسي من الأحزاب المتطرفة، التي أثار قادتها غضب واشنطن حتى قبل الحرب وتدعو إلى احتلال غزة بالكامل والاستيطان بالقطاع.
ومن المرجح أن يؤدي هذا إلى زيادة حدة التوتر الواضح بالفعل في العلاقات مع الولايات المتحدة وتصاعد الضغط الشعبي في الداخل، مع عدم تحقيق أهداف الحرب المتواصلة منذ 464 يوما.
وقال محللون سياسيون إن استقالة غانتس قد تشير أيضا إلى تضاؤل فرص نجاح أحدث الجهود الرامية لوقف إطلاق النار، ويرون أن احتمالية التوصل إلى اتفاق كانت ستعني ترجيح بقائه في منصبه.
وتظهر استطلاعات رأي أن غانتس هو المنافس السياسي الرئيسي لنتنياهو، الذي انهارت صورته من الناحية الأمنية بسبب هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر البطولي الذي شنته المقاومة الإسلامية “حماس” على الاحتلال.
وانضم غانتس إلى حكومة وحدة بعد وقت قصير من هجوم حماس، قائلا إنه وضع الاعتبارات السياسية جانبا من أجل “المصلحة القومية”.