على حافة الهاوية
كتب مالك حجازي في “اللواء”:
لم تعد النار تحت الرماد بل تحوّلت إلى عاصفة نار تعيد رسم مستقبل العالم والشرق الأوسط.
روسيا – أوكرانيا
ليست حرب بين دولتين متنازعتين بل حدث ننتظر نتيجته التي سوف تؤدي إلى من يحكم العالم.
روسيا سوف تصارع حتى الرمق الأخير لأن الحرب عليها هي حرب وجود وليست حرب حدود.
ما هي نتيجة سقوط روسيا؟
– إعادة تشكيل نظام دولي جديد بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
– سيطرة أميركا على العالم إلى أجل غير مسمّى.
– تقسيم روسيا إلى ثلاث دول، تضع أميركا يدها على الثروات الروسية من يورانيوم وذهب وحديد ونفط وغاز ونيكل، وألماس، وفوسفات، وفضة، ورصاص.
– محاصرة الصين جغرافياً واقتصادياً (أحد أسباب الحرب على روسيا).
– عزل كوريا الشمالية دولياً بما ان روسيا وكوريا الشمالية جناحين لمحور واحد.
– مصير دول الـ BRICS على المحك.
– تأثّر نفوذ إيران دولياً.
– تغييرات في التوازن العسكري الدولي.
– اضطرابات أمنية في مناطق مثل القوقاز أو دول الاتحاد السوفيتي السابق التي تعتمد على روسيا في حفظ التوازن.
– تفكك تحالفات أمنية وسياسية بالعالم.
– تفكك دول أوراسيا التي تشمل جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق في آسيا الوسطى والقوقاز تؤدي إلى تغيّرات كبيرة في ديناميكياتها السياسية والاقتصادية والأمنية.
– نزاعات إقليمية جديدة ومنها الشرق الأوسط.
– تعزيز دور الناتو في أوروبا ووضع أوروبا بالكامل عسكرياً واقتصادياً تحت السيطرة الأميركية.
– انهيار تحالفات روسية مع دول أوروبية مثل المجر وصربيا قد يؤدي إلى تصدع العلاقات الأوروبية – الأوروبية.
– ملايين الروس سوف يلجأون إلى أوروبا الغربية غير القادرة على استيعابهم.
– بالإضافة إلى شطب طريق الحرير من مستقبل الاقتصاد العالمي.
ماذا لو إنتصرت روسيا:
– تعزيز النفوذ الروسي في أوروبا الشرقية.
– إضعاف حلف الناتو.
– تقويض وحدة الاتحاد الأوروبي.
– إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية في أوروبا.
– تأثيرات اقتصادية سلبية على أوروبا.
– إضعاف العقوبات الاقتصادية الأميركية وخاصة الأوروبية التي سوف تسعى دولها إلى إرضاء روسيا لحاجتها للغاز والنفط الروسي القريب منها.
– سيعزز من صورة روسيا كقوة عظمى على الساحة الدولية وقد يؤدي ذلك إلى تحالفات مناهضة للغرب على مستوى العالم.
– تأثيرات على الاستقرار في الشرق الأوسط وآسيا مما يعزز من دورها وهذا قد يؤدي إلى تعقيد الأوضاع بالمنطقة.
هل تبقى الصين وكوريا الشمالية شهود على سقوط حليفهم الأول كي يطبق عليهم مقولة «أكلت يوم أُكل الدب الروسي» أكيد لا..
فإذاً نحن في ظلال حرب عالمية ثالثة ناعمة ننتظر نتيجتها التي قد تطول لسنوات
غزّة – إسرائيل
تحوّلت الحرب إلى صراع وجود وليس صراع حدود.
أميركا لن تسمح بسقوط إسرائيل ومحور إيران لن يتراجع عن الدفاع لآخر رصاصة.
ماذا لو إنتصرت إسرائيل بحربها على غزّة:
– تداعيات واسعة النطاق على الشرق الأوسط، سياسياً وأمنياً، وقد يؤثر على استقرار المنطقة بشكل كبير.
– تصاعد التوترات الإقليمية مع بعض الدول العربية والإسلامية، خاصة تلك التي تدعم القضية الفلسطينية.
– فقدان أي أمل في استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. سيشعر الفلسطينيون بالإحباط والغضب، وقد تفقد القيادة الفلسطينية المعتدلة أي دعم شعبي، مما قد يزيد من نفوذ الفصائل المتشددة.
