الاخبار الرئيسيةمقالات

شبكات المياه مهترئة… وبيروت محرومة ….

في زمن الانتداب الفرنسي انشئت شبكات المياه في لبنان، للاستفادة من ثروته في الموارد الطبيعية حيث يتجاوز عدد الانهار فيه ال 13 نهرا. وبعد اكثر من مئة عام يعاني سكان العاصمة بيروت من شح كبير في المياه، والتي تكون غالبا مخزنة في القمم الثلجية للجبال او تتسرب إلى جوف الارض لتغذي بالمياه الاف الابار التي تمد بيروت والمناطق المحيطة بها، اما ما تبقى من مياه يصب في البحر بدلا من تخزينها واعادة جرها للمناطق السكنية ضمن خطة موحدة، ناهيك عن اهتراء الشبكات التي توصل المياه الى المواطنين والتي تسبب هدرًا على الطرقات، الى ذلك تأتي أزمة الكهرباء لتزيد الطين بلة بعدم تمكن شركات المياه من ضخها.

لكل مواطن بيروتي طريقته الخاصة للحصول على المياه، إذ إن القسم الأكبر من السكان يلجأ إلى شراء قوارير مياه الشرب البلاستيكية المكلفة، أو إلى شراء المياه من الصهاريج الخاصة التي تجول في العاصمة والتي باتت من المشاهد المألوفة في شوارع بيروت. هذه التكلفة الباهظة للحصول على المياه تؤثر بشكل كبير على الفقراء من دخلها الشهري للحصول على مياه نظيفة، علماً ان المياه في العاصمة توزع بمعدل ساعة كل عشرة أيام او خمسة عشرة يوماً او كل عشرين يوماً، ناهيك عن ان هناك مصادر مياه ملوثة يستخدمها المواطنون في ظل الانهيار الاقتصادي وانهيار قيمة العملة الوطنية مقابل الدولار.

مع بداية الصيف كانت قد اعلنت مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان ان “الشح الحاصل في مادة المازوت، والغلاء المتزايد في الاسعار والانقطاع المتمادي للتيار الكهربائي، عوامل اساسية تحد من قدرة محطات الضخ على تأمين التغذية بالمياه”. دفعت تلك التحديات المؤسسة إلى اعتماد برنامج تقنين قاس ارهق كاهل المواطن يضاف إلى المشاكل والازمات التي تلاحقه منذ سنوات وضاعفتها الفترة الاخيرة الممتدة من عام 2019 إلى اليوم. والان مع اقتراب فصل الشتاء مع ما يحمله من رواسب اوبئة وامراض وقلة نظافة اخرها الكوليرا فيبدو ان ما ينتظر المواطن اللبناني عامة لا يبشره خيرًا خاصة في ظل الارتفاع الجنوني لاسعار المحروقات سيما مادة المازوت الاساسية في عملية التدفئة خاصة في المناطق الجبلية والباردة.

لاستدراك ازمة المياه واستثمار موسم الامطار، يجب على الدولة القيام بإصلاح شبكات المياه المهترئة، ويجب إقامة السدود على ضفاف الأنهر لحفظ المياه داخلها، واستغلال المياه الجوفية ضمن خطة مدروسة لا تضر بالبيئة، بالاضافة الى تركيب العدادات والتي بدورها تعطي كل ذي حق حقه وتمنع الهدر القائم، والمطلوب ايضاً الجباية من المواطنين مما له دور على تأمين الاموال اللازمة، وبالتالي تحسين الخدمات، وتأمين شبكة كهرباء مستقلة في ظل ازمة الكهرباء المستفحلة لسحب المياه لتزويد المنازل بساعات اكثر للاستفادة، والتوعية بثقافة ترشيد استهلاك المياه التي أصبحت ضرورة ملحة.

زر الذهاب إلى الأعلى