صيغة طوباوية… لجلسة رئاسية
كتب البير خوري:
تلقى الرئيس بري رسالة البطريرك الراعي بكثير من الاهتمام والود. سارع البرلماني المحنك والخبير بدهاليز لبنان السياسية الى تعيين جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في الرابع عشر من الشهر الحالي على امل خروج الدخان الأبيض من برلمان تعطلت مشاريعه وفاعيله منذ سبعة اشهر ونيف. هو امل لبس اكثر، ذلك ان احد عشر شهرا تفصل ما بين اليوم والموعد المحدد للجلسة التاريخية قد تحمل الكثير من المفاجأت والتحولات تتبدل فيها الرهانات بين ساعة وأخرى.
ليس من شك في ان استعادة الراعي صيغة “لا غالب ولا مغلوب” تحمل في ذاتها ايمان غبطته الراسخ بوطن الميثاقية والتفاهم والتسامح بين القوى السياسية والطوائف اللبنانية، واٍن كانت تتناقض مع مبادئ الديمقراطية بين رابح يحكم وخاسر يعارض وينتقد وفق الأصول االبرلمانية العريقة.
هي صيغة”طوباوية”
انقذت لبنان، الكيان والوجود بعد ثورة ١٩٥٨ وانتهت انذاك بانتخاب قائد الجيش فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية. كان لبنان منقسما بين ناصريين وحلف بغداد، وكان يضم قادة تارخيين دافعوا عن الصيغة اللبنانية المنفردة، وحولوا البلاد من مزرعة الى وطن ومؤسسات ومشاريع انمائية في كافة المجالات والمناطق.
انتهت الشهابية بعد سنوات شهد فيها لبنان اياما ذهبية، وخصوصا الاقتصادية منها.لكن فات الرئيس شهاب والقادة المتعاقبون، أن الازهار وحده لا يصنع وطنا راسخا ولا مواطنين صالحين، تغلبت المصالح الشخصية، السياسية منها والمالية الى اهداف اولية وأساسية أدت بين ما ادت الى خصومات وصراعات مرحلية سرعان ما انفجرت حربا اهلية عام ١٩٧٥، وانتهت بسلام هش دجنه الوجوظ السوري العسكري والسياسي والأمني.. وبخروج دمشق من المستنقع اللبناني، وتسلم امراء الحرب وميليشياتهم ادارة البلاد، عادت الساحة اللبنانبة مسرحا واسعا للاقتتال ولخصومات حزبية وطوائفية وناطقية..سقطت صيغة ١٩٥٨”لا غالب ولا مغلوب”. تجسد هذا السقوط على احسن ما يكون بالمشهد اسياسي الحاربين”الاخوة الأعداء” عقب الأعلان الرسمي من باسيل وجعجع بجهاد ازعور مرشحا لتقاطع المعارضة والتيار الوطني الحر وعدد من النواب المستقلين والتغييريين ،وبين الثنائي الشيعي الذي يصر على موقفه بترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية..: اٍما فرنجية او لا أحد “بكلام واضح لعضو كتلة حزب الله النائب حسن فضل الله ادلى به مباشرة بعد لقاء موفد البطريرك المطران بولس عبد الساتر مع امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وتأكبده على ان أي”جنس من امثال جهاد ازعور مرفوض بالمطلق من قبل الثنائي الشيعي” دون ان يبقي الرئيس بري سيد البرلمان منذ ثلاثة عقود ابواب المجلس مغلقة امام استحقاق دستوري واجب ومطلوب امثر من اي وقت مضى، وبعدما صار للقوى اللبنانية المتصارعة مرشحين جديين
.الرئيس بري خير من يدرك واجباته الوطنبة، وخصوصا في الظروف الحرجة ليؤكد ان ابواب المجاس مفتوحة لعقد جلسة رئاسية شرط الا تتحول كسابقاتها الى عرض فولكلوري.. ولذا يدرس خطواته بدقة متناهبة فلا يخطو”فشخة” غير مضمونة لصالح الثنائي الشيعي طالما ان ما يجمع الأثنين زواج ماروني مشروط بالحقوق والواجبات.
الى ذلك يدرك الرئيس بري جيدا وهن خبرة طويلة بمزاج وتحولات البرلمانيين اللبنانيين” من..الى”بين لحظة واخرى، فالتصويت خارج المجلس غيره في داخله..ما يعني ان الترشيح الرئاسي امام احتمالات عدة:جلسة مكتملة النصاب بلا فوز لأي من فرنجية او زعرور،وجاية بلا نصاب ولا انتخاب،وجلية مؤجلة لمزيد من المشاورات قد يطول توقيتها،ما يضع اابلاد امام المزيد من التأزم والفراغ، وهذا اسوأ الاحتمالات واوفرها حظا بالنجاح.
اليس في هذا الواقع المنقسم افقيا وعاموديا ما يؤكد ان صيغة”لا غالب ولا مغلوب” سقطت من مفردات القاموس اللبناني سياسيا ووطنيا؟
الم يكن اولى بسيد بكركي ان يخدد بالاسم قراره واختياره فيكون بذلك سيد بكركي وبطريرك الموارنة بلا منازع؟!