عون اكثر واقعية من سلام والاخير يسرّ لمقربين: لن التزم بتوقيت
كتبت جويل بو يونس في “الديار”:
فيما كانت كل الانظار تتوجه امس الى قصر بعبدا علّ الرئيس المكلف يحمل معه تصورا اوليا لتشكيلة حكومة العهد الاولى، وفيما انصبت كل الامال باتجاه خروج الدخان الابيض المؤذن بولادة الحكومة في مهلة اقصاها الاحد 27 كانون الثاني توقيت انتهاء المهلة ضمن اتفاق وقف اطلاق النار لانسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية، يبدو ان الامال تبددت اقله بامكان ولادة الحكومة الموعودة الاسبوع الحالي. فكلام الرئيس المكلف من على منبر بعبدا والذي بدا متوترا لا يوحي بحلحلة سريعة الا اذا حصلت معجزة ما في الساعات المقبلة وتمثلت بتنازل الكتل عن طلباتها الوزارية وتمسكها ببعض الحقائب.
تصريح سلام الذي بدا منزعجا من “كثرة الطلبات والتعقيدات” طرح اكثر من سؤال حول موعد الولادة الحكومية بعدما اعلن بشكل واضح :”أريد الحكومة اليوم قبل الغد، كما أؤكد أنني ملتزم تشكيل الحكومة بحسب الآلية الدستورية، وربما تلاحظون أن أسلوب العمل جديد لكن علينا أن نتعلم احترام الدستور احترامًا كاملًا وكنت ولا أزال ضد المحاصصة. اكثر منذ ذلك ومن باب التوجه للكتل السياسية قال سلام : لست صندوق بريد ، استمع لاراء الكتل لكن انا من يشكل الحكومة…
كلام جديد من نوعه ، واسلوب لم يعتد عليه النواب من قبل، وبات من الصعب عليهم اليوم التأقلم مع الواقع الجديد لكن اداء سلام السليم دون شك ، قد لا يمكن تطبيقه في بلد كلبنان مهما هبت رياح التغيير فيه اذ تقول اوساط بارزة في الديار : لعل اصطدام سلام بطلبات النواب اكبر دليل على ما يواجهه راهنا فهل يسجل فعلا سلام سابقة حكومية ويشكل حكومته بعيدا عن المحاصصة او انه مهما “حار ودار” سيعود لاستنساخ الحكومات السابقة تماما كما قالها الرئيس ميقاتي في مقابلته الاخيرة؟
على هذا السؤال يرد مصدر موثوق مطلع على جو التفاوض بالقول : فليمنح سلام فرصة ولننتظر وبعدها نحكم.”
وبالانتظار، تكشف معلومات الديار بان سلام لم يحمل في زيارته امس الى بعبدا تصورا واضحا ولو اوليا بتوزيع الحقائب فحتى هذه النقطة لم تبت لا بل انها قد تكون عادت لنقطة الصفر فيما لو كان سلام جادا بكلامه بانه لم يلتزم بحقيبة المال لاحد وبانها ليست حكرا على طائفة كما انه لا يمكن حجبها عن اية طائفة، وهنا تعلق اوساط مطلعة على جو التفاوض الذي كان حصل اخيرا بين سلام والثنائي الشيعي بان الصحيح هو ان المالية ثبتت للطائفة الشيعية ضمن حصة من 5 حقائب لكن الضغط الحاصل على الرئيس المكلف بسبب هذه الحقيبة هو الذي دفعه للكلام بهذا الاتجاه.
هذه النقطة تحديدا ، اي ابقاء المالية ضمن حصة الشيعة شكلت مشكلة لدى الكتل الاخرى وعلى راسها القوات اللبنانية التي تطالب بحقيبة وازنة وتسأل كيف يمكن القبول بتكريس المالية للشيعة فيما تسري المداورة على باقي الحقائب ولا يحق لتكتل من 19 نائبا ان يحصل على حقيبة سيادية.
اكثر من ذلك، تؤكد معلومات الديار بان لا الخارجية حسمت ولا الداخلية ولا حتى الدفاع وكلما حط اسم يعود ليطير سريعا مع بروز عقدة من هنا او هناك، كما ان حقائب اساسية اخرى لم يتم تثبيتها بعد.
وفي هذا السياق، يشير مصدر موثوق للديار بان اللقاء بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لم يخض بتفاصيل اسماء معينة انما بكيفية توزيع الحقائب والمشاكل الكامنة هنا ، وقد علمت الديار بان الرئيس عون الذي يبدو اكثر واقعية وادراكا للتوازنات الداخلية كما لوجوب ادارة السياسة اللبنانية كان واضحا منذ اللحظة الاولى مع سلام بانه يتفهم ان الرئيس المكلف يريد الخروج عن النمط التقليدي بتأليف الحكومات كما نمط المحاصصة لكن تأليف حكومة تضم كل المكونات وضمن المبادئ العامة التي يضعها سلام فلا بد من “تطراية الاجواء اكثر”.
الى جانب الحقائب وتعقيداتها ، يبدو ان الكتل ممتعضة من طريقة تصرف سلام معها ازاء الية الاسماء التي يتبعها اذ يصر الرئيس المكلف على ان ترسل له الكتل السير الذاتية لعدد من الاخصائيين الاكفاء وهو يختار الانسب للحقائب، وهذا ما لا يمكن ان تستسيغه اية كتلة. حتى
ان مصدرا دبلوماسيا علق بالقول : ما سمعناه من ممثلي بعض الكتل انه لا يمكن ما يسري على طرف الا يسري على الاخرين اي ان من حق الكتل النيابية ان تطرح هي الاسم التي تريدها ولاسيما ان الثنائي رشح هو للمالية ياسين جابر او وسيم منصوري علما ان اوساطا مطلعة اكدت ان تسمية جابر التي درات اعلاميا وخلقت مشكلة يمكن ان تكون قابلة للتبديل ولاسيما ان الرئيس بري منفتح على ترشيح اية شخصية كفوءة لتولي هذا المنصب.
بظل كل هذه التعقيدات اضف اليها هواجس الثنائي تجاه الية ادارة الجلسات وكيفية البت بالملفات الخلافية اذا ما حصلت على الطاولة الحكومية ولمن حق الفيتو ، فالواضح ان ولادة الحكومة لن تكون سهلة كما تخيلها البعض ويقول مصدر : يبدو ان الحكومة ليست Soon والرئيس المكلف اسرّ لمقربين منه انه لن يلتزم بتوقيت معين، الا اذا فعلت الخماسية فعلها من جديد وتدخلت ايضا على خط التأليف الحكومي وذهبت باتجاه الضغط على بعض الكتل كي تسير بالمعروض تسهيلا للولادة الحكومية ولاسيما ان الخماسية ستعود للاجتماع اليوم فهل تدخل على خط التأليف ايضا؟