عباس إبراهيم يكشف لـ”النهار” عن أسرار ترسيم الحدود الجنوبية: الاتفاق أُنجِز في مكتبي وأبلغت هوكشتاين رسالة صاعقة من نصرالله

“النهار”: داوود رمال      

كثيرة هي الحقائق والتفاصيل حول ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وكمّ الاسرار الذي يحيط بها لا يمكن ان يُكشف دفعة واحدة، لان بعضها قد يعكّر صفو ما تحقق، ولان المكتوب يُقرأ من عنوانه، فان ما قُرئ من دخول المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم يومها على كامل الملف، منذ ان تسلمه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، وبعيدا من الاضواء بعد الانتقال من المسار البري الى المسار البحري، يعني ان القرار قد اتُّخذ إما بالحل وإما بالمواجهة، فهو الذي امتلك جرأة غير مسبوقة أذهلت المستوى السياسي اللبناني والاميركي، كما كانت محل تقدير عالٍ من قيادة “حزب الله”، كونه خاض التفاوض بلا كفوف ولا قفازات، وألغى نفسه عندما ذهب الى ابلاغ الجانب الاميركي وعبره الاسرائيلي رسالة لا يجرؤ آخرون على حملها تتصل بالخيارات المحدودة جدا بين الحرب والحل، وكان له ما أراد.

في هذا الحديث يكشف “لواء التفاوض” بعضاً من الحقائق والاسرار المتصلة بمسارَي الترسيم البري بداية والبحري لاحقا.

*ما هي رواية اللواء عباس ابراهيم لانطلاق مسار التفاوض الذي أفضى الى ترسيم الحدود البحرية الجنوبية؟

*هل عاد المبعوث الاوروبي وماذا حمل معه من الجانب الاسرائيلي؟

*هل توقف الامر اوروبياً عند هذا الحد؟

*ولكن في عهد الرئيس دونالد ترامب يُقال انه كانت هناك ضغوط هل هذا صحيح؟ هل هناك شواهد؟

*ماذا كانت نتيجة لقاء الدوحة مع هوكشتاين؟

*بعدها جدد هوكشتاين حركته التفاوضية بين لبنان واسرائيل، فما مضمون الرسالة التي ابلغته اياها من قيادة “حزب الله”؟
 
 – بتاريخ 13/6/2022 حضر هوكشتاين مجددا، واخبرني أنه في خلال زيارته جاء ليسمع الموقف اللبناني اكثر من انه قادم لتقديم عرض جديد، ويريد سماع موقفنا، فقلت له البداية من عندي واخبرك انك غداً ستقابل الرئيس عون الذي سيعرض عليك خريطة، من الآن هذه الخريطة هي نتيجة الموقف اللبناني الموحّد، وكي لا تتفاجأ هذه الخريطة التي اخبرك عنها منجزة منذ سنتين وفيها الخط 23 كاملا وانتم لم تتزحزحوا. مع الاشارة الى ان هوكشتاين في المقابلات السابقة كان يركّز دائما على “حزب الله”، وفي اللقاء شعرت بان الامور بدأت تتعقد وكنت احمل رسالة من سماحة السيد نصرالل لهوكشتاين وبحضور السفيرة الاميركية دوروثي شيا، قلت له هذه الرسالة من قيادة “حزب الله” ردا على تساؤلاتك الدائمة عن موقف الحزب والرسالة من السيد نصرالله شخصيا. ان “حزب الله” لا يريد ان يتدخل ولا يؤمن بكل هذه الحدود ولكنه خلف الدولة اللبنانية، واذا ارادت الدولة اللبنانية الخط 29 فـ “حزب الله” معها، واذا ارادت الخط 23 فالحزب معها، ولكي يكون واضحا وللمرة الاخيرة أن من يحدد الخط هي الدولة اللبنانية و”حزب الله” خلفها مساندا لتحقيق هذا الهدف، وايضا يجب على الباخرة اليونانية “اينرجين” المغادرة، ولا تخبرني انها جنوب او شمال الخط 29، هذه الباخرة يجب ان تبتعد عن حقل كاريش كليا وأي استئناف للعمل سيُواجه ولو كلّف هذا الموضوع حربا، لا غاز من لبنان ولا غاز من كاريش، وإذا تطوّرت الامور لا غاز من لبنان ولا غاز من كل الساحل الفلسطيني وليكن هذا الموضوع معلوما. فورا تغيّر جو الاجتماع، وقلت للسيد هوكشتاين عليك ان تسمع الاهم، لقد سمعت المهم والآن عليك ان تسمع الاهم، خطط الحرب جاهزة بكل وضوح وهذه رسالة ابلغك اياها، واذا ارادت اسرائيل الحرب نحن جاهزون لها، نحن لا نريد حربا ولكن لن ندع ثرواتنا وسيادتنا عرضة للابتزاز، وستصبح المنطقة شمال وجنوب الخط 29 اهدافا مشروعة لنا، وسنمنع اسرائيل من العمل في حقول النفط، وعلى اسرائيل ان تعرف ان خسائرنا ستكون كبيرة ولكن بالنسبة الى اسرائيل ستكون هذه الحرب حربا وجودية، وليس معلوما ما إذا كانت المنطقة كلها ستنزلق الى الحرب. كما ان هناك شيئا آخر ايضا، انت سيد هوكشتاين المسؤول عن الحرب والسلم بالمنطقة، والملاحظة الاخيرة أن هذا الكلام لن تسمعه من اي مسؤول لبناني آخر وانا أنقله لك بكل جرأة كما جاء في الرسالة وعليك ان تأخذ كل ما قلته بكل جدّية.

*بعد هذا التطور قمتم بزيارة قيادة “اليونيفيل”، إلامَ هدفتم من الزيارة؟

*ماذا عن زيارة هوكشتاين بعد المسيّرات؟
 
 – بتاريخ 13/7/2022 زارني هوكشتاين معاتبا، فأجبته بأنني قلت لك المرة الماضية ونصحتك بأن لا تتأثر بالمداخلات والتحليلات الاعلامية ودعنا نكمل المفاوضات وكنت جدّيا معك واعرف من دخل على الخط. في هذا الوقت كان هناك وسيط اميركي وكان متواجدا طوال فترة التفاوض وكان يصحح الكثير من الشوائب بيني وبين الاسرائيلي الذي اخبرني بأنه في الزيارة القادمة لهوكشتاين سيعرض عليك ملفا معيّنا، وخلال الزيارة وبعد العتاب طلبت من هوكشتاين الملف الذي يحمله من قِبل الاسرائيلي، فصعق وبدأ بتمييع الموضوع، فقلت له بأننا ذاهبون الى الحرب، وبعد مضي بعض الوقت طلب الانفراد بي شخصيا، وهذا ما حصل واخرج خريطة جديدة اطلعني عليها فأبديت موافقتي مباشرة عليها وأكّدت الموافقة.

*ماذا عن العرض الاخير وترددات رسالة “حزب الله”؟

Exit mobile version