الاخبار الرئيسيةمنوعات

عناد الطفل.. ما الطريقة الأنسب للعلاج؟

عناد الطفل.. ما الطريقة الأنسب للعلاج؟

مع اطلالة كل صباح ـ احضّر نفسي لمعركة قد تنشب بيني وبين ابنتي الصغيرة البالغة من العمر الثلاث سنوات ونصف السنة. فهي تريد ان تلبس ما تراه يناسبها. فقد تتذوق اللباس الصيفي في طقس بارد مثلج والعكس، أو قد تلبس ثيابها بطريقة خالية من الذوق والوان بعيدة عن الانسجام. فتتوتر اجواء البيت، وتنفر اعصابنا، خاصة اذا كنا نتحضر للخروج من المنزل. ولمعالجة هذا الوضع كاختصاصية في علم النفس ، توصلت الى النتائج التالية:

– ان هذه المشكلة مشتركة بين كل العائلات، وتشبه كل الصراعات الباقية والقائمة، مثلا حول تناول الطعام واللجوء الى السرير وما شابه. ومعركة الثياب تعكس تعطش الصغير للاستقلالية، واذا تركنا لهم حرية الاختيار، فالصغار يفضلون البقاء عراة، فالثياب تزعجهم في اكتشافهم لأنفسهم وللآخرين. وعلينا ان نعي دوماً ان ذوق الصغار في ما يخص الثياب مشكوك به. ولكن ما هم اذا اختارت ابنتكم بلوزة مقلمة مع تنورة معرقة بألف زهرة، او اذا كانت الجوارب غير مناسبة. وما علينا الا قبول هذه الغرابة وترك الطفل يختار ما يشاء، فهذا الأمر يشعرهم بالاستقلالية والمنافسة. وعنادهم وعدم قبولهم بما نختاره لهم، لا يستوجب تهذيباً قاسياً قاسياً فيه ردع من جديد، فالأمر لا يضر بصحتهم.

وعن ماذا قد يفكر الآخرون تجاه الاهل فيما لو تركوا أولادهم يتنزهون بأناقة غريبة اختاروها بانفسهم، فما قيمة هذه المخاوف بما ان المسألة تتعلق بمساعدة الصغير للحصول على اعتداد وثقة بالنفس. وتجدر الاشارة الى أنه كلما خفت حدة المشاكل المتعلقة باللباس في الصغر، خفت حدتها في المستقبل.

– التمرد: كل المراهقين يسعون للتميز برفضهم قناعات الناضجين، فمن الصبيان من يختار وضع حلق في أذنه، ومن البنات من ترغب في قص شعرها قصيراً كما الصبيان، وهم بذلك يسعون لتحديد هويتهم الخاصة، ومن الصعب جداً فرض أذواقنا ووجهة نظرنا على حياة الصغار. فان المهمة صعبة ودقيقة.

ولكن علينا على الاقل محاولة فهم ما تظهره هذه الميول في نوعية اللباس غير العادية التي يختارونها والبحث عما اذا كان بالمقدور السعي لتحقيق مهادنة ومصالحة. وأخيراً بما انه العصيان الذي يبرر تصرفاتهم، فمن الافضل لنا وعلينا أن نتجاهل الأمر وان لا ندعه يصدمنا.

– مسؤولية الأهل: ان الامر بكامله يعود لنا نحن الأهل، بأن لا نجعل من قضايا اختيار الملابس طريقاً لانعدام التفاهم. فقبل انتقاد ما يختاره الاولاد، علينا فهم ما يدور في رأسهم الصغير من صراعات تخص اتزانهم الداخلي وتظهر مباشرة على مظهرهم الخارجي للقضاء على بعض مسببات الخلاف وللتخفيف من حدته ـ عملية شراء الملابس يجب ان تتم بالتعاون، فلا نفصل الصغير عنها، وهكذا لن يرفض ثياباً اختارها بنفسه.

اخيراً لك صديقتي ـ لا تتعجبي اذا صاح صغيرك اعتراضاً على ارتداء ملابس كانت ملكاً لاخ اكبر منه، فهو يعلن الرفض المطلق ويصر ازاء عرضك هذا، في طلب ثياب جديدة تخصه وحده. ومن جهة اخرى يدهشك حين ترينه يتمزق شوقاً لارتداء ما يرتديه رفيق له. اضبطي اعصابك وعالجي الامور بروية. فهذا هو عالم الصغار.

ماري الأشقر- الديار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى