كتب البير خوري:
في العام ١٩٧٥،غنّت فيروز سفيرة لبنان الى النحوم رائعة سعيد عقل وألحان الأخوين رحباني
“بعلبك ان شمعة على دراجك”.. ومن حينها،يغفو القمر وتحطّ النجوم في حضن الشمس بحضور ألهة الحب والجمال،ولتحضر في الأول من تموز من كل عام احتفالية مهرجانات بعلبك الدولية،ومعها كوكبة كبار في الموسيقى والمسرح وفرق استعراضية عالمية يقصدون مدينة الشمس، ،يحيون
باِبداعهم المتجدّد والكلاسيكي عيداً تحوّل عبر ثلاثة ارباع القرن الى قبلة أنظار العالم،يقصده ليغطّوا بدورهم في احضان جوبيتر وباخوس،وعيونهم شاخصة الى اعمدة واحجار عملاقة شكّلت عبر التاريخ علامات استفهام وقناعة على ان هذه القلعة الرائعة والصامدة هي ابنة الشمس وتجسيد حي للجمال بكل اشكاله الحركية والموسيقية والتمثيلية والاِيقاعية.
لم تتبدّل شمس بعلبك المبدعة هذا العام على الرغم من الظروف القاسية والقاسية التي يمر بها لبنان.ابت لجنة المهرجان ان تغيب بعلبك عن المشهد الثقافي والفني العالمي.اصرّت اللجنة ان تكتب القلعة التاريخية صفحة صمود اِبداعي وتحدّ لكل ما تواجهه البلاد من تحديات،فاستقدمت عدداً من المبدعين من لبنان وكندا واسبانيا وايطاليا ليكونوا نجوماُ واقماراُ في حضرة الألهة وأمام جمهور من كل الأعمار والجنسيات،وضع عيونه واسماعه وقلبه وأحاسيسه ملك مبدعين يكتبون للأجيال الجديدة نوتات فنون راقية ونبيلة.
أنشطة فنية منوعة وجميلة يمكن تلخيصها بعنوان
“ضوء في النفق”
يعيد امجاد التاريخ وهياكل الشمس..
وليس كلها.ذلك ان ادراج بعلبك تستمر حيّة وصامدة،كما عاشق ابدي،مستعدة لاستقبال نجوم العالم واقماره في معابد الحب والجمال والابداع.