عشية الأعياد.. هل أثرت الحرب على قطاع السفر؟
كتبت ماريبال طعوم في “الجمهورية”:
في لقاء أجرته «الجمهورية» مع وكيلَي السفر أديل ضومط وكيل «Tazkara Travel» وجيلبير مغامس، أكّدا أنّه بعد الحرب الأخيرة على لبنان تأثرت حركة الطيران بمقدار كبير، إذ توقفت شركات الطيران الدولية عن تشغيل رحلاتها إلى لبنان بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة. كما تأثّرت مكاتب السفر بنسبة 80% نتيجة لذلك.
في تلك الفترة، كانت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية (MEA) هي الشركة الوحيدة التي استمرّت في تشغيل رحلاتها، وإن بنحو محدود، مع اتخاذ تدابير أمنية مشدّدة.
وبالنسبة إلى بقية شركات الطيران، فقد أوقفت عملياتها كلياً، ممّا جعل MEA الخيار الوحيد للمسافرين الذين أرادوا السفر إلى لبنان أو الخروج منه خلال فترة الحرب.
حصلت «الجمهورية» من مصادر موثوقة على معلومات تشير إلى أنّ نسبة المغادرين من لبنان على خطوط شركة MEA وصلت إلى 77% أي ما يعادل 135,000 راكب، في حين بلغت نسبة العائدين 23% أي 40,000 راكب في تشرين الأول الماضي.
أمّا في تشرين الثاني المنصرم، فانخفضت نسبة المغادرين إلى 51% أي 69,000 راكب، وارتفعت نسبة العائدين إلى 49% أي 63,000 راكب، ممّا أدّى إلى توازن في أعداد المغادرين والعائدين.
وفي ما يخصّ أسعار التذاكر، فقد ارتفعت بنحو ملحوظ نتيجة للحرب بسبب تقليل عدد الرحلات وزيادة الطلب على السفر، وأيضاً لتعويض جزء من الخسائر التي تكبّدتها الشركات بسبب الإلغاء والاسترداد، لتصل الأسعار إلى ما يقارب 1,000 دولار أميركي.
وبالنسبة إلى التخفيضات على تذاكر الطيران مع اقتراب موسم الأعياد، لا توجد عروض، خصوصاً في الوضع الراهن، نتيجة الأوضاع الأمنية والاقتصادية في لبنان.
هذا الوضع جذب عدداً محدوداً جداً من السيّاح الأجانب القادمين إلى بيروت في الوقت الحالي، إذ إنّ معظم الحجوزات تقتصر على اللبنانيّين المقيمين في الخارج، بينما السياح الأجانب لا يزالون يتوافدون بأعداد قليلة جداً.
أمّا عن الوضع السياحي في لبنان مع اقتراب موسم الأعياد، فيشهد تحسناً كبيراً. عدد الحجوزات الحالية للسفر من وإلى لبنان مرتفع جداً، خصوصاً مع اقتراب موسم الأعياد.
ويشهد لبنان زيادة كبيرة في الحجوزات بسبب عطلة عيدَي الميلاد ورأس السنة، فيعود كثير من اللبنانيّين المقيمين في الخارج الى تجديد الروابط مع عائلاتهم.
ويُتوقع أن تستمر هذه الزيادة مع اقتراب الأعياد، ومع وصول نسبة الحجز إلى 90% على خطوط MEA، علماً أنّ الرحلات مكتملة.
أمّا عن الوجهات الأكثر طلباً حالياً من لبنان وإليه، فتشمل دول الخليج العربي مثل دبي، الرياض، الكويت، الدوحة، الإمارات والسعودية، بالإضافة إلى الوجهات الأوروبية مثل فرنسا، لندن، وفرانكفورت. وتركيا تُعتبر أيضاً من الوجهات الأكثر طلباً.
كما أكّد وكيلا السفر أنّه لم تُستأنف كل الرحلات الجوية، وتقتصر الشركات التي استأنفت عملياتها على الأردنية، المصرية، التركية، القطرية، العراقية والإثيوبية.
أمّا بالنسبة إلى أفضل الخيارات للمسافرين مع عائلات أو أطفال، تشمل شركة MEA، بالإضافة إلى شركات الطيران مثل الخطوط الجوية القطرية وطيران الإمارات.
وعلى رغم من أنّه لا توجد عروض خاصة أو تخفيضات مخصّصة للعائلات في الوقت الحالي، فإنّ هذه الشركات تُعتبَر الأفضل بالنسبة إلى العائلات بسبب الخدمات المريحة والمناسبة للأطفال، مثل المقاعد الخاصة، والألعاب الترفيهية على متن الطائرة، والخدمات المميزة.
أخيراً، في حال خُرق وقف إطلاق النار، هناك خطط طوارئ، ومن المؤكّد أنّ جميع شركات الطيران الدولية ستعود إلى قرار إلغاء رحلاتها إلى بيروت باستثناء شركة MEA، التي ستستمر في تشغيل رحلاتها كونها الشركة الوطنية الوحيدة في لبنان، مع استخدام خطط طوارئ مناسبة.
ختاماً، ركّز مغامس على بعض النصائح للمسافرين للمرّة الأولى بعد الأحداث، أهمّها:
– متابعة الأخبار: تأكّد من متابعة الوضع الأمني في لبنان قبل السفر، واستفسر عن تحديثات شركات الطيران.
– الحجز المسبق: يفضّل الحجز المسبق لضمان توافر التذاكر، خصوصاً مع الزيادة في الطلب خلال موسم الأعياد.
– التأكّد من الوثائق: تأكّد من جاهزية كل الوثائق اللازمة للسفر (جواز السفر، التأشيرات، والشهادات الصحية).