كتب محمد علوش في “الديار”:
بعد وصول حاملات الطائرات الأميركية الى المنطقة، وأبرزها “يو إس إس أبراهام لينكولن” والمدمرات المرافقة لها في 22 آب الماضي، كشفت الإذاعة “الإسرائيلية” الرسمية، أنّ “حاملتَي طائرات أميركية في الشرق الأوسط تلقتا أمرا بالخروج من المنطقة”. وبحسب “واشنطن بوست” فقد غادرت حاملة الطائرات “روزفلت” الشرق الأوسط مع سفن حربية أخرى. مع العلم أن حضور الحاملات لم يكن بهدف الحرب، بل بحسب التصريحات الأميركية منع الحرب، تحديداً مع إيران لا حزب الله، والخروج بحال حصل لن يعني انتهاء الحرب انما انخفاض حدة التصعيد مع ايران، فحتى اللحظة لا يبدو أن نتانياهو بصدد التخلي عن فكرة استمرار حربه، وربما توسيعها باتجاه لبنان.
كان لافتاً اجتماع وفد حركة حماس التفاوضي مع الوسطاء في الدوحة، فهو أكد على “مرونة الحركة واستعدادها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”، ولكن بنفس الشروط التي كانت قائمة سابقاً، وهي ضرورة “انسحاب جيش الاحتلال من كامل أراضي قطاع غزة، بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني ويفسح في المجال لإبرام صفقة تبادل أسرى، وإغاثة السكان النازحين، وإعادة الإعمار”، فهل من جديد في ملف التفاوض حول صفقة؟
تكشف مصادر مواكبة أن المفاوضات شبه متوقفة، ولكن لن يُعلن عن موتها ولن يتم اعلان وقفها، لأن لا بديل عنها في الوقت الراهن، ولو أن المفاوضين باتوا متيقين من صعوبة التوصل الى وقف للحرب في الوقت القريب، ما لم تحصل مفاجأة مدوية لا علاقة لها بغزة، غامزة من باب السباق الانتخابي الرئاسي الاميركي، خصوصاً أن رهانات نتانياهو لم تعد متعلقة بالحرب، كونه استنفد كل طرقها في غزة، وبات يراهن على ما هو أبعد ويتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية.
وتشير المصادر الى أن السعي الأميركي لم يعد موجهاً باتّجاه عقد صفقة تبادل تُنهي الحرب، فقد اقتنعت الإدارة الأميركية الحالية صعوبة تحقيق هذه المسألة، وهي بدأت تلمّح الى صعوبة الوصول الى حل، محمّلة المسؤولية الى حركة حماس حيث تُروج في الاعلام كذبة، مفادها أن حماس عرقلت الاتفاق بعد أن أضافت مطالب جديدة، دون أن تقول ما هي هذه المطالب، علماً أن مسؤولية كشف زيف هذه الادعاءات الأميركية تقع على عاتق الوسطاء بشكل أساسي.
بالمقابل، ما يعني الإدارة الأميركية اليوم هو منع اندلاع الحرب بشكل أوسع في المنطقة، لذلك لا تتوقف الزيارات الأميركية الى كيان العدو، من أجل حثهم على عدم فتح مواجهة واسعة مع حزب الله. ويبدو بحسب الإعلام “الإسرائيلي” أنه سيكون هناك زيارة جديدة للمبعوث الأميركي الى المنطقة آموس هوكشتاين، وسيكون حاملاً رسالة أميركية تقول للمسؤولين “الإسرائيليين” بحسب الاعلام “الاسرائيلي”: “لا تذهبوا إلى مغامرة في الشمال لأن ثمنها سيكون باهظاً جداً”.
بالنسبة إلى المصادر فإن زيارة هوكشتاين الى المنطقة في كل المرات السابقة كانت مرتبطة ببوادر تصعيد أو نيات تصعيدية، وبالتالي لم تعد مطمئنة زياراته، فهو يأتي لمنع تصعيد ما، وهو ما يؤكد وجود نيات “اسرائيلية” بتصعيد وتيرة الصراع مع لبنان، على وقع التهديدات اليومية التي تُطلق من “تل أبيب”، وتترافق مؤخراً مع عمليات عسكرية في لبنان وسوريا، توحي وكأن الجيش “الإسرائيلي” بات يعمل وفق خطة معدة، سيكون بنهايتها عمل عسكري ما في لبنان، ويؤكد أيضاً أن الأميركيين الذين فشلوا في التوصل الى صفقة تُنهي الحرب في غزة وتُعيد الأسرى ضمن صفقة تبادل، يشعرون بقلق من احتمال فشلهم في ضبط رئيس حكومة العدو عن القيام بتصعيد عسكري ما ضد حزب الله.