الاخبار الرئيسيةالصحافة اليوممقالات

عودة الأهالي الى قراهم الحدوديّة تكلّلت بالنار والإستشهاد… أين رعاة وقف إطلاق النار؟

عودة الأهالي الى قراهم الحدوديّة تكلّلت بالنار والإستشهاد... أين رعاة وقف إطلاق النار؟

كتبت صونيا رزق في “الديار”:

ما جرى يوم أمس الاحد من إعتداءات “اسرائيلية” على الاهالي العائدين لتفقد قراهم الحدودية، وسقوط عدد منهم شهداء وجرحى بعد إطلاق النيران العشوائية “الاسرائيلية” عليهم، مع إنتهاء مهلة الستين يوماً على تنفيذ وقف إطلاق النار في الجنوب، يطرح المخاوف والهواجس من عودة الحرب، ويطرح أسئلة حول سكوت رعاة إتفاق وقف النار، الذي تم توقيعه بين لبنان والعدو الاسرائيلي برعاية أميركية وفرنسية، بناءً على القرار الدولي 1701.

هذا التحدّي ” الاسرائيلي” امام عيون المجتمع الدولي الصامت لم يكن مفاجئاً، بالتزامن مع التعليمات التي أصدرها بنيامين نتنياهو للقيادة السياسية والعسكرية “الإسرائيلية”، بعدم تنفيذ الانسحاب من الجنوب، فأغلقت قواته مداخل القرى الحدودية بالسواتر الترابية، لمنع الأهالي من الوصول إليها، ومع ذلك أصر الاهالي على العودة الى بلداتهم غير آبهين بالتهديدات، معلنين إستعدادهم للشهادة أمام منعهم من دخول ارضهم. وعلى الرغم من إطلاق النيران عليهم، وتمركز الجيش “الاسرائيلي” في نقاط عدة حدودية للمراقبة، وصل عشرات الاهالي من بلدتي ميس الجبل وحولا سيراً على الاقدام، بعد تخطي حواجز الحيش اللبناني والطرقات المقطوعة من قبل “الاسرائيليين” بهدف العبور الى منازلهم، وسط العيارات النارية الكثيفة في إتجاههم، فسطّروا ملاحم بطولة مع إعلانهم أنهم اتوا للإستشهاد من اجل ارضهم. كما شهدت بلدات قرى صور وبنت جبيل عشرات السيارات بمواكبة من الدفاع المدني في كشافة الرسالة الاسلامية، حيث قام الاهالي بزيارة مقابر الشهداء.

الى ذلك، ترافق هذا الدخول مع سقوط قنابل صوتية، خصوصاً في قرى كفركلا وحولا وميس الجبل الحدودية، كما حلقت مسيرة “إسرائيلية” في اجواء هذه المناطق، لمنع الاهالي من متابعة تفقدها لقراها، لكن هذا التحدّي سقط، ونقل المواطنون المشاهد القاتمة والدمار الهائل للقرى المذكورة، والتي باتت تشبه الارض المحروقة، حيث يفوق حجم الدمار 98 في المئة، مع تواصل “الاسرائيليين” تفجير المنازل المتبقية، والتي باتت تتساوى بالارض، حيث يظهر مشروعهم بوضوح، وهو منع الاهالي نهائياً من العودة وإعادة الإعمار، وكل هذا لا يطمئن لانه يؤكد بقاء الاحتلال لقرى الحدود الى أجل غير مسمّى، تحت حجة ” إسرائيلية” واهية وكاذبة تعتبر ان الجيش اللبناني غير جاهز للانتشار في المناطق التي سينسحب منها الجيش “الاسرائيلي”، لتنفيذ مخططه بإحتلال القرى الحدودية. فيما سبق للدولة اللبنانية ان طلبت من لجنة المراقبة والدول الضامنة للاتفاق الضغط على “إسرائيل” للتقيد بمهلة الستين يوماً، وأكدت لهم أن الجيش اللبناني جاهز للانتشار مع قوات الطوارئ الدولية، فور انسحاب “إسرائيل” من الشريط الحدودي.

في هذا الاطار، تشير مصادرسياسية مواكبة لما يجري جنوباً، الى انّ ما جرى يوم أمس كان متوقعاً، اذ بات واضحاً جداً انّ قوات الاحتلال مصمّمة على الاحتفاظ بمواقع إستراتيجية مهمة، ابرزها جبل بلاط ومرتفع اللبونة وتلة العويضة وتلة الحمامص جنوب الخيام، حيث تساعد هذه النقاط على الإشراف بقوة على مناطق لبنانية عدة، مؤكدة بأنّ الجيش “الاسرائيلي” وضع إنشاءات إسمنتية في تلك المناطق، واستقدم العديد من التجهيزات الإكترونية المتطورة جداً ومعدات المراقبة، وها كله يثير المخاوف من عودة الحرب في أي لحظة، جرّاء هذه الاستفزازات والاعتداءات اليومية منذ بدء سريان وقف إطلاق النار.

ورأت المصادر المذكورة بأن كل شيء وارد من ناحية عودة المعارك، لانّ “اسرائيل” لا تحترم اي اتفاق ولا تأبه لأحد، خصوصاً انّ المجتمع الدولي كان وما زال صامتاً إزاء كل هذه الاعتداءات، في حين انّ حزب الله طالب الدولة اللبنانية والأطراف المعنية بالضغط على “إسرائيل” للتقيد بالمهلة المحدّدة وتنفيذ الاتفاق، لكن بعد هذا التاريخ سيتعامل الحزب مع الوجود “الإسرائيلي” بطرق اخرى، من خلال العمل المقاوم لتحرير الأرض، لكن نأمل منه ألا يقع في الفخ “الاسرائيلي” سريعاً أي العودة القريبة الى المعارك، والافضل ان يتجه حالياً نحو العمل الديبلوماسي عبر مطالبة الدولة اللبنانية من دول القرار بالضغط على”إسرائيل” للإنسحاب من الجنوب، لانها من دون ادنى شك تهدف للبقاء في بعض النقاط الإستراتيجية الحدودية، ولن تغادرها إلا بالقوة، لذا على الولايات المتحدة التي رعت الاتفاق، وضع حد لكل هذه الإستفزازات، وإلا سيسقط كل شيء بعد فترة غير بعيدة.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى