زعيتر وحجازي دعوا في احتفال “البعث” إلى التواصل مع سوريا لحل ملف النزوح
أحيا “حزب البعث العربي الإشتراكي” أربعين أحد قادته علي حسن ناصيف المقداد، في احتفال تأبيني أقامه في حسينية بلدة مقنة بحضور النائبين غازي زعيتر وعلي المقداد، الوزير السابق فايز شكر، النائب السابق كامل الرفاعي، أمينه العام في لبنان علي يوسف حجازي، وحشد من الفاعليات السياسية والعسكرية والأمنية والبلدية والإختيارية والإجتماعية.
واعتبر زعيتر أن “من رفعوا مدماكا في بنيان مجتمعهم يرفعهم مجتمعهم إلى أسمى المعاني وأكثر تجليات الحضور العصي على النسيان. إننا نلتقي اليوم في اربعينية أخ وصديق وعلم من أعلام النضال، الذي كان عنوانا للإلتزام، وواحدا من جيل المتمردين على واقعي الحرمان والإقطاع، ابن الدوحة العريقة والعائلة التي أعطت البقاع ولبنان الأسماء اللامعة في عوالم الدين والعلم والمقاومة والخدمة العامة والوظيفة بكل أسلاكها”.
وقال: “آمن الراحل الكبير بان مصير العرب انما يتحدد على ارض فلسطين وان تحريرها وعوده شعبها الى ارضه ودياره ودحر المشروع الصهيوني هو شرط قيامه العرب فيمم وجهه شطر الحزب الذي شاد بنيانه الرئيس الراحل حافظ الأسد ردا على واقع التجزئة والإقليمية الضيقة، وعلى واقع التخلف الذي يحيط بالأمة”.
ورأى أن “لبنان اليوم يعبر مرة أخرى عن الإلتزام بموجبات معركة المصير القومي، فيقف مقاومون على خط المواجهة مع هذا العدو الشرس الذي أوصانا الإمام القائد السيد موسى الصدر بضرورة محاربته بسلاحنا مهما كان وضيعا، وهو الذي اكتشف باكرا مخاطر مشاريع التطبيع والقبول بهذا العدو باعتباره عنصرا عاديا ومكونا طبيعيا من مكونات المنطقة، فقال: “إسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام”. وها هم مقاومو حركة أمل وحزب الله، بجانب اشقائهم الفلسطينيين ورفاقهم من أبناء غزة الأبية، ومعهم الأحرار في هذه الأمة، يقدمون الغالي من الدماء لكسر المشروع الصهيوني الهادف الى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم في الحرب الإجرامية التي يخوضها العدو الإسرائيلي ضد الأبرياء والعزل من ابناء غزة والضفة. ورغم هذا الواقع المؤلم فإن الحق لن يموت، والشعوب ستعي مسؤولياتها ومصالحها”.
وأردف: “في أيار نستحضر واحدا من مفاعيل الاجتياح بل الاحتلال الصهيوني للبنان في العام 1982، أعني اتفاق الذل الذي حاولت إسرائيل فرضه على لبنان، فاسقطناه بإرادة شعبنا ومقاومته. فلنستخلص العبر بأن العدو بحال مواجهته لن يستطيع أن يحقق بالنار أياً من مشاريعه وأهدافه، فالمقاومة والاستعداد للبذل والجود بالدماء هو الكفيل بدحر الهجمة الصهيونية، وإفشال مشاريع إسرائيل ومن هم خلف إسرائيل. من هنا موقفنا الوطني الذي يعبر عنه دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري في الرد على كل محاولات الضغط الدولي والمبادرات الدولية الآتية من خلف البحار، وعلى الاوراق المطروحة للحل جنوبا، وهو أن لبنان يتمسك بالشرعية الدولية وقراراتها، بينما العدو هو من يخرق ويتجاوز القرارات الدولية، فقد خرق العدو القرار 1701 أكثر من 13500 مرة، وهو ما زال يحتل أراض لبنانية ومنها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم اللبناني من بلدة الغجر، كما أنه يتمنع عن تسليم خرائط الألغام”.
وشدد على أن”اللبنانيين مرة أخرى يستطيعون أن ينجزوا في السياسة الداخلية كما ينجزون في ميدان المعركة، فالتحديات الوطنية وأولها رئاسة الجمهورية سهل إنجازها في حال التقينا وتشاورنا وتوافقنا على التحديات التي تواجه لبنان. أما عن البدع الدستورية حول نصاب انتخاب رئيس الجمهورية، فعليهم ان يطمروها كما حاول البعض طمر نفايات مشعة في جرود نحلة”.
