كتبت جريدة “الأخبار”:
هكذا هو سليم الحص. عاقل وراغب بالأفضل. رأى في لبنان كياناً قابلاً للحياة، إن أحسن أهله التوافق على حكم عادل. لم تغشّه كثرة الكلام، بل كان يرى الكثير من الحرية، ونقصاً في الديموقراطية التي تفرض المحاسبة.
الرجل الآدمي، الذي خاف منه السماسرة حيثما حلّ، كان عارفاً بالأمور، ويصعب على الآخرين الكذب عليه. لم يركن يوماً إلى عسس يأتونه بالأخبار. لم تصدمه خيانة هذا أو ضعف ذاك، وهو الذي رفض أن يطلب لنفسه شيئاً حتى لا يكون أسير صاحب قرار.
رحل سليم الحص، ومعه أسراره الخاصة بوعيه الخاص بالصراع مع إسرائيل. لم تكن عدوّاً على شكل عبارة في خطاب. وإلى اليوم الذي فقد فيه قدرته على التفاعل، بقي سليم الحص على علاقة خاصة جداً مع المقاومة وقائدها: ناضجاً وناصحاً ومنبّهاً ومقترحاً، وها هو يرحل وقد غمرها بكل الحب لما تقوم به من أجل فلسطين.