كتب د قاسم قصير:
هذه الحلقة الثانية حول المشروع الايراني وهي مفتوحة للنقاش والحوار ولقد وصلتني ملاحظات كثيرة حول الحلقة الاولى وساحاول في هذه الحلقة الاجابة عن بعض الاسئلة والاشكالات المركزية وعلى ان اتحدث في الحلقة الثالثة والأخيرة حول نهاية المشروع الايراني والبدائل عنه والرؤية المستقبلية،والمجال مفتوح لكل الاراء والمناقشات .
لن اتحدث في هذه الحلقات عن الأوضاع الداخلية في ايران والمشاكل في ايران وما يجري مع كل المكونات الايرانية القومية او الدينية او الطائفية لان هذا يتطلب مقالات اخرى ونقاشات اخرى وانا أتحدث عن دور المشروع الايراني الخارجي .
هناك عدة نقاط او إشكالات اساسية تؤخذ على النظام الايراني الاسلامي الحالي او المشروع الايراني الاسلامي منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران الى اليوم وساركز عليها وهي :
اولا : ان النظام الايراني الحالي هو المسؤول عن كل الخلافات المذهبية والطائفية في العالم العربي والإسلامي وان انتصار الثورة الإسلامية في إيران ادى لانتشار الخلافات المذهبية.
ثانيا : ان النظام الايراني الحالي او المشروع الايراني هو سبب مشاكل العديد من الدول العربية والإسلامية وان تدخل ايران كان وراء كل الحروب والصراعات في هذه الدول وانه في اي بلد تتدخل ايران يؤدي ذلك الى خراب هذا البلد.
ثالثا : ان ايران هي وراء الحروب والصراعات مع العدو الصهيوني وانها ورطت قوى المقاومة في هذه الصراعات لكي تحقق نفوذا اقليميا او دوليا وانه لولا ذلك لعاشت المنطقة في سلام وطمأنينة وان العرب وإسرائيل اتفقوا على كل القضايا وانتشر السلام .
طبعا هناك نقاط اخرى تثار حول المشروع الايراني ودعمه لبعض الدول في مرحلة معينة وان ايران منعت انتشار الحرية والعدالة في العالم العربي وانها مسؤولة عن موت الملايين من اهل السنة وتوريط للشيعة في صراعات ومشاكل وهذه قضايا تتطلب ايضا مناقشات هادئة.
اولا : هل صحيح ان ايران الثورة الإسلامية وراء انتشار الطائفية والمذهبية في العالم العربي والإسلامي ولولا ايران كانت المنطقة في امان والجواب البسيط ان المشاكل الطائفية والمذهبية موجودة في العالم العربي والإسلامي منذ 1444سنة تقريبا منذ وفاة الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم وبرزت الاف الفرق والمذاهب وحصلت صراعات طائفية ومذهبية وانتصار الثورة الإسلامية اعاد تسليط الضوء على هذه المشكلة لكن القيادات الايرانية منذ حوالي مائة عام كانت من دعاة الوحدة الاعلامية وشاركت في مؤسسات التقريب بين المذاهب الإسلامية في مصر ولبنان والعراق والخليج وكانت هناك علاقات كبيرة بين القيادات الإيرانية الثورية وبين كل قيادات العالم العربي والإسلامي وخصوصا ايام جمال عبد الناصر وكذلك حضور نواب صفوي الى مصر وسوريا وعلاقات ايران مع الحركات الإسلامية ومشروع ايران دوما هو الدعوة الى الوحدة الإسلامية والوطنية.
ثانيا : هل صحيح ان ايران هي وراء مشاكل الدول العربية والإسلامية والكل يعلم ان هذه المشاكل بدات منذ سقوط الخلافة العثمانية وتحالف بعض العرب مع فرنسا وانجلترا ضد السلطنة العثمانية وان ذلك ادى لسقوط هذه السلطنة وحصول سايكس بيكو ووعد بلفور ومنذ بداية القرن العشرين كانت الدول العربية والإسلامية تعاني من التدخلات الخارجية وهناك صراعات داخل كل دول وبين بعض هذه الدول ومشاكل اليمن منذ الصراع السعودي المصري وبسبب تدخل اميركا وانحلترا وإسرائيل وهناك مشاكل في السودان وليبيا وبين المغرب والجزائر وفي لبنان المشاكل منذ ان تاسس لبنان وكذلك الصراعات في سوريا والعراق وايران تدخلت في العراق ضد داعش وهي لها علاقات مع كل الأطراف العراقية وليس مع جهة واحدة وطبعا الوضع في سوريا يحتاج لبحث مفصل وصدام حسين هو من شن الحرب على ايران والكويت وهو من سبب حضور الدول الأجنبية الى المنطقة.
ثالثا : حول الموقف من القضية الفلسطينية ودعم قوى المقاومة فالموقف الايراني مبدئي وكان قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران وكانت هناك علاقات قوية بين القيادات الإيرانية وقيادات الثورة الفلسطينية وايران دفعت ثمنا كبيرا بسبب مواقفها والا ايام الشاه كانت ايران تدعم العدو الإسرائيلي وبدات اقامة المشروع النووي ولولا الموقف الايراني المعادي لاميركا وإسرائيل لكانت ايران اخذت القنبلة النووية وكان لها دور اقليمي كبير في المنطقة ولم يزداد الدور الايراني في لبنان وفلسطين الا بسبب الاحتلال الإسرائيلي.
واحتلال اسرائيل لفلسطين والدول العربية بدا منذ عشرات السنين ورغم كل الاتفاقيات فان العدو الإسرائيلي مستمر في جرائمه في فلسطين ولبنان وسوريا والمنطقة كلها.
هذه بعض الملاحظات المركزية طبعا هناك اخطاء عند المسؤولين الإيرانيين بسبب بعض مواقفهم وهناك أخطاء في الأداء لكن ذلك لا يعني ان المشروع الايراني هو المسؤول عن كل مشاكل العالم العربي والإسلامي وزيادة الدور الايراني كان بسبب اخطاء هذه الدول وليست ايران وحدها الدولة الوحيدة المؤثرة في المنطقة.
وعلى امل ان تتحدث الحلقة الاخيرة عن نهاية المشروع الايراني والبدائل والرؤية المستقبلية.