الاخبار الرئيسيةمقالات

طوفان الأقصى سيهزم هرمجدّون

                                       د.أيمن عمر

تحولّات كبيرة يعيشها العالم اليوم، تشهد منعطفات كبيرة في التاريخ السياسي حيث تُعتبر الحرب في غزّة إحدى مسارح هذه الانعطافات الكبرى. وتتداخل عوامل عدّة في الهجمة الشرسة غير المسبوقة في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي، إذ تتشابك السياسة مع الأيديولوجية والاقتصاد مع الديوغرافيا لتحدّد ملامح وأهداف الحرب القائمة.

عقيدة القتل اليهوديّة

مقالات ذات صلة

ينظر اليهود إلى باقي الأمم والأعراق نظرة دونيّة على أنهم شعب الله المختار وأن باقي الأمم هم الغوييم، والغوييم في اللغة العبرية تعني الحيوانات المتجمّعة في قطيع، أو الطيور والحشرات والهوامّ التي تتحرك في أسراب، وفي تلمودهم وصف الغوييم لباقي الأمم جميعها ويقصدون بها النجاسة والقذارة والكفر.

يعتبر اليهود أن جميع الأمم حميراً مسخرين لخدمتهم “إن الأُمَمِيين هم الحَمِير الذين خلقهم الله ليركبهم شعبُ الله المختار، فإذا نفق منهم حمار، ركبنا منهم حمارا”. وكل الغوييم هم كفار، وبقتلهم تقرّب إلى الله ‏”مَن سفك دم الكافر (كل شخص غير يهودي) ‏ فإنه يقرِّب إلى الله قربانًا‏. ومكافأة قتلهم للشعوب الخلود في الجنة:“ومَن يقتل مسيحيًّا أو أجنبيًّا أو وثنيًّا، يكافأ بالخلود في الفردوس والجلوس هناك في السراي الرابعة”. لذلك ما نشهده من قصف مَهُول لغزة والمجازر في المستشفيات والمدارس للأطفال والشيوخ والنساء في عقيدة اليهود هي عبادة يتقرّبون بها إلى ربهم وينالون بها الفردوس الأعلى: “‏أقتلْ أفضل مَن قدرت عليه من غير اليهود، أقتل الصالح من غير اليهود”. ويستحلّ اليهود دماء جميع الشعوب وأموالهم وأعراضهم: “سأل إسرائيلُ ربَّه قائلاً: لماذا خلقتَ خَلْقاً سوى شعبك المختار؟ فأجابه لتركبوا ظهورهم، وتمتصّوا دماءهم، وتحرقوا أخضرهم، وتلوّثوا طاهرهم، وتهدموا عامرهم”. من هذا المنطلق فإن ما يجري من مجازر بشعة وقصف وقتل وتدمير لم يشهد لها تاريخ البشرية جمعاء هي عقيدة دينية راسخة عند اليهود يقدّمون بها إلى الله قُربى.

هرمجدّون والسيطرة العالمية

يعتقد اليهود أن معركة دامية وفاصلة ستحصل ما بين الأخيار (اليهود) والأغيار والأشرار (غير اليهود) في سهل في شمال فلسطين يدعى مجدو، وعندما ينتصر فيها اليهود سيهبط من السماء المسيح المنتظر. فقد جاء في التلمود: «قبل أن يحكم اليهود نهائياً لا بد من قيام حرب بين الأمم يهلك خلالها ثلثا العالم. ويبقى اليهود سبع سنوات يحرقون الأسلحة الّتي اكتسبوها بعد النصر، وحينئذ تنبت أسنان أعداء بني إسرائيل بمقدار اثنين وعشرين ذراعاً خارج أفواههم». إن سيناريو هرمجدون كما يرسمه «هال ليندسي» (Holl Lindsy) في كتابه «نهاية الكرة الأرضية العظيمة» يفترض:

  1. «قيام إسرائيل.
  2. عودة اليهود من الشتات إلى أرض الميعاد.
  3. إعادة بناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى.
  4. تعرض إسرائيل إلى هجوم كبير من الكفار (المسلمين والمسيحيين غير المؤمنين بالعودة الثانية للمسيح).
  5. قيام ديكتاتور يكون اسوأ من هتلر أو ستالين أو ماوتسي تونج يتزعم القوات المهاجمة.
  6. خضوع مناطق واسعة من العالم لسيطرة هذا الديكتاتور الّذي يعادي اليهود.
  7. تحول 144 ألف يهودي إلى المسيحية الإنجيلية بحيث يصبح كل واحد منهم مثل بيلي غراهام ينتشرون في العالم لتحويل بقية الشعوب إلى الديانة الإنجيلية.
  8. وقوع معركة هرمجدّون النووية الّتي تتسبّب في كارثة بيئية ضخمة.
  9. ارتفاع المؤمنين بالولادة الثانية للمسيح وحدهم وبالجسد وبمعجزة إلهية فوق أرض المعركة، ونجاتهم من الكارثة بينما تذوب أجسام بقية البشر من الحديد المنصهر.
  10. حدوث كل ذلك في غفلة عين.
  11. نزول المسيح بعد سبعة أيام إلى الأرض وحوله جميع المؤمنين.
  12. يحكم المسيح العالم لمدة ألف عام بعدل وسلام حتّى تقوم الساعة».

وعندما شاهد «نابليون بونابرت» سهل «مجدو» خلال حملته إلى المنطقة، قال: «إن هذا المكان سيكون مسرحاً لأعظم معركة في العالم، ذلك أن الكتاب المقدس يعلمنا أن آخر أكبر حرب في التاريخ سوف تُخاض في هذا المكان من العالم: الشرق الأوسط». وكتب الرئيس السابق للقساوسة التوراتيين في أمريكا «س. س. كريب» (C. C. Crybe) في عام 1977 يقول: «في هذه المعركة النهائية فإن المسيح (المنتظر) سوف يسحق كلياً ملايين العسكريين المتألقين الّذين يقودهم الديكتاتور المعادي للمسيح».

وأما الكاتب التوراتي «جيري فولويل» فيقول نقلاً عن إصحاح زكريا وإصحاح إسحق: «إن ساحة معركة هرمجدون سوف تمتد من مجدو في الشمال إلى ليدوم في الجنوب، مسافة حوالي 200 ميل وتصل إلى البحر الأبيض المتوسط في الغرب وإلى تلال موهاب في الشرق، مسافة 100 ميل تقريباً، إن سهول جزريل والنقطة المركزية للمنطقة كلها ستكون مدينة القدس استناداً إلى زكريا». وجاء في الإصحاح (14/3): «إن الملوك في جيوشهم سيأتون من الشمال والجنوب ومن الشرق والغرب، وبشكل درامي مثير سيكون هذا الوادي وادي القرار حول مصير الإنسانية».

زر الذهاب إلى الأعلى