زيارة سرية ل هوكشتاين الى اسرائيل من أجل المفاوضات بين لبنان والعدو … لعدم توفر الحلول …

كتبت فاطمة شكر
مركز بيروت للأخبار هذا اليوم

تأهبت إسرائيل بعد الحرب الإعلامية التي وجهها حزب الله لها ، فقد جاءت زيارة الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين إلى بيروت لتحريك المياه الراكدة في ملف ترسيم الحدود مع العدو في الجنوب اللبناني في ظل إصرار الرؤساء الثلاثة بالتمسك بعدم تعديل المرسوم 6433 لإبقاء باب المفاوضات مفتوحة.

زيارة المفاوض الأمريكي هوكشتاين إلى بيروت جاءت عقب اطلاق المقاومة مسيرتها تجاه المنصة وتم استهدافها من قبل العدو مما أثار جوًا من البلبلة والتوتر في الجانب الإسرائيلي ، وانعكس انخفاضًا بأسهم شركة المشغلة لسفينة الاستخراج “إينرجين باور”، بالتزامن مع إطلاق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تهديداته بالحرب وقلب منطقة الشرق المتوسط، مما دفعَ برئيس وزراء العدو يائير لابيد بالذهاب إلى فرنسا للتوسط وإرسال رسائل للتفاوض ، ومن ثم دعوة الوسيط الأمريكي للعودة سريعا الى المنطقة لإجراء المفاوضات .
وقد سبق وصول هوكشتاين إلى بيروت، فيديو للإعلام الحربي لحزب الله يظهر مدى قوة وجهوزية المقاومة وهذا ما يحسن موقف لبنان التفاوضي مع العدو الذي لا يفهم سوى منطق القوة.

وكان اللقاء الذي عقد في قصر بعبدا بين الرؤساء الثلاثة واللواء عباس ابراهيم مع الوسيط الامريكي هوكشتاين والسفيرة الأمريكية دوروثي شيا غير مجدي لعدة أسباب أهمها :

أن الطرح الذي جاء به هوكشتاين من دولة الكيان هو نفسه الرفض اللبناني حول النزاع على نقاط الترسيم ، لذلك تعتبر بعض المصادر أن مراوغةً جرت يستفيد منها المبعوث الامريكي لصالح تمرير الوقت من أجل الاستفادة من معرفة ردة الفعل التي يمتلكها الوفد الرئاسي الثلاثي ومدى الدعم و المعطيات التي كرستها مواقف حزب الله القوية الرادعة ، ويكون بذلك نقطة استشعار ومماطلة يعمل عليها ليس إلا …

من هنا ترى الأوساط أن كل ذلك لن يجدي نفعاً حتى لو كانت الاجواء الكلامية للرؤساء الثلاث ايجابية ولكن ما عبر عنه الرئيس نبيه بري في جلسات خاصة معاكس لكل ذلك . كما أن الخط المتعرج لكاريش يؤكد ذلك ويمنح المساحة الزائدة للجانب الاسرائيلي ، ومن هنا قد تتآكل المساحة من 140 كلم إلى 30 كلم.

فيما أكدت مصادر إحدى الدول الخليجية أن هوكشتاين سوف يعود الى المفاوضات بنفس الشروط الاسرائيلية التي حملته حكومة العدو اياها ، وهي بالتالي تقوم على زيادة المساحة التي ينوي العدو الإسرائيلي التنقيب فيها .

على خطٍ موازٍ ذكرت وسائل اعلامٍ عبرية أن الوسيط الأمريكي قام بزيارة سرية الى اسرائيل ليلة الإثنين سراً ، وغادر بعد محادثات أجراها مع كبار المسؤولين اللبنانيين في بيروت، والتقى برئيس حكومة الاحتلال يائير لابيد وبمسؤولين إسرائيليين كبار ، بالإضافة لفريق المفاوضات الاسرائيلي في محاولة لسد الفجوات قبل التوصل إلى اتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان ، وهذا نتيجة عدم التجاوب وعدم وجود أي شيء جديد من الجانب اللبناني فيما يتعلق بموضوع الترسيم .

ومع الموقف اللبناني الموحد الذي أصر على الحصول على كامل الحقوق النفطية المتعلقة بالخط 23، والذي قد يمتد إلى شمال الخط 23 الذي يحاول هوكشتاين تكريسه للعدو، مقابل حقل قانا، الذي قد لا يحتوي على أي غاز، نظرًا لعدم إجراء أي عمليات تنقيب او تحديد حجمه.

اوساط سياسية مطلعة على ما جرى في إجتماع قصر بعبدا وصفت اللقاء بأنه غير مجدي، ولا يخرج عن إطار الأكاذيب التي تصب في مصلحة العدو الاسرائيلي .
وفي هذا الإطار، دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى ان يكون اللقاء المقبل في الناقورة لضم الوفد التقني اللبناني الى جانب الوفد الأمريكي، وذلك بهدف البت بكل التفاصيل، والوصول الى نسخة شبه نهائية من الاتفاق، لتكون جاهزة خلال أيام وليس أسابيع.

ومع التطمينات التي أطلقها كل من الرؤساء الثلاثة واللواء عباس ابراهيم عقب الاجتماع الموسع مع الوفد الأمريكي يبدو أن الأمور متجهة الى مزيد من المماطلة خاصة مع تصريح هوكشتاين أنه سيعود بالأسابيع المقبلة، أي أن الأمور قد تتجه الى التصعيد، مع وعود السيد حسن نصر الله بقلب الطاولة في أيلول اذا لم تحسم ملفات الترسيم والتنقيب والاستخراج.

كل هذا في ظل استمرار العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا ، مما يعني مزيدًا من الضغط على أسواق الغاز، الذي بات بأمس الحاجة إلى مصادر جديدة ان كان من لبنان أو العدو خاصة مع اقتراب الشتاء من القارة العجوز، مع عدم فعالية العقوبات بكبح جماح الروس عن الإنتهاء من حملتهم العسكرية في أوكرانيا.

Exit mobile version