اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة، أنّ “القيام بالعمل المناسب في الوقت المناسب، وعدم إضاعة الوقت والفرص، أساس النّجاح. الإنسان النّاجح يقوم بعمله في أوانه، وأي عمل، مهما كان عظيمًا، يفقد معناه أو أثره إن حصل في غير وقته”، موضحًا أنّ “هذا ينطبق على حياتنا الرّوحيّة وعلى الحياة الزّمنيّة أيضًا. فإن قام إنسان بتأجيل عمليّة جراحيّة مثلًا، قد يموت. وإن تأخّر في إطعام طفله، قد يؤذيه. وفي حياة الأوطان وتطوّرها، القيام بالأعمال في أوقاتها يساهم في تقدّمها ونموّها”
وأشار، خلال ترؤّسه خدمة القدّاس في كاتدرائيّة القديس جاورجيوس في وسط بيروت، إلى أنّ “هذا ما علينا إدراكه في لبنان، حيث اعتدنا على تأجيل أمور أساسيّة كملء الشّواغر في المراكز القضائيّة والماليّة والعسكريّة والإداريّة، أو تأجيل الاستحقاقات من انتخابات نيابيّة أو بلديّة وغيرها، ما انعكس سلبًا على حياة الوطن والمواطن”.
وأكّد عودة أنّ “الأخطر ما أصبح عادةً، وهو تأخير انتخاب الرّئيس، ما أعاق عمل كلّ المؤسّسات وساهم في تراجع البلد وتغييبه. لذا أملنا أن يعي المسؤولون عندنا أهميّة وجود رئيس في هذه المرحلة الدّقيقة من عمر بلدنا، وأن يتمّ انتخاب رئيس في أسرع وقت، فيتسلّم زمام الأمور ويعمل مع حكومته على إعادة بناء الدّولة واستعادة هيبتها ودورها، وعلى حماية لبنان وإبعاده عن كلّ ما قد يشكّل خطرًا عليه وعلى بنيه”.
وشدّد على أنّه “يكفي هذا البلد ما قاساه طيلة العقود الأخيرة، ويكفي الشّعب ما عاناه، وقد حان الوقت لكي ينعم بالسّلام والإستقرار والإزدهار. آن أوان الجدّ والعمل، وكلّ تأخير سيدفع ثمنه الجميع”.
كما ذكر أنّ “منذ يومين، مرّت الذّكرى التّاسعة عشرة لإغتيال جبران تويني المناضل من أجل وطن الحرّيّة فيه مصانة، والعدالة سيّدة، والكلمة فاعلة. جبران نادى بالحرّيّة للجميع. حَلم بمستقبل واعد لبلده، حارب الظّلم والإستعباد، ووقف في وجه الطّغاة إلى أن أزالوه. لكنّ صوته ما زال يرنّ في الآذان، وكلماته تتردّد في الضّمائر الحيّة، فيما الطّغاة فرّوا، وتماثيلهم هَوت، وسجونهم فُتحت؛ ولعنة شعوبهم ستلاحقهم إلى الأبد”، خاتمًا: “وحده الحق يدوم. فهل من يعتبر؟ حمى إلهنا لبنان وشعبه”.