الاخبار الرئيسيةمقالات

عن تجربة لبنان في “كوب ٢٧”

كتبت اسماء اسماعيل

أربعون ألف مشارك من 196 دولة من ضمنهم حوالي 110 رؤساء وقادة دول، اضافة إلى رؤساء المنظمات الاقليمية والدولية التي تعنى بشؤون البيئة والمناخ، يشاركون منذ يوم أمس في مؤتمر تغير المناخ، أو كما أطلق عليه قمة “كوب 27” والتي دعت اليها واستضافتها المجموعة الافريقية في شرم الشيخ بمصر وافتتحها االرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

كان قد سبق الافتتاحية جولة من التحضيرات والاجتماعات والنقاشات، ساهمت بها بشكل أساسي الدول النامية والصين وذلك بهدف ادراج قضيتي الاضرار والخسائر، يضاف اليهما بالضرورة مسألة تمويل التكيف مع التغير المناخي، كما دعت إلى الالتزام باتفاق باريس الذي تبنته 197 دولة في مؤتمر الأطراف 21 في باريس في 12 كانون الأول 2015، وبالتالي الزام البلدان الصناعية المتقدمة بدفع مبلغ 100 مليار دولار سنويًّا. عبّر عن أهمية التمويل في القمة أمين عام الأمم المتحدة انطونيو غوريتيش حيث قال أن “احتياجات التكيّف مع التغيرات المناخية سترتفع إلى أكثر من 300 مليار دولار سنويًّا بحلول عام 2030″؛ ودعا بدوره الى تبني خارطة طريق لايصال مساعدات التكيف مع التغير المناخي التي كانت الدول المتقدمة في “مؤتمر 26” في غلاسكو العام الماضي، قد تعهدت بدفعها الدول المتقدمة للدول النامية.

بغياب رئيس للبلاد، قاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الوفد اللبناني لافتتاحية المؤتمر، حاملًا معه تجربة أكثر من ثلاثة أعوام من الانهيار المالي والنقدي، وتدهور القطاع الصحي منذ ما قبل كورونا ومرورًا به وإلى ما بعده من كوليرا وأرقام مهيبة من وفيات أمراض السرطان وذلك بعد المنع العمدي لأدوية الأمراض المزمنة من السلطات الحكومية والمصرفية على السواء، إلى حد احتجاز حياة بعض المرضى كرهائن في خزنات المصارف اللبنانية. وكان قد صدر في الثالث من آب الماضي تقريرًا عن البنك الدولي يحلّل الأوضاع المالية في لبنان من خلال تركيزه على عناصر ثلاث، أولها سياسة المالية العامة في الجمهورية الثانية غير الممنهجة ، ثانيها إعادة هيكلة النظام المالي الكلي القائم على حماية قلة من المودعين، وثالثها عدم تقديم الخدمات العامة وانهيار منظومتها الاساسية والتي تضع المواطن والقاطن في دائرة الخطر. بذلك يكون لدى الوفد اللبناني ورئيسه مادة دسمة لاستجداء العطف الدولي و “الخير العربي” ومؤازرة المنظمات الدولية، إن حصلت، موثقة بتقرير “المالية العامة في لبنان: مخطط تمويل بونزي؟” للبنك الدولي ومعززة بواقع اللبناني المرير، بعد أن سبق لميقاتي زيارته إلى الجزائر الاسبوع الماضي محاضرًا في القمة العربية عن اسوأ ازمة اقتصادية واجتماعية تمر على لبنان معوّلًا مساعدة “الاخوة العرب”.

اذًا القمة في هذا العام مثقلة بالتحديات والأزمات الدولية والمتغيرات الاقتصادية والسياسية، التي افضت جميعها إلى واقع مالي شحيح تجاه قضايا البيئة والمناخ حيث يعتبر المتحكمون بالعالم وماسكو زمام الدولار ولوازمه من ثروات نفط وغاز وصناعات تكنولوجية ورقمية، هذه القضايا في عداد القضايا الثانوية التي لا ضير في ركنها جانبًا ريثما يُبحث بها شكليًّا في القمم والمؤتمرات ويحاضر بها الأمناء العامّون للمنظمات الدولية والاقليمية علّها تضفي طابعًا هامًّا وتغطي عناوين بصفة العجلة.

زر الذهاب إلى الأعلى