عن نهاية المشروع الايراني والخيارات البديلة والمستقبلية – الحلقة الثالثة والأخيرة

عن نهاية المشروع الايراني والخيارات البديلة والمستقبلية - الحلقة الثالثة والأخيرة

كتب د قاسم قصير:
نشرت منذ حوالي الشهر حلقتين حول ما يقال عن نهاية المشروع الايراني وانعكاس ذلك على الأوضاع في كل المنطقة وتحدثت في الحلقة الاولى حول ماهية المشروع وهل هو مشروع طائفي او مجوسي او صفوي او شيعي واكدت انه مشروع اسلامي عالمي يحمل قضية فلسطين ومواجهة المشروع الإسرائيلي الاميركي وانه حتى لو تبنى المذهب الشيعي في الدستور فهو منفتح على بقية المذاهب الإسلامية والاديان الاخرى وان المشروع الايراني بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران ليس هو السبب في المشاكل الطائفية والمذهبية في المنطقة لان عمر هذه المشاكل الف وأربعمائة سنة وكما اكدت ان سبب مشاكل العالم العربي والإسلامي بدات منذ أواخر القرن التاسع عشر ونهاية الخلافة العثمانية وبداية الاستعمار ومعاهدة سايكس بيكو وقيام الكيان الصهيوني.

وفي هذه الحلقة الثالثة والأخيرة ساجيب عن السؤال المركزي: هل حقا انتهى المشروع الايراني وما هو البديل وما هي الخيارات المستقبلية ؟

علينا ان نعترف بداية ان المشروع الايراني القائم على مواجهة المشروع الإسرائيلي الاميركي والذي يدعم قوى المقاومة تلقى خلال السنوات الأخيرة ضربات قاسية منذ اغتيال اللواء قاسم سليماني وصولا للحرب على غزة والحرب على لبنان وسقوط نظام الرئيس بشار الأسد ولكن رغم ذلك فهذا المشروع لم ينته والدليل ان قوى المقاومة في المنطقة لا تزال حاضرة وقوية وانه رغم سقوط الاسد فهذا لا يعني ان سوريا ستتحول الى دولة معادية بل قد تكون هناك فرصة جديدة للتعاون مع تركيا وسوريا الجديدة لمواجهة المشروع الإسرائيلي الاميركي وكذلك ان علاقات ايران بدول المنطقة قد تحسنت كثيرا بعد التعاون السعودي الايراني وفي ظل الموقف الأميركي الجديد برئاسة ترامب والداعي لتهجير اهالي غزة ودعوة نتنياهو لقيام دولة فلسطينية في السعوديه والحديث عن تهجير الفلسطينيين الى مصر والأردن ولبنان وسوريا ودول اخرى.

اذا كان حقا ان المشروع الايراني قد ارتكب بعض الأخطاء او تعرض لضربات قاسية لكن ذلك لا يعني ان المشروع انتهى والدليل ان النظام في ايران لا يزال قويا وحلفاء ايران في المنطقة لا يزالون اقوياء وقد يكون هناك حلفاء جدد لايران في المنطقة بعد تراجع الصراعات السياسية والمذهبية والطائفية.

نحن امام فرصة جديدة لاجراء مراجعة شاملة وإعادة ترتيب أوضاع المنطقة كلها والعودة الى مشروع التكامل الإقليمي بين ايران وتركيا والعالم العربي ومعالجة القضية الكردية وإعادة تصويب البوصلة باتجاه الخطر الاساسي وهو المشروع الإسرائيلي الاميركي والذي يستهدف كل دول المنطقة وفي ظل زوال كل الاوهام عن وجود خطر ايراني على المنطقة.

هناك تحديات عديدة أمام المشروع الايراني وهو يحتاج لخطاب جديد واداء جديد واعادة قراءة التطورات والمتغيرات الدولية والإقليمية والاهم عدم العودة الى الوراء والغرق في صراعات مذهبية وطائفية وخصوصا في سوريا والتعاون مع تركيا والدول العربية مهم جدا واالاهم الابتعاد عن الخطاب المذهبي وعدم العودة الى التاريخ والوراء والتعاون لقيام دول وطنية قوية وكذلك تكامل اقليمي ودولي وقد يكون للعراق دور مهم في المرحلة المقبلة وكذلك التعاون مع سوريا وتركيا وهكذا تنقلب اية خسارة الى ربح جديد وتتغير كل المعادلات في المنطقة والعالم.

Exit mobile version