“سلطة التطبيع”.. في زمن المقاومة!
كتبت رندلى جبور في موقع “الجريدة”:
بكل وقاحة، خرجت سلطة التطبيع الفلسطينية لتحمّل حركة “حماس” مسؤولية في الجرائم التي يرتكبها الاحتلال، وفي تقديم الذرائع المجانية لكيان الاحتلال الإسرائيلي!
أولاً ـ في الشكل:
إن آخر من يحقّ له توجيه السّهام إلى المقاومة، هو السلطة التي سمحت للاحتلال بالتمادي باحتلاله، وممارساته الإجرامية، وإذلاله للفلسطينيين، واغتصاب أرضهم وحقوقهم وحرياتهم.
فهذه السلطة تقتات من فتات ضرائب “الإسرائيليين”، وتتفرّج على اعتقال أبنائها غير مبالية، وهي ألقت سلاحها منذ زمن بعيد، مسلّمة ومستسلمة لأمر واقع ما كان ليكون لولا تخاذل السلطة ورفاقها من بعض حكام الدول الجارة.
ثانياً ـ في المضمون:
كيف يمكن مساواة الضحية من أبناء الوطن، بالجلاد الذي أكل هذا الوطن على مدى عقود؟ وماذا فعلت السلطة لاستعادة أرضها وحماية شعبها ومنع الجرائم عنهم؟
وأي ذرائع احتاجتها “إسرائيل” سابقاً لتفعل كل ما فعلته منذ العام 48 ثم 67 وما بعدهما؟
وأي مسؤولية قانونية وأخلاقية وسياسية، وحتى عسكرية، حملتها “سلطة أوسلو” لإنقاذ الارض المقدسة، أو على الاقل ما تبقى منها؟
خائن هو كل من يطعن المقاومة ولو بكلمة.
ومجرم هو كل من يضع “إسرائيل” والمقاومة في سلّة واحدة.
ومتخاذل هو كل من يحمّل المقاومة مسؤوليات، وهو لم يحمل مسؤوليته يوماً.
وجبان هو كل من يهدي الاحتلال موقفاً داعماً له، ولو بشكل غير المباشر، فيما لا يتبرّع بموقف صلب وثابت إلى جانب مقاومته.
وشريك في الجريمة هو كل من لا يحمل سلاحه من أي نوع، ولو كان قنبلة صوتية، تمدّ المقاومة بمزيد من القوة والدعم.
ومتواطئ هو كل من كان بإمكانه تقديم أي مساعدة إنسانية للغزاويين وعسكرية لفصائل المقاومة، ولم يفعل.
فليصمت كل من لم يكن ذرّة ماء في طوفان، وقد قال نيتشه “إن قوة العقل تقاس بمدى قدرته على تحمّل الحقيقة التي لا تناسب قناعاته”، والحقيقة اليوم هي أن المقاومة تواجه حرباً من محتل لا يحتاج إلى ذرائع ليعتدي، ولا إلى قرارات دولية ليرتدع، ومن لا يتحمّل هذه الحقيقة فهو مختلّ عقلياً.
ووحدها الوحدة، إلى جانب السلاح، هي التي تقوّي فلسطين، وتُضعِف العدو، يا كَتَبَة بيانات السلطة، وحريّ بكم أن تستثمروا في المقاومة إذا كنتم عاجزين عن استرداد فلسطين، وتقفوا إلى جانبها، لتكونوا شركاء في انتصار مشرّف سيأتي!