وفي ملف النزوح السوري ختم: “بعيدا عن أي نزوع عنصري أو تحريض طائفي، نقول أنه بعد جلسة مجلس النواب على الدولة اللبنانية أن تبادر إلى التواصل المباشر مع الدولة في الجمهورية العربية السورية الشقيقة دون خجل ودون انتظار لاي متغيرات لم ولن تاتي. وها هي الدول العربية والخليجية تحديدا تفتح سفاراتها في سوريا وهي حاضرة في القمم العربية، ولو تجاوزنا ذلك فملف العلاقات اللبنانية السورية يحتم الإلتزام بالمعاهدات والاتفاقيات بين البلدين الشقيقين، وعليه نطالب بتطبيق بنود معاهدة الأخوة والتعاون، والشروع بمعالجة ملف النزوح حسب الآليات التي تنطلق من مصلحة البلدين”.
المقداد
بدوره قال المقداد: “بلدة مقنة هي بلده الشهداء التي انجبت رفيقا عزيزا كريما طيبا، وأبا حنونا مجاهدا في سبيل القضيه العربية فلسطين وقضايا لبنان الوطنية. لقد عرفته عن كثب، إضافة إلى أنه المناضل والمقاوم، فقد كان قبل كل شيء الإنسان الحنون والمحب لعائلته الصغيرة والكبيرة، والصادق في خياراته”.
أضاف: “نحن اليوم في شهر أيار الذي أرادوا أن يوسموه بالذل والهوان، فأعلنوا في 15 منه عام 1948 إحتلال أرض فلسطين وولادة الكيان الإسرائيلي الغاصب، وحاولوا في 17 أيار عام 1983 أن يكون يوم الذل للبنان، ولكن رجال المقاومة أسقطوا ذلك الإتفاق المشؤوم، وتوجوا لبنان في 25 أيار عام 2000 بالنصر ودحر الإحتلال، وبدأ التأسيس لنهاية الكيان الصهيوني ودحره عن أرض فلسطين. وها هم شهداء لبنان وفلسطين وغزة والضفة يذيقون هذا العدو المهانة والهوان والذل والهزيمة، وأفقدته المقاومة ميزة الردع، فأصبح مردوعا ومأزوما”.
ورأى أن “سبب ما يعانيه العدو الصهيوني اليوم من أزمات وتفكك سياسي وأمني واقتصادي، أن هناك رجالا كتبوا على جبينهم بأنهم لن يركعوا إلا لله، ولن يخضعوا ليهودي أو لأميركي أو لأي مستعمر أو مستكبر في العالم”.
وتابع: “يسطر اليوم أبطال المقاومة أول هجوم على الكيان الصهيوني بالطيران والصواريخ، ويصيبون الهدف على بعد 50 كيلومترا من الحدود اللبنانية، ويجبرون العدو على إخلاء مستوطناته والابتعاد أكثر من 10 كيلومترات عن الحدود، هذا فخر لنا بأن نتمكن من ردع الذين كانوا يدعون أنهم يمتلكون أقوى جيوش العالم. مهما علت الأصوات والتهديدات، ومهما تكالبت قوى الشر وأرسلت من أساطيل وبوارج وأسلحة وذخائر وأجهزة مراقبة وتجسس، فإن محور المقاومة مستمر في إسناد مقاومة وشعب غزة وفلسطين، إلى أن يتوقف العدوان على غزة، وهذا قرار لا يمكن لأي قوة في العالم أن تكسره. ومنذ 7 تشرين الأول حسمت المعركة بهزيمة العدو وانتصار المقاومة”.
وشدد على أن “العدو الصهيوني لطالما شكل خطرا على لبنان، والذي يقول لا دخل لنا بما يجري في غزة هو فاقد لإنسانيته من جهة، وفاقد لبصيرته وكرامته وولائه لوطنه من جهة ثانية، لأنه يريد منا أن نتوقف عن مواجهة العدو الذي يهدد لبنان واللبنانيين بالقتل والدمار”. ورأى أن “المقاومة في غزة ما زالت تمتلك عناصر القوة، وتنفذ العمليات وتطلق الصواريخ من شمال غزة التي قالوا أنها دمرت، وفي كل يوم يسقط القتلى والجرحى في صفوف ضباط وجنود العدو، والنصر آت بعون الله”.
وختم المقداد: “الكلام عن فلسطين والجنوب ولبنان والمنطقة يختصر بجملة واحدة قالها سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي: “إسرائيل سقطت”، وها نحن اليوم نشهد سقوط الكيان الصهيوني، وسنكمل هذا الطريق حتى زوال هذا الكيان بإذن الله”.
حجازي
وتحدث حجازي، فقال: “الرفيق الراحل مناضل ثابت راسخ لم يبدل ولم يغير حتى آخر العمر، وكان الحاضر الهادئ الخلوق الحريص على مصلحة الحزب الذي تولى العديد من المسؤوليات في صفوفه. لقد تابع وشارك وناضل في مرحلة حساسة وصعبة، فكان سندا للمقاومة ولمشروع تحرير فلسطين، لأن فلسطين هي قضيتنا المركزية. خسرناه في حزب البعث كما خسره أهله وكل محبيه وأصدقائه، ولكن هذا قدرنا جميعا أن نمضي، ولكن هناك من يمضي دون أن يترك أي أثر، وهناك من يترك أثرا كبيرا، وما هذا الحضور الكبير إلا دليل وفاء للرفيق أبي محمد الذي كان علما من أعلام حزبنا في هذه المنطقة العزيزة والكريمة”.
أضاف: “لا بد أن نبدأ من فلسطين التي تسطر مقاومتها اليوم بطولات، وتصنع تحولا في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، فلسطين التي وضعت الحجر الأساس في مشروع اقتراب زوال اسرائيل، وأرَّخت اليوم الأول في الرزنامة المعدودة الأوراق من عمر هذا الكيان الغاصب، فلسطين التي تعبر اليوم عن تطلعاتنا جميعا، عن تطلعات الشعب العربي الحر الكريم، الذي لا يمكن أن يقبل بقاء هذا الكيان المغتصب لأرضنا العربية في فلسطين”.
وأردف: “بما أن نتنياهو يستعجل الهجوم على رفح ويهول علينا باقتراب مرحلة دخول رفح، مع إيماننا بقدرة المقاومة على توجيه ضربات قاسية وموجعة للعدو الصهيوني، ولكن سؤالنا أين هو الموقف العربي الرسمي الواضح والصريح والحازم والحاسم؟ مع العلم بأن الدخول إلى رفح لا يهدد فقط أمن فلسطين والذين نزحوا إلى رفح فحسب، إنما يهدد الأمن العربي، ويهدد أمن مصر، ويسقط كل التفاهمات التي كانت سابقا قائمة، وبالتالي ألا يستدعي هذا الخطر موقفا رسميا عربيا واضحا؟”.
وسأل: “أين هو الموقف الشعبي العربي المساند للمقاومة في فلسطين وللشعب الفلسطيني؟ اليوم لا تزال الجامعات في الولايات المتحدة وفي بعض الدول الأوروبية تشهد احتجاجات غاضبة ومواجهات طاحنة مع الشرطة التي تقمع بطريقة وحشية هذه الاحتجاجات، فأين هو الموقف الشعبي العربي مما يجري في غزة وفلسطين؟”.
وتابع: “ردا على من يقول ليس لنا علاقة فيما يحصل في غزة، مندوب الصهاينة في لاهاي تحدث عن ما بعد رفح، فقال: “قد تكون سيناء وما بعد سيناء”، علما أن هناك اتفاقية سلام بين مصر وهذا الكيان، هم يهددون سيناء، فمن يضمن أن هذا التهديد لن ينتقل إلى لبنان وأرض لبنان وشعب لبنان؟ وما هي الضمانة لنا لردع هذا الكيان؟ المقاومة بعملياتها النوعية ترسل الرسائل الواضحة لهذا العدو، وتقول له إياك أن تفكر بأن المعركة مع لبنان نزهة، ولقد نجحت المقاومة في إرباك هذا العدو. نحن لا ننتظر تقييما من حاقد هنا أو ساقط هناك، أو من ربيب حزب 17 أيار، أو من قاتل يسخِّف ويقول كم قتلت المقاومة من الجيش الصهيوني 25 أو 27 جنديا؟ الإعلام الإسرائيلي يوصف الحرب في الشمال أي في جنوب لبنان يقول: “إنه الخزي في الشمال حقيقة، إن عشرات آلاف السكان نازحون من بيوتهم، هي شهادة عجز على مر أجيال، نحن نرى تفكك المجتمع، والشعور العام بالضياع، سيتطلب الأمر سنوات لتأهيل أضرار الاقتصاد وسحق الردع وانهيار الثقة بين الحكومة والمواطنين”. واللواء في الاحتياط اسحاق بريك يقول: “ما يحدث الآن هو حرب استنزاف، وإذا طالت سينهار الجيش والاقتصاد”. هذا ما تفعله المقاومة في لبنان، هذا ما فعله حزب الله، وما فعلته حركة أمل وكل القوى التي تقاتل أو تفكر في القتال في مرحلة لاحقة، لأن المقاومة يجب أن تبقى مشروعا وطنيا جامعا. إننا نستدرك جميعا هذا الخطر الداهم على بلدنا من خلال رص الصفوف حول المقاومة”.
وأشار إلى أن “هناك الكثير من الملفات التي تستدعي حالة طوارئ، ومنها ملف النزوح السوري. جيد أن يجتمع مجلس النواب، وأن يقر توصيات يقال انها محل إجماع بين اللبنانيين- وأنا أشكك- لأنه يبدو أن بعض النواب الذين صنعتهم جمعيات وجهات خارجية وسفارات، انقلبوا خارج القاعة على مواقفهم من أزمة النزوح”.
وقال: “كنا نتمنى أن يلحظ المجلس النيابي إشارة إلى مخاطر قانون قيصر، لأن السبب الأساسي والرئيسي لتأخير عودة النازحين السوريين إلى بلدهم، ووقف حركة النزوح إلى لبنان، هو الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي خلقته مفاعيل قانون قيصر”.
أضاف: “جيد أيضاً توجه مجلس النواب إلى الحكومة للتواصل المباشر مع سوريا، ولكن السؤال المطروح هل ستفعل الحكومة؟ هل سيفعل دولة الرئيس نجيب ميقاتي أم أنه لن يفعل؟ وإذا ذهبنا إلى سوريا، هل سيحمل الوفد الوزاري والإداري والتقني والأمني خطة عمل أو برنامج عمل أو جدول عمل، أم أنها زيارة لساعتين وتنتهي؟ هذه الأسئلة مطروحة، لأن واحدة من معاناتنا مع مقاربة ملف النزوح في لبنان، أنه حتى الساعة لا تملك الحكومة اللبنانية خطة”.
وأردف: “رسالتنا لبعض الذين يحملون حزب الله أو سوريا أو الرئيس الدكتور بشار الاسد مسؤولية إبقاء النازحين في لبنان، أنتم “بتمونوا” على الجمعيات وعلى الولايات المتحدة الأميركية والأوروبيين، وأنتم أصدقاء السفارات التي تمول وتضع العراقيل، تفضلوا اطرحوا عليهم فكرة تمويل النزوح السوري داخل الأراضي السورية، واسألوهم لماذا يرفضون ذلك. تجرأوا على سؤال الجهات التي تمول الجمعيات، كم دفعتم وكيف تصرف هذه الاموال؟ أنتم متَّهَمين والجهات التي تتحالفون معها هي المتهمة”.
ورأى أن “الاستفاقة على موضوع النزوح كانت بعدما سقط الرهان على سقوط الدولة السورية. سابقا كان الرهان أن هؤلاء النازحين هم ورقة ضغط لإسقاط الدولة في سوريا، عندما سقط هذا الرهان بدأ الحديث عن نزوح شرعي ونزوح غير شرعي. باختصار هذا الملف لا يعالج إلا بهدوء وتروٍ، وبنقاش مباشر مع الدولة في سوريا”.
وختم حجازي: “في الملف الرئاسي كان لافتا البيان الأخير الذي صدر عن اللجنة الخماسية. نحن نرحب بأي مسعى للوصول الى انتخاب رئيس الجمهورية، ولكن الملفت في ختام البيان أنه يدعو إلى جلسات مفتوحة، ويحدد وقتا زمنيا للنواب، ويتحدث عن السيادة، متناسيا أن هذا المجلس هو سيد نفسه، لا تستطيع أن تحدد له شكل الجلسات، وأن تحدد له موعد انتهاء المهلة المعطاة له، ثم تتكلم عن السيادة. تخيلوا لو أن هذا البيان كان صادرا عن لجنة تضم سوريا وإيران والعراق، كانوا تظاهروا في وسط بيروت وافترشوا الطرقات معلنين بأن السيادة اللبنانية قد خرقت”.