كتب ميشال نصر في “الديار”:
في الشكل حقق نتانياهو ما اراده من كلمته امام الكونغرس، المقاطعة والوقوف له تصفيقا، وهو غاية كل من يطمح لتكريس الدعم المعنوي الذي يحصل عليه من الولايات المتحدة الاميركية. غير ان محطة الكونغرس على اهميته “العلنية” ليست المفصلية في الزيارة، بقدر لقاء اليوم مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بعد لقاءي الرئيس بايدن ونائبته المرشحة كامالا هاريس، حيث ظهر جليا الانقسام الديموقراطي الحاد تجاه الملف “الاسرائيلي” وكيفية مقاربته.
في كل الاحوال، ووفقا لمصادر موجودة في العاصمة الاميركية، دعت الى متابعة نتائج اللقاء بين نتنياهو وترامب باهتمام وما سينتج منه من مواقف ، لانها ستقدم المؤشر على ما خلصت اليه الاجتماعات بين الطرفين وما تم الاتفاق حوله، وقد يكون جزءا اساسيا منه مرتبطا بتطورات قد تشهدها ساحة المنطقة قبل موعد تشرين الثاني، الذي سيحمل معه دعما “يهوديا” للمرشحين الجمهوريين الى الكونغرس، وهو هدف حملة ترامب.
وفيما نجح نتانياهو في الصمود والوصول الى الاول من آب، ليتحرر من الضغط السياسي الداخلي، مع العطلة الصيفية التي سيدخلها “الكنيست الاسرائيلي” في غضون ساعات، ما يجعله قادرا على الاستمرار حتى صدور نتائج الانتخابات الاميركية ايا كانت الظروف، استمر رئيس “التيار الوطني الحر” في تصعيده الكلامي، مصوبا بالواسطة على رئيس مجلس النواب في هجومه المباشر على نائب رئيس المجلس، واحد نواب التكتل المتنيين المقرب من “ابو مصطفى”، فيما كان نائب جبيل سيمون ابي رميا “يتمشى” مع النائب السابق شامل روكز في اهمج في جولة بيئية- سياحية، مشيدا ببطولاته وانجازاته.
في كل الاحوال، تشير اوساط سياسية الى ان الطبخة بين ميرنا الشالوحي وعين التينة، والتي دخل على خطها “بيك” المختارة لم “تستوي” بعد، الا انها بالتأكيد لم “تشوشط” نتيجة تمسك حزب الله ببعض الملفات الداخلية، وعدم استعداده “للتضحية” بها حالياً.
ورأت المصادر ان حارة حريك غير مستعدة للتفاوض على اوراق في الداخل، مقابل تغطية حكومة تصريف اعمال لن “تقدم او تؤخر”، حتى في حال عودة المسيحيين اليها، كما ان المطلوب مقابل تخفيض ميرنا الشالوحي لسقفها في ما خص موضوع الحرب جنوبا، اكبر بكثير، هذا دون اغفال مواقف بكركي العالية السقف والتي ستستمر، رغم جلسات التفاوض الجارية معها.
وخلصت الاوساط الى ان حوار بري- باسيل لن تبصر نتائجه النور، ما لم ينجح باسيل في اظهار نفسه سيد الساحة السياسية المسيحية، وهو امر لن يكون من السهل تحقيقه، هذا اذا اسقطنا من الحسابات مسألة ترشيح سليمان فرنجية غير القابلة للمساومة او الصرف عند البياضة، وقد تكون الاجواء التي سربت عن لقاءات السفيرة الاميركية في بيروت اخيرا، والضغوط التي تمارسها لانجاز تسوية رئاسية على قياس البعض، قد ساهمت ايضا في تعقيد المشهد.