يطغى الضجيج والفوضى العارمة على كل التسويات التي كانت ستحصل من امكانية تشكيل حكومة لملء الفراغ، والدفع باتجاه معطيات من شأنها التخاطب الاداري، اقله على مستوى الازمات التي لا بد من هيئة تنفيذية للوصول الى حلول بالحد الادنى، واقله فيما يتعلق بموضوع الكهرباء.
وبعد سقوط كل التسويات والمبادرات تتجه الانظار الى الدعوات التسووية البديلة عن الاخفاقات التي حصلت، والتي كانت قد بدأت بدعوة السفيرة السويسرية منذ فترة اليها، إلا أن المخاوف والهواجس ادت الى افشالها بعد ان تلقت الدعوة صفعة من بعض القوى التي باتت معروفة، باعتبار ان هذه الدعوة هي بمثابة نسف لاتفاق الطائف، مع العلم وحسب المعطيات والمعلومات لم تكن كذلك سوى دعوة للقاء بين الاطراف برعاية بعض الجمعيات المقربة من سويسرا وكانت الدعوة بدايتها عشاء في منزل السفيرة السويسرية في بيروت.
في المقابل، تحركت احاسيس بعض القوى المنضوية والتابعة لاصحاب الرأي والمسؤول المباشر عن الطائف والتي كانت انذاك المملكة وراء دعوة المتخاصمين الى الطائف. من هنا تحرك السفير السعودي باتجاه دعوة للاجتماع تتعلق بتثبيت كل ما انبثق عن مؤتمر الطائف واعادة احياء بعض البنود التي تكرس الوضع الطائفي السني لما له علاقة بالصلاحيات. لذلك تعتبر بعض القوى ان المس بالطائف هو مس بالطائفة السنية. وتشير بعض المصادر الى أن كل ذلك يأتي في ظل اجواء ضبابية ومشاحنات سياسية واصفاً كل ما يحصل نتيجة للانقسامات الحادة بين الاطراف والقوى السياسية كافة، مؤكداً ان دعوة الرئيس بري الى طاولة الحوار من اجل التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية لن تلقى هذه الدعوة اذاناً صاغية بسبب اختلاف في وجهات النظر بين الاطراف كافة. واضاف بأن بعض القوى ترى في دعوة الرئيس بري ما هي الا مضيعة للوقت، في وقت نحن بأمس احاجة الى تسمية رئيس توافقي غير تصادمي دون الدعوة الى جلسات شبيهة بالمسرحيات وعدم الجدوى منها.
بالرغم من كل ذلك يرى المصدر نفسه ان الوضع الاقليمي والدولي وسقوط التسويات التي كانت ستحصل ومن ثم تراجعت في الاونة الاخيرة خاصة بعد التبدل الذي حصل نتيجة الحرب الروسية الاوكرانية والتي اعادت خلط الاوراق مرة جديدة ليعود الاتفاق كل على طريقته ولمَ لكل دولة مصلحة بأن تتقارب مع الاخرى خاصة في موضوع النفط والغاز الذي بات يشكل المشكلة الاساس في المنطقة ويفرض الانقسامات الحادة بين الافرقاء المقربين من بعضهم البعض والخصوم في ان واحد.
فبعد التراجع الدولي بـأزمة كانت تشغل العالم بأسره بعد توقف الاتفاق النووي وفشل المفاوضات التي كانت تجري في فيينا، كما كانت الانظار تتجه الى تقارب سعودي – سوري في الاونة الاخيرة وفتح سفارة للمملكة في طهران، واعادة الحركة الدبلوماسية بين السعودية وطهران. فإذن كل التسويات تخضع من الان وصاعدا الى المصالح المشتركة المتبادلة بين كل القوى السياسية والتي شهدنا اخرها قضية الترسيم مع دولة فلسطين “الكيان” والتي بذلت الادارة الاميركية كل الجهود وانصبت على تعويم اتفاق الترسيم، مع العلم ان اسرائيل كانت جاهزة لهكذا خطوة وخاصة فيما خص جزر كاريش التي بدأت فعلياً باستخراج النفط منها بعدما توقفت عن ذلك بفعل التهديدات التي قامت بها قوى الامر الواقع التابعة للمقاومة والتي اجبرته على التنازل والتراجع عن بعض الحقوق العائدة للثروة المائية اللبنانية وما تحتويه من خزائن نفط وغاز.