كتب البير خوري
ينطبق القول”الماضي يصنع المستقبل”على اللواء عباس ابراهيم نصاً وروحاً.لست في معرض استعادة ماضي اللواء المشرّف والمضيء طوال ٢٥ سنة أمضاها في الخدمة العسكرية والأمنية،رافقها احيانا كثيرة مهمات دبلوماسية وسياسية في غاية الأهمية..اكتب لاستطلاع مستقبل اللواء الناشط الوطني والإنساني،وما ينتظره من مسؤوليات في الشأنين الاجتماعي والوطني..هو الذي خاطب الأمن العام،افراداً وضباطاً في حفل تكريمه قبل أيام قليلة وتأكيده ” اني اودع المديرية في ايدٍ أمينة” وأن”لا خوف على المؤسسات الأمنية التي تبقى وحدها متماسكة وموحدة بين مختلف المؤسسات العامة اللبنانية والقادرة على حفظ أمن الوطن والمواطن في ظل الظروف القاسية والقاهرة التي تضرب البلاد والعباد
صفحة امنية عسكرية طواها اللواء عباس ابراهيم ليفتح صفحة سياسية دبلوماسية ما يعني استمراره العملي في الشأن العام. أعلن ذلك بوضوح وبغير مواربة. قراره ثابت ومطلق..” ولو خيّرت لمنصب وزاري لاخترت الخارجية”.
ربما فاجأ اختياره وزارة الخارجية لتكون ملعبه السياسي المستقبلي العديد من زملائه الأمنيين والعسكريين، وحتى السياسيين،ذلك ان الكل يجدون مسرحه السياسي الطبيعي في وزارتي الداخلية والدفاع. تناسى هؤلاء أن المهمات الدبلوماسية والإنسانية الكبيرة والحساسة التي أسندت له أثناء توليه مديرية الأمن العام وحقق فيها نجاحات مبهرة على الساحتين الأقليمية والدولية،اضافة الى خبراته الأمنية ما جعله احد اسياد الحوار.صراحته مطلقة.صدقه مباشر بغير رياء أو تصنع. بحّة صوته الحنونة والاستثنائية دخلت أسماع وقلوب محاوريه..كل ذلك مدعوما بعقل راجح وحجج موضوعية وطلاقة لسان متعدد اللغات،الى مستندات لا شك في مصادرها وصدقيتها. محنّك وحكيم. أكثر من صفة ارتبطت بشخصيته ومواصفات شدّت انتباه المسؤولين في لبنان والعديد من العواصم العربية والغربية جعلته يمهّد لمشواره السياسي في مراحل صعبة ودقيقة جعلت من لبنان وطنا بلا دولة وشعبا يحتمي بطوائفه ومذاهبه وأحزابه.
اعتاد اللواء عباس ابراهيم على مواجهة عواصف الداخل ورهانات الخارج..لن ادخل في تفاصيل العديد من نجاحاته الدبلوماسية كمحاور و”حلاّل مشاكل”، أكان ذلك في واشنطن ام باريس ام دمشق ام طهران..كما مع الجماعات المتطرفة.أنقذ العديد من المخطوفين و المهددين بالقتل.افشل عشرات العمليات الإرهابية وانقذ قيادات من اغتيالات متوقعة. فكفك بكثير من الصبر والمرونة العديد من التهديدات الأمنية التي كانت تتربص بلبنان شرا.عاند ولم ييأس أو يكابر..
في المحصلة، ابتعاد اللواء عباس ابراهيم عن مهماته الأمنية شرّعت أمامه وحرّرته لينطلق أكثر في الخدمة العامة، خصوصا وأن الساحة السياسية اللبنانية باتت اليوم بأمس الحاجة لرجال امثاله بعدما فرغت هذه الساحة، او تكاد ان تفرغ من قيادات لبنانية عاشقة لبنان كما اللواء في ماضيه وحاضره..أو ليس هذا الماضي المشرّف من يصنع مستقبلا أكثر إشراقا وحضورا؟!