اشارت صحيفة “فاينانشال تايمز” في تقرير لها، الى إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يواجه سيلا من الانتقادات من جانب جنود وأعضاء في البرلمان ومحللين عسكريين بسبب التقدم السريع للقوات الروسية في شرق أوكرانيا بعد توغّل القوات الأوكرانية في إقليم كورسك الروسي.
واحتفل كثير من الأوكرانيين بغزو قواتهم إقليم كورسك الروسي في الثامن من آب الجاري، أملًا في أن “هذه المقامرة سوف تجبر روسيا على نقل قواتها إلى الجبهة الجديدة”؛ مما قد يؤدي إلى تغيير مسار الحرب لصالح أوكرانيا، كما قالت الصحيفة. غير أن اختراق الخطوط الأمامية للقتال في إقليم دونتسك بشرق أوكرانيا، في نقاط ذات أهمية استراتيجية بالغة، أشعل انتقادات حادة للقيادة في كييف، إذ يرى منتقدوها أن إعادة نشر الآلاف من أفضل قوات أوكرانيا في إقليم كورسك الروسي أدى إلى إضعاف جبهة دونتسك.
وتقترب القوت الروسية من مدينة بوكروفسك، ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة في إقليم دونتسك، وقد سيطرت على مجموعة من المدن المحيطة بها هذا الأسبوع، وذلك بعد أن اضطرت الوحدات الأوكرانية التي تعاني من نقص في أعداد المقاتلين، إلى التراجع من مواقعها الدفاعية. ومدينة بوكروفسك هي إحدى مدينتين في إقليم دونتسك تسيطران على طرق رئيسية وخطوط السكك الحديدية، وتهدد خسارتها عمليات نقل الأسلحة والذخيرة إلى الجيش الأوكراني في الإقليم كله.
وتظهر الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية أن القوات الروسية أصبحت على بعد 8 كيلومترات فقط من مدينة بوكروفسك؛ مما دعا سلطات المدينة إلى إخلائها من السكان.
ووصف أولسكندر كوفالينكو، المحلل العسكري بمركز أبحاث في كييف، الوضع شرق مدينة بوكروفسك بأنه “فشل دفاعي كامل”، مشيرا إلى أن ما حدث ليس خطأ الجنود العاديين في مواقعهم على خطوط القتال.
وأوضح كوفالينكو، وفقا للصحيفة، أن “الخطأ من جانب من يتخذون القرارات لهؤلاء الجنود”، مشيرا إلى الرئيس الأوكراني، إذ عبر كثير من الجنود الأوكرانيين عن مخاوفهم بشأن الخطوط الدفاعية حول مدينة بوكروفسك.
واعترف زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء في كييف بأن الموقف على خطوط القتال في مدينة بوكروفسك “شديد الصعوبة”، لكنه ادعى إبطاء التقدم الروسي في المنطقة نتيجة الهجوم الأوكراني على إقليم كورسك الروسي.
غير أن الواقع، كما ذكرت الصحيفة، أن القوات الروسية تقدمت بسرعة أكبر منذ هجوم أوكرانيا على كورسك، وفق الكثير من المحللين، ومنهم محللون أوكرانيون يعملون مع فريق بحثي باسم “ديب ستيت” على صلة وثيقة بالجيش الأوكراني.
وذكرت الصحيفة أن وحدات احتياطية نُقلت إلى خطوط القتال حول مدينة بوكروفسك، وذلك بهدف نقل القوات الأفضل خبرة وتدريبا للمشاركة في الهجوم على كورسك.
ونقلت الصحيفة عن أحد قادة المدفعية الأوكرانية في مدينة بوكروفسك أن قواته تعاني من نقص شديد في قذائف المدفعية، بعد نقل الكثير منها إلى الجبهة الروسية.
ووصف القائد العسكري الأوكراني الوضع بقوله “لدينا قذيفة واحدة مقابل كل ست إلى ثماني قذائف يطلقها الروس”.