أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة، الى انه “نعيد اليوم لدخول ربنا يسوع المسيح إلى الهيكل، إتماما للشريعة. يعتبر هذا العيد أحد الأعياد السيدية الإثني عشر الكبيرة من السنة الطقسية، ونحن نتعلم فحواه اللاهوتي من أيقونة العيد وتراتيله”، مشيرا الى ان “والدة الإله قدمت أثمن ما لديها، ابنها، إلى الهيكل. فلنتعلم من هذا العيد أن ننذر قلوبنا للرب، ونقدم أقصى ما لدينا للوطن: حبنا وولاءنا ودعمنا”.
وسأل عودة :” ألم يحن الوقت ليكون لنا وطن يجمعنا ولا تمزقه خلافات الزعماء ومن ينصبون أنفسهم قادة، وأهواؤهم ومصالحهم وشبقهم إلى السلطة أو التسلط؟ هل كثير أن يحلم اللبنانيون بوطن متماسك، محكوم من سلطة قوية، عادلة، تفرض هيبتها على الجميع بقوة القانون والعدالة؟ المساومات والترقيع والحلول الوسط لا تبني دولة. الحلول الجذرية المبنية على الدستور والقانون هي التي تؤدي إلى قيام الدولة، ووحدهم رجال الدولة يعملون بتجرد، ويتخذون القرارات الصعبة التي تضع مصلحة البلد فوق كل المصالح، ويجاهدون من أجل تغيير العقلية والنهج اللذين أوصلا البلد إلى الإنهيار والتفكك، ولا يخضعون لأي ضغط أو ابتزاز أو تهديد. بالتصميم والشجاعة والإصلاح والشفافية، لا بالتعلق بأعراف غريبة عن روح الدستور ونصه، تستعيد الدولة دورها، وتستعيد ثقة أبنائها واحترام الخارج. عندها فقط يلتفت العالم إليها ويساعدها على النهوض وبناء ما قد هدمته الحروب المدمرة والمواقف العبثية”.
ولفت الى ان “صلاتنا أن يعود الجميع إلى رشدهم ويسمعوا صوت الضمير والواجب، ويضعوا مصلحة البلد قبل شغفهم بالسلطة، ويلتفتوا إلى معاناة المواطنين، وفي طليعتهم من هجروا من أرضهم أو فقدوا أحباءهم أو خسروا منازلهم وأرزاقهم، لتستقيم الأمور ويخلص لبنان. الوقت ثمين ولبنان بحاجة إلى عمل مضن وجهد كبير. أملنا ألا يطول”.