كتب شارل ايوب في “الديار”:
ان استشهاد سماحة السيد حسن نصرلله امين عام حزب الله وهو صاحب القيادة الجهادية بكل معناها من صراع وقيادة رمزية بكل مضامينها وقيادة روحية بكل تجلياتها هو امر سيشد من عزيمة المقاومة في صراعها ضد الصهيونية ومخططاتها الخبيثة ضد شعوب المنطقة اضافة الى مخططها باحتلال كامل فلسطين وطرد شعبها المنكوب من عام 1948 والمقاومة ستزداد وهجا وقوة من خلال الشهادة التي قدمها سماحة السيد حسن نصرالله بالغارة الجوية الهمجية على القيادة المركزية لحزب الله.
ان الشراكة الاميركية الاسرائيلية ليست بعيدة عن الحرب التي تشنها اسرائيل على لبنان فالطائرات الحديثة جدا هي من الولايات المتحدة وقد تسلمتها اسرائيل اضافة الى الجسر الجوي من الاسلحة التي ترسلها الولايات المتحدة للكيان الصهيوني واليوم قام رئيس مجلس النواب الاميركي ورئيس كتلة النواب الجمهوريين في الكونغرس الاميركي بالتهنئة باغتيال سماحة السيد حسن نصرالله الذي لن ينسى احد ذكره ونتمنى ان تكون روحه مرتاحة عند رب العالمين وهي كذلك.
ان العدو الصهيوني واهم جدا اذا كان يعتقد انه باستشهاد السيد حسن نصرالله قد يؤدي الى نسياننا لكل ما زودنا به السيد من كنز جهادي روحاني وفكري. ان حكومة نتنياهو مع المتطرفين فيها والدعم الاميركي من دول في الحلف الاطلسي واهمون لان كلمات سماحة السيد حسن نصرالله ستبقى في اذاننا وخطاباته ستبقى امام اعيننا وصورته كقائد تاريخي لا يمكن ان ننساها.
ان المعركة جولات، وان الحرب ستستمر ضد الصهيونية وشعبنا له حضارة عريقة في التاريخ ويتمتع بثقافة مكتوبة في التاريخ القديم والحاضر وسيكون مكتوبا في المستقبل ولن ننسى فلسطين ولن ننسى القدس ولن ننسى دماء الشهداء اللبنانيين الذين استشهدوا في هذه الحرب الجوية علينا وليس كما يصفونها بغارات على لبنان بل هي حرب جوية مدمرة تحاول قتل معنويات الشعب اللبناني وهذه المعنويات عالية وقد مر على الشعب اللبناني ازمات كبرى ومنها حروب وجودية انتصر فيه الشعب اللبناني وسينتصر هذه المرة على كل مخططات نتنياهو والاحزاب الدينية في هذه الحكومة وبالنتيجة لن يكون النصر الا لشعبنا اللبناني.
ستبقى اسرائيل جسما غريبا في المنطقة غير قابل للاندماج والانسجام مع شعوب المنطقة رغم معاهدات السلام التي وقعتها بعض الدول العربية لان العربي واللبناني لا يقبلان هذه العقيدة الصهيونية غير المنفتحة على بقية المجتمعات والتي امتصت وتمتص دماء الشعوب التي تعيش فيها سواء الولايات المتحدة او اوروبا وكل دول العالم وهي عقيدة صهيونية منغلقة على نفسها ونحن في عالم منفتح على بعضه البعض، واذا كانت اسرائيل تستعمل التقدم التكنولوجي والالكتروني الذي صنعته الدول المتقدمة في العالم وتقوم اسرائيل باستغلاله للقتل والاغتيال كما فعلت في الاجهزة الالكترونية التي هي وسيلة اتصال بين العاملين في القطاعات الهامة مثل «البيجر» او اجهزة «التوكي وكي» وهي اعتبرت انها دمرت سلاح الاشارة في حزب الله بينما هذا العمل هو عمل اجرامي حيث تقوم اسرائيل باستغلال هذا التقدم لقتل واغتيال المدنيين والجهاز اللوجستي في حزب الله وقد قامت بهذا العمل ليس على الجبهات بل فجرت هذه الاجهزة في البيوت والمحلات التجارية والشوارع العامة وادى الى استشهاد وجرح الالاف من الشبان وقتل عائلات في منازلها ومدنيين داخل محلات تجارية.
ان الصهيونية تسير في طريق مسدود واذا كانت الولايات المتحدة ترعى هذا الكيان الصهيوني منذ الستينات بشكل مباشر وبدعم كبير بعدما كان الانتداب البريطاني هو الذي يرعاها فان الكيان الصهيوني غير قابل للحياة مهما قام بجرائم ومهما استعمل الاسلحة الحديثة للاغتيال وهو حصل على كل الدعم الاميركي ومن دول في الحلف الاطلسي فانه على المدى البعيد لن يستطيع الانتصار بل سيتحقق الانتصار على يد شعبنا المؤمن بالله وبان الانسان خلقه الله على صورته سواء بالرسالة المسيحية او الاسلامية الا ان اصحاب العقيدة الجامدة الصهيونية لا يمكن ان ينتصروا لا بل على العكس سيكون احتلالهم لفلسطين زوالا لهم على المدى البعيد.