– زيادة التطرف والإرهاب مما يدفع بعض الفصائل الفلسطينية المتشددة أو الجماعات الإرهابية إلى تعزيز أنشطتها في محاولة للرد على إسرائيل، وقد يزيد هذا من احتمالات الهجمات الإرهابية في إسرائيل أو حتى في دول أخرى تدعمها.
– اضطرابات داخلية في الدول المجاورة على رأسهم لبنان نتيجة لزيادة الضغوط الشعبية لدعم الفلسطينيين.
– تعزيز النفوذ الإيراني عبر تصوير إيران كحامية للقضية الفلسطينية ولتعزيز نفوذها في المنطقة وهذا سوف يزيد من دعمها لحماس وحزب الله ويزيد من التوترات التي تؤدي إلى صراعات أو مواجهات خاصة في لبنان وسوريا.
– إضعاف السلطة الفلسطينية وتصاعد الفصائل المناوئة للسلطة، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.
– هزيمة غزّة قد تؤدي إلى إشعال انتفاضة فلسطينية جديدة، سواء في الضفة الغربية أو بين الفلسطينيين في الداخل الإسرائيلي.
– دخول الشرق الأوسط بنفق لا نهاية له.
ماذا لو إنتصرت حماس على إسرائيل:
خسارة إسرائيل أمام حماس في غزة وحزب الله في جنوب لبنان سيكون لها تداعيات استراتيجية وجيوسياسية كبيرة:
– توازن القوى في المنطقة سوف يميل لصالح محور المقاومة المدعوم من إيران (الذي يشمل حماس وحزب الله وسوريا واليمن والعراق وإيران وحلفائهم) في الشرق الأوسط سيؤدي ذلك إلى زيادة النفوذ الإيراني ويجعلها قوة إقليمية أكثر تأثيراً.
– سيشهد الوضع السياسي الداخلي في إسرائيل اضطرابات مثل انهيار الحكومة أو استقالة قيادات عسكرية، وسيتعرض النظام السياسي لضغوطات كبيرة وقد تظهر حركات احتجاجية واسعة ضد القيادات السياسية والعسكرية وسيفقد الشعب الإسرائيلي ثقته في الجيش والمؤسسات الأمنية، ما سيؤثر على تماسك المجتمع الإسرائيلي وديمومته.
– ستعود إسرائيل إلى عام 1948 من حيث ثقة المهاجرين إليها وسوف يهاجر منها الملايين ولن يعود المستوطنين إلى مستوطناتهم خاصة شمال فلسطين وغلاف غزّة.
– العلاقات الدولية الإسرائيلية سوف تؤثر عليها خاصة مع الدول العربية التي قد تجد نفسها مضطرة لإعادة تقييم التطبيع إذا شعرت أن إسرائيل لم تعد قادرة على حماية مصالحها.
– إزدياد شعبية حماس في الشارع العربي والإسلامي، وقد تزداد ضغوط الجماعات المعارضة لإسرائيل.
– لن تسكت إسرائيل وسوف تقوم بردود فعل انتقامية واسعة النطاق، مما سيزيد من التوترات والصراعات بالمنطقة.
– نتيجة لتصاعد العنف سوف تتأثر الاقتصادات الإقليمية، لا سيما في دول مثل لبنان وغزة التي تعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية حتى إسرائيل نفسها قد تواجه ركوداً اقتصادياً إذا تعرضت بنيتها التحتية لأضرار كبيرة.
فإذاً نحن في ظلال ميني حرب عالمية ثالثة ناعمة بالمنطقة، ننتظر نتيجتها التي قد تطول لسنوات:
1. إلّا إذا حصل تسوية (يرفضها نتنياهو، جملةً وتفصيلاً).
2. أو إنفجار كبير يجلس الجميع على الطاولة.
وما زلنا في لبنان نتصارع على وظيفة حراس الأحراج أو خفراء جمارك بسبب التوازن الطائفي.
الواقع الحالي في لبنان يدلّ:
– لا رئيس للجمهورية في القريب.
– الوضع الاقتصادي مترنح يميل إلى الأسوآ.
– تشرذم وإنقسام عامودي سياسي طائفي مذهبي.
– على الأغلب تمديد للمجلس النيابي.
– فراغ متزايد بالوظائف الحكومية.
– نفوذ أكثر للقطاع الخاص المتحكم بالاقتصاد اللبناني وتلاشي دور الدولة التي تحوّل دورها إلى جمع الضرائب.
يعني مكانك راوح بإنتظار مخاض ولادة شرق أوسط جديد…