كتب محمد جابر:
منذ بداية الأزمة الاقتصادية المستجدة، بعد عام ٢٠١٩ ثمة شبه إجماع لدى اللبنانيين على تحميل مسؤولية كبرى لرياض سلامة ومعه الطبقة الحاكمة عن ماوصلت إليه البلاد، بعدما عاش الشعب مخدرا طيلة سنوات واستيقظ ذات تشرين على الواقع الاقتصادي المؤلم فتغيرت حياة اللبناني وازداد الفقر والبطالة وأمراض الاقتصاد المختلفة.
في كل مرة كان رياض سلامة ينجو من الوقوع بحيث بدا وكأنه يملك “محور فيلادلفيا اقتصادي” برودة هذا الرجل وردود فعله الهادئة كانت تضك مضاجع المواطن اللبناني، الذي عانى من ارتفاع سعر الدولار وما نتج عنه من تغير القدرة الشرائية وانهيار الاقتصاد.
كثر يقولون بأن رياض سلامة قادر على قلب الطاولة على الجميع، وبأنه كاشف الأسرار لدرجة بأن البعض كان يقول إن هذا الرجل يتقن اللعب على حافة الهاوية من دون أن يقع، فهو أقنع اللبناني بالأوهام التي كان يعيشها قبل عام 2019، قبل أن ينقلب السحر على الساحر فيما بعد.
واليوم يبدو أن رياض سلامة قد وقع في الفخ، أو اللهم قد يكون ما جرى محاولة لتلميع صورة الرجل وتبرئته من أجل دور ما قد يكون في انتظاره في لحظة ما، خصوصا مع الحديث عن اقتراب زمن التسويات الكبرى، وفي ظل الضياع في متاهات الأسماء المقترحة لرئاسة الجمهورية، واستمرار البحث عن الإسم الذي يرضي الأغلبية.
تعددت الاحتمالات لكن الحقيقة واحدة، البلد يستعد لمرحلة جديدة، وهذه المرحلة تتطلب التضحية بأحد عناصر المنظومة السابقة لتبرير كل ما جرى سابقاً، الأيام القادمة ستكشف المستور، و”يا خبر اليوم بمصاري بوكرا ببلاش